احتجاجات الطلاب الأمريكية تتوسع وتنتقل إلى أوروبا
مع استمرار الجرائم الصهيونية الكبيرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة خصوصاً، وفي الضفة الغربية، يتزايد السخط العالمي تجاه «إسرائيل»، وكل من يدعمها من الغربيين، لتسقط وتتهاوى تباعاً السردية الغربية والصهيونية سياسياً وفي الرأي العام، وصولاً لما شهدناه من احتجاجات طلابية في الجامعات الأمريكية، انتقلت مؤخراً إلى الجامعات الأوروبية.
شهدت الجامعات الأمريكية في نيويورك وكاليفورنيا وغيرها احتجاجات واعتصامات طلابية مناصرة للفلسطينيين تدعو لوقف الحرب على قطاع غزة والجرائم الإنسانية الكبيرة التي يقدم عليها الكيان الصهيوني بحماية غربية، وقوبلت احتجاجات الطلاب بالعنف المفرط داخل الحرم الجامعي نفسه، بعد هجوم قوى الشرطة والأمن عليهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وتم اعتقال أكثر من 2000 طالباً حتى الآن وفقاً لفوكس نيوز.
رغم ذلك، تستمر الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية، ليخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه مؤكداً: أنه «لا مكان لمعاداة السامية في أي حرم جامعي بالبلاد» وأن «النظام يجب أن يسود في مواجهة الاحتجاجات الجامعية الأمريكية» مؤكداً أيضاً: أن «الاحتجاجات لم تدفعه إلى إعادة النظر في نهجه تجاه الحرب، أو إلى إعادة التفكير في سياساته تجاه الشرق الأوسط» معلناً بذلك، وبصيغة رسمية، الحرب على الطلاب الأمريكيين!
أكثر من ذلك، وفضلاً عن القمع المباشر، هدد رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون بإصدار تشريعات تقضي بإلغاء الإعفاءات الضريبية للجامعات، وإلغاء التأشيرات للطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة ويشاركون في الاعتصامات الجارية.
إلا أن ذلك كله لم يؤدِّ إلى وقف هذا الأمر، وأكثر منه، أن الاحتجاجات الطلابية الأمريكية انتقلت إلى أوروبا، وتحديداً المملكة المتحدة وفرنسا.
وانضم العديد من الطلاب خلال الأسبوع الماضي إلى الاحتجاجات في جامعات مانشتسر وليدز وبريستول وشيفيلد ونيوكاسل ولندن في المملكة المتحدة، رافعين الأعلام الفلسطينية، وداعين فيها إلى إنهاء الأعمال العسكرية في قطاع غزة، وفي جامعة مانشستر رفع الطلاب لافتات تدعو إلى «إنهاء شراكتها مع الأنظمة التي تدعم [إسرائيل]» وأن «بريطانيا تدعم الإبادة الجماعية [الإسرائيلية]». وفي نيوكاسل يقول الطلاب: إن هذا الاحتجاج «يسلط الضوء على استراتيجية الاستثمار للجامعة وتواطئها في جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش [الإسرائيلي] في غزة والضفة الغربية»، وانضم مؤخراً طلاب جامعة أوكسفورد البريطانية للاحتجاجات، وطالبوا جامعتهم بوقف التعامل مع الشركات والمؤسسات الصهيونية، والمساهمة بإعادة إعمار المؤسسات التعليمية بقطاع غزة.
كما شهدت جامعة باريس احتجاجاً لطلابها، اقتحمت على إثرها الشرطة الفرنسية الحرم الجامعي وأخلته من المحتجين بالقوة، ونظم العديد من الطلاب وقفة احتجاجية أمام جامعة السوربون كذلك.
ومن المتوقع، مثلما توسعت موجهة التظاهرات الطلابية من الولايات المتحدة إلى أوروبا، أن تتوسع داخل أوروبا نفسها من المملكة المتحدة وفرنسا لغيرها، ويمثل هذا الأمر تحدياً جدياً للنخب الغربية، التي عادت لتسقط نحو استخدام وسائل القمع والعنف التقليدي، وما يعنيه ذلك من الفشل في تحقيق المطلوب باستخدام وسائل «القمع الناعم» التي اعتادت الأنظمة الغربية استخدامها في وجه شعوبها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1174