الكيان الصهيوني بدأ يحصد آثار هزيمته

الكيان الصهيوني بدأ يحصد آثار هزيمته

ما إن وُقِّع الاتفاق وتوقفت الحرب على قطاع غزة، وبدأ تبادل الأسرى فعلياً بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، حتى بدأت الارتدادات السياسية تظهر داخل الكيان نفسه وترتفع تدريجياً.

الانطباع العام الدائر داخل أوساط الكيان، أو خارجه، أنه منهزم وخاسر في معركة طوفان الأقصى، التي فرضتها عليه المقاومة الفلسطينية، وذلك رغم جرائمه وفظائعه كلها بحق المدنيين الفلسطينيين، ومناطق سكنهم، ومحاولات تهجيرهم، وبات واضحاً أن محاولات المماطلة كلها التي كان يقوم بها الكيان الصهيوني لوقف الحرب وإنجاز الصفقة سابقاً، ولا يزال يحاول تأجيل إتمامها حتى الآن بالمماطلة بتطبيق مراحلها، وتسليم الأسرى الفلسطينيين في المواعيد المتفق عليها وغيرها، إنما كان ولا يزال يهدف لتأخير الاستحقاق، وتأخير إعلان هزيمته في هذه المعركة قدر الإمكان.

حماس انتصرت

كما يتضح يوماً تلو آخر، وبشكل أوضح، زيف السردية الصهيونية حول القضاء على المقاومة الفلسطينية، أو إضعافها في قطاع غزّة، سواء كتنظيم وعدد وعتاد، أو بالدعم الشعبي الفلسطينيّ لها، حيث تثبت المشاهد والصور والمقابلات الصحفية والتلفزيونية وغيرها بما فيها مشاهد عمليات تسليم الأسرى «الإسرائيليين» من مناطق مختلفة في كل مرة، مدى سيطرة المقاومة الفلسطينية على القطاع، وتأكيداً لحضورها فيه، وبدعم شعبي لها، بشكل لا يختلف عمْا قبل 7 أكتوبر.

من جهةٍ أخرى، يبرز تباين واضح بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني بالتعامل مع الأسرى من جهة، وتعامل ومواقف الأسرى مع محتجزيهم من جهة أخرى، بما يعنيه ذلك من صدى شعبي وسياسي واسع، سواء في فلسطين المحتلة لدى الطرفين، أو حتى في الخارج... ليشكل المشهد الذي يقبّل فيه الأسير «الإسرائيلي» جباه المقاومين الفلسطينيين قبل تسليمه، أو المشاهد الأخرى السابقة التي يعانق بها الأسرى المقاومين أو يضحكون معهم، صدمة وضربة كبيرة لحكومة كيان الاحتلال، بينما يخرج الأسرى الفلسطينيون بأجسادهم المنهكة، وإصابات بالغة ومحمّلين قسراً برسائل تهديدية كالملابس التي أجبروا على ارتدائها قبل الإفراج عنهم مؤخراً، وطبع عليها «أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم» أو«لا ننسى ولا نغفر».

تقارير 7 أكتوبر بدأت بالظهور

كما بدأت بعض التقارير التفصيلية حول عملية الـ 7 من أكتوبر بالظهور، وتبيْن فشل المنظومة الأمنية والاستخباراتية الصهيونية، مقابل التقدم الاستخباراتي والاختراق المعلوماتي للمقاومة الفلسطينية، لتلك الدرجة التي ظنّ بها المقاومون الفلسطينيون قبل تنفيذ العملية أن الكيان لا بدّ وأنه ينصب فخاً للمقاومين لحظة بدء عمليتهم، وفقاً لأحد التقارير، وفكّر محمد الضيف لبعض الوقت بإيقاف العملية برمتها بسبب الظنّ بهكذا احتمال.
أما داخل الكيان الصهيوني، وأمام ذلك كله، يتساءل «الإسرائيليون» لماذا دامت هذه الحرب هذه الفترة كلها أساساً، وليعود العديد من أسراهم جثثاً الآن، عوضاً عن عودتهم أحياء قبل أكثر من عام؟ خاصة وأن أيّاً من أهداف الحرب لم يجر تحقيقه أبداً، بل على العكس من ذلك. وأمام هذا كله، تتعرض حكومة نتنياهو لضغوط داخلية كبرى، ما زلنا نرى مؤشراتها الأولى. والتي من المحتمل أن تصل حدّ الانفجار.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1215