جزر سليمان.. نقطة استراتيجية جديدة لصالح الصين
ملاذ سعد ملاذ سعد

جزر سليمان.. نقطة استراتيجية جديدة لصالح الصين

وقعت الصين في 19 نيسان اتفاقية للتعاون الأمني مع دولة جزر سليمان الواقعة في المحيط الهندي شمال شرق أستراليا، سرعان ما أنتجت عليها ردود فعل غربية وأمريكية محمّلة بتهم مكررة، ربطاً مع التوتر الصيني الأمريكي حيال تايوان.

حول الاتفاقية

لم تعلن أي من الصين أو جزر سليمان مضمون وبنود الاتفاقية، مؤكدتين أنها سرية ومتعلقة بالتعاون الأمني بين البلدين، لتخرج وثيقة مسربة زعم أنها نصّ الاتفاقية تتضمن مقترحات تتيح للصين إقامة قاعدة عسكرية لها في جزر سليمان، ونشر سفن حربية لها في المحيط الهندي، الأمر الذي استندت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا واليابان في تصريحاتهما الإعلامية حيال الأمر.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها «ستقوم بالرد» إذا ما أقامت الصين قاعدة عسكرية لها في جزر سليمان، وأعلن البيت الأبيض عن زيارة وفد أمريكي لجزر سليمان، خلال جولة شملت أيضاً هاواي وفيجي وبابوا غينيا، محذراً إياها من أن الاتفاقية هذه «قد تكون لها تداعيات أمنية إقليمية» على الولايات المتحدة، وأن «الوفد أوضح أنه إذا اتُّخذت خطوات باتجاه وجود عسكري دائم بحكم الأمر الواقع، أو لفرض الهيمنة أو لإقامة منشأة عسكرية، فستكون للولايات المتحدة هواجس كثيرة وسترد وفق ما يقتضيه الأمر».
وقال مسؤولون أمريكيون: إن زيارة الوفد تتمثل بمحاولة ثني جزر سليمان عن هذا الأمر، وإقناعها بأن الولايات المتحدة «يمكنها توفير الأمن والازدهار والسلام في المنطقة»
ووفقاً للبيت الأبيض، فإن رئيس وزراء جزر سليمان مناسيه سوغافاري كان قد طمأن واشنطن بأن الاتفاقية لا تتضمن إقامة قاعدة عسكرية، وبدوره صرح وزير الخارجية الصيني وانغ وينبين حول الاتفاق بأنه «تعاون طبيعي بين دولتين مستقلتين وتتمتعان بالسيادة» وأنه يدعم «الاستقرار على الأمد الطويل» في جزر سليمان.

ربطاً مع تايوان

اعتبر العديد من المحللين، أن الاتفاقية المذكورة تشكل نوعاً من الرد على ما يجري في تايوان من جهة، وعلى تحالف أوكوس الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، خاصة وأنه جاء قبيل بضعة أيام من إقامة الصين مناورات عسكرية بحرية وجوية قرب تايوان، لكن هذا لا يعني أن بكين تسعى «للتوسع» عبر إقامة قاعدة عسكرية لها مثلما يجري الترويج له غربياً، وإنما سيكون هذا الأمر خياراً بالاستناد إلى الاتفاقية الأمنية بحال استدعت الضرورة ذلك، وهي ضرورة مرتبطة بتحركات أوكوس والولايات المتحدة الأمريكية في المحيط الهادي.. فضلاً عن أن هذا النوع من الاتفاقيات بين دول إقليمية يُعد أمراً طبيعياً ويتعلق «بدولتين ذاتي سيادة» بقراراتهما وفقاً لما أشار إليه وزير الخارجية الصيني، على العكس من العلاقة بين الولايات المتحدة وجزر سليمان. باختصار، يمكننا القول: إن ما يجري على تخوم الصين جنوباً وفي المحيط الهندي- بكل ما يتعلق من تايوان وهونغ كونغ وجزر سليمان وأستراليا واليابان وغيرها- يعد نوعاً من الفرز والاصطفاف الذي يحمل أهدافاً وضغوطاً سياسية أكثر منها عسكرية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1067