مؤتمر «بون»: هل يحمي المناخ من رأس المال؟

مؤتمر «بون»: هل يحمي المناخ من رأس المال؟

تتجه أنظار العالم نحو مدينة بون الألمانية، حيث تعقد الأمم المتحدة مؤتمراً دولياً لحماية المناخ «كوب 23»، بهدف تنفيذ اتفاق «باريس»، الذي سيوجه الجهود العالمية في مجال حماية المناخ ما بعد عام 2020، المؤتمر الذي بدأت فعالياته يوم الاثنين 6 تشرين الثاني وسيستمر حتى الـ 17من الشهر الحالي، يشارك فيه ممثلون عن مئتي دولة تقريباً، ويفتح الباب أيضاً أمام البلديات والقطاع الصناعي للمساهمة وإبداء الرأي، فهل ينجح المؤتمر في وضع خطوات جدية اتجاه إصلاح ما أفسدته الرأسمالية في كوكبنا؟

اتفاق باريس والإعاقات الأمريكية

في بون، تتولى فيجي_ كأول دولة نامية_ رئاسة مؤتمر المناخ، الذي سيعمل المشاركون فيه بشكل رئيس على وضع قواعد مفصّلة لتنفيذ اتفاق «باريس»، الموقع من قبل 195 دولة عام 2015، الذي ألزم الدول جميعها على السعي لتحقيق الأهداف المناخية الوطنية، للحد من حرارة الأرض إلى أدنى من درجتين، بالإضافة إلى الأهداف المتعلقة بإنهاء حقبة الوقود الأحفوري، خلال القرن الحادي والعشرين، والتحول نحو الطاقات النظيفة والمتجددة، مثل: الرياح والطاقة الشمسية.

المؤتمر إذاً: يتمحور بشكل أساس حول الاتفاق، الذي يحمل هوامش تفاؤل ضئيلة، للقيام بالمهمات المطلوبة أمام مستوى التحدي الهائل بحماية المناخ، فبعد مرور عامين على توقيعه، ما تزال النتائج دون المستويات المتوقعة، في ظل تحليلات تقول: أنه غير كافٍ للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. 

من جهة أخرى، فإن هذه المحاولات الدولية في تحسين المناخ والعمل على تخفيض درجات حرارة الأرض، تواجه إعاقات أمريكية، تجلّت وضوحاً في إعلان الرئيس، دونالد ترامب، مؤخراً، الانسحاب من اتفاقية «باريس»، مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر المساهمين في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث إن نصيب الفرد الأميركي من انبعاث تلك الغازات هو من الأعلى في العالم، بمعدل 17,67 طناً سنوياً، حسب وكالة الطاقة الدولية. أي: إن انسحاب أكبر ملوثي المناخ من الاتفاق والتنصل من التزاماته، يعني: أن العمل بالإطار نفسه سيجعل من هوامش التغيير ضئيلة. ومن الجدير بالذكر انضمام سورية إلى هذا الاتفاق خلال هذا المؤتمر.

تحديد المسؤوليات

في هذا السياق، قال قوه هاي بو، وهو مفاوض صيني من وزارة الشؤون الخارجية الصينية: إن الخبر السار يكمن في أن فهماً مشتركاً قد تحقق، ويتمثل في أن هنالك تغيراً حاصلاً في المناخ، ويشكل تهديداً لا تستطيع دولة حله بمفردها. وفي خطوة عملية، تقدم الوفد الصيني بخمسةِ مقترحات خلال المؤتمر، استندت بشكل أساس إلى مبدأ «مسؤوليات مشتركة ولكن متفاوتة» وأبرزت نهجاً شاملاً للتخفيف والتكيف والتمويل وبناء القدرة.

فنجاح الجهود الدولية في مكافحة التغير المناخي اليوم وحماية الكوكب، تحتاج أن يتحمل مسؤولياته الكبرى هؤلاء المتسببون بشكل مباشر به، من حيث التمويل والتنفيذ، أي: دول المركز الرأسمالي وشركاته بشكل أساس، الساعون إلى الربح الأقصى على حساب الطبيعة والبشر، وإلا فإن أية خطوات لا تقوم على ذلك ستبقى في الإطار الشكلي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
836