أوستن يحاول استمالة كمبوديا متأخراً

كان واضحاً أن النفوذ الصيني يتزايد في كمبوديا خلال السنوات الأخيرة، وتتطور العلاقات بشكل إيجابي بين البلدين حتى الآن، ويجري تعاون عسكري بينهما، ففي شهر كانون الأول الماضي أرسلت الصين سفينتين حربيتين لها إلى قاعدة ريام البحرية الكمبودية الواقعة على خليج تايلاند بالفعل، وحينها قال الصينيون: إن الخطوة في إطار «مشروع مساعدة» لتعزيز البحرية الكمبودية، وفي الوقت نفسه أكد الكمبوديون أن هذا المشروع يتوافق مع دستور البلاد، ولا يعني إقامة قواعد عسكرية أجنبية فيها. وفي الشهر الماضي أجرى البلدان جولة أخرى من المناورات العسكرية السنوية المشتركة التي بدأت منذ 2016.
والآن، وبعد تزايد وتيرة الخلافات والمناورات حول مسألة سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي، والتوترات مع البحرية الفلبينية، باتت تدور الأحاديث حول منح كمبوديا صلاحيات حصرية للجيش الصيني للوصول إلى إحدى قواعدها البحرية، وهو ما استدعى زيارة أوستن الذي أعرب خلال لقائه برئيس الوزراء هون مانيه وضوحاً عن مخاوفه من تمويلات الصين للبلاد، وتواجدها في القاعدة البحرية، ودعا إلى تعاون أوسع بين بلاده وكمبوديا، علماً أن العلاقات بين واشنطن وبنوم بنه ليست بأفضل حال، فيذكر أنه في عام 2017 ألغت كمبوديا تدريبات عسكرية لها مع الولايات المتحدة، وفي 2020 اعتبرت الخارجية الأمريكية أن الانتخابات الكمبودية غير حرة وغير نزيهة، كما فرضت عقوبات على مجموعة من الأفراد الكمبوديين بذرائع حقوق الإنسان والديمقراطية.
تحدّث بيان صدر عن البنتاغون بعد الاجتماع، أن البلدين اتفقا على «استئناف عمليات تبادل التدريب العسكري» وقال أوستن عبر منصة تويتر: «أجرينا محادثات جوهرية حول سبل تعزيز العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وكمبوديا، وأنا أتطلع إلى مزيد من الحوار».
تدور في الأوساط الأمريكية أحاديث متفائلة عن إمكانية التقارب بين الولايات المتحدة وكمبوديا، وتجاوب هون مانيه مع المبادرات الأمريكية، لكن العلاقة مع الصين قادرة على تقديم باقة متكاملة من المنافع، وهو ما تعجز واشنطن عن تقديمه، ما يقلل من احتمال حدوث تحول جذري في السياسية الخارجية الكمبودية.