جونسون ومحاولة إبعاد الهند عن روسيا
ذهب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الهند يوم الخميس الماضي في زيارة لمدة يومين التقى خلالها نظيره الهندي ناريندرا مودي في العاصمة نيودلهي.
كانت غاية الزيارة- وفقاً لبريطانيا- إقامة مجموعة من الاتفاقيات التجارية بقطاعات هندسة البرمجيات والصحة، بالإضافة إلى اتفاقات جديدة بمجالات الدفاع والطاقة الخضراء والشراكات العلمية، إلا أن الهدف الرئيس من الزيارة يتمثل بمحاولة إقناع نيودلهي بتقليص علاقاتها مع موسكو، رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الرئاسة البريطانية ماكس بلاين صراحةً: إن بلاده «سوف تعمل مع دول أخرى لتوفير خيارات بديلة للمشتريات الدفاعية، ومشتريات الطاقة للهند، لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، بعيداً عن روسيا».
وبالتوازي مع ذلك، نقلت- وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية- أنباءً تفيد أن الاتحاد الأوروبي يريد استئناف المحادثات التجارية مع الهند بغاية إضعاف علاقاتها مع موسكو.
لكن واقع الأمور يمضي بعكس الرغبة الأمريكية تماماً، حيث إن العلاقات الهندية- الروسية أوسع من كل هذه المحاولات، ففي وقتٍ سبق زيارة جونسون بقليل، نشرت صحيفة Economic Times أنباءً بأن الهند استأنفت توريد الشاي والأرز والفواكه والقهوة والمأكولات البحرية والحلويات إلى روسيا، كما أن الهند زادت من مشترياتها من النفط الخام الروسي إلى 3 ملايين برميل في الشهر الماضي، فضلاً عن شرائها أنظمة دفاع جوي روسية حديثة.
ولعل الأمر الأكبر والأهم، هو ما نقلته الصحيفة نفسها عن اجتماع بين ممثلي البنك المركزي الروسي ونظرائهم في الهند- يوم الأربعاء الماضي- حول الدفع بالعملات الوطنية بين الدولتين في تبادلهم التجاري، فوفقاً للصحيفة «قام الجانبان بتقييم، العقبات الفنية التي تواجه المصدرين والمستوردين في البلدين. سيتشاور المسؤولون من الجانبين مع إدارات المصرفين المركزيين بشأن المعايير لتحديد جدوى خيارات الدفع المختلفة».
النتائج والغبار الكثيف
على الرغم من الإعلان عن إبرام شراكة دفاعية وأمنية جديدة مع الهند، إلا أن الهدف الأساسي للزيارة البريطانية لم يتحقق، فالمحاولات المستمرة للضغط على الهند بشأن تحديد علاقاتها مع موسكو لم تنجح، وهو ما يضيف فشلاً جديداً للمعسكر الغربي، بعد فشل المحاولة الأمريكية والتي جاءت في السياق ذاته وقبل أيام قليلة من المحاولة البريطانية. الموقف الهندي هو تعبير واضح عن شكّل العلاقات الدولية الجديدة التي نشهد تثبيتها في العالم، فنيودلهي تتصرف وفقاً لمصالحها التي تراها قيادتها، فهي لا تقطع علاقاتها مع الغرب، ولا تنوي التصعيد في الموقف، ولكنها تقبل ما يناسبها وترفض ما يتعارض مع مصالحها. وفي الوقت الذي تقول فيه الهند: إن علاقاتها مع روسيا تصب في مصلحتها الاستراتيجية، فهذا يعني بوضوح ألّا نِية عند الهند لتغيير هذا الموقف.
جونسن يرفض الصعود في مروحية روسية!
كان من المضحك في زيارة جونسون للهند ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إنديا» التي قالت: إن الهند خصصت مروحية روسية من طراز Mi-17 لتنقل رئيس الوزراء البريطاني إلى ولاية أخرى لحضور افتتاح مصنع من قبل شركة تصنيع معدات البناء البريطانية JCB، لكن جونسن رفض الصعود إلى المروحية الروسية، وطلب استبدالها بأخرى أمريكية الصنع! والتي كان من الصعب تأمينها قبل 6 ساعات، مما فرض على رئيس الوزراء الانتظار طوال هذه المدة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1067