نحو «بريكس Plus»: مصر في محور أوراسيا؟
من المقرر أن تعقد القمة التاسعة لقادة دول بريكس في الفترة من 3 إلى 5 أيلول المقبل حيث سيرسم قادة دول المجموعة مسار نموها في عقدها الثاني، الذي عقدت فيه العزم – حسب بيان قمتها الأخيرة- على بدء الإجراءات الملموسة لدفع التعاون بين جميع الدول النامية والاقتصادات الناشئة قدماً.
دعت الصين التي ستستضيف هذه القمة في مدينة شيامن جنوب شرقي الصين خمسة اقتصادات ناشئة في العالم، من بينها مصر، للمشاركة في حوار استراتيجي سيعقد على المستوى الرئاسي على هامش قمة مجموعة «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
عقد جديد
تأسست مجموعة بريكس في عام 2006 متكئة على إمكانات مواجهة الهيمنة الاقتصادية الغربية، لتفتح بذلك عصراً جديداً للتعاون بين الأسواق الناشئة. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حقق التعاون بين دول بريكس إنجازات هامة وملموسة في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والمالية والتبادلات.
تفيد إحصاءات صندوق النقد الدولي بأنه خلال السنوات العشر الماضية، ارتفعت نسبة الاقتصاد الكلي لدول بريكس في الاقتصاد العالمي من 12% إلى 23%، وزاد نصيبها من التجارة الدولية من 11% إلى 16%، وتجاوزت إسهاماتها في نمو الاقتصاد العالمي 50%.
وفي هذا الصدد، ذكر سلجوق جولاك أوغلو مدير «المركز التركي لدراسات آسيا- الباسيفيك»، إنه خلال العقد الماضي، شهد اقتصاد دول بريكس نمواً متسارعاً، وأخذ اقتصادها الكلي يتسع بشكل مستمر، وصارت آليتها للتعاون أكثر نضجاً وأصبحت تشغل مكانة منظمة دولية رائدة في العالم، مضيفاً أن قمة شيامن التي تعقد في وقت تتزايد فيه عوامل عدم اليقين، وكذا المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي، تعد بمثابة منصة هامة لمناقشة مشروع صيني للحوكمة العالمية.
وأشار إلى أنه نظراً لكون دول «بريكس» تنتمي لمناطق مختلفة من العالم وتملك خصائص تنموية تتماشى معها وتواجه تحديات متماثلة مثل المخاطر المالية والمشكلات البيئية، فإن نمطها التنموي يمكن أن يقدِّم للبلدان النامية الأخرى تجربة جديرة بالدراسة والاستفادة منها. وأكد على نمو رغبة دول «بريكس» في المشاركة في الحوكمة العالمية، مدللاً على ذلك بمبادرة «الحزام والطريق» الصينية التي تعود الآن من ناحية بالفائدة على الدول النامية المشاركة فيها والواقعة على مسار طريق الحرير القديم، وتقدِّم من ناحية أخرى حلاً جديداً للحوكمة العالمية.
«بريكس بلس»: توسيع قاعدة التعاون
كان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قد ذكر خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول بريكس أن الصين مستعدة، بصفتها الدولة التي تتولى رئاسة مجموعة بريكس لهذا العام، لتحمل مهمة استهلال العقد الثاني من التعاون بين دول بريكس في المجالات الرئيسية وتوسيع مجالات التعاون وكذا توسيع نمط حوار «بريكس بلس» بهدف إنشاء شراكات أوسع لكي تنمو شجرة تعاون بريكس وتطرح ثماراً أوفر.
وأضاف وانغ يي أن مجموعة بريكس ستكون دافعاً للتعاون بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وأن بريكس ليست تابعة لأعضاء بريكس بل تابعة لجميع الاقتصادات الناشئة والدول النامية. وستتمسك بريكس بروح الانفتاح والتسامح والتعاون والمصلحة المشتركة من أجل توسيع دائرة أصدقاء تعاون بريكس ونطاق المستفيدين منها لحماية وتعزيز المصالح الكلية للدول النامية.
وعلى هذا الصعيد، قال الخبير المصري المتخصص في الشؤون الصينية، عادل صبري، إن قمة بريكس هذه تركز على آلية «بريكس بلس» لتوسيع التعاون إلى تعاون مع الدول غير الأعضاء في بريكس. وهذا التغير سيحقق الفوز المشترك، إذ إنه من خلال التعاون مع دول غير أعضاء ببريكس، ستحصل دول بريكس على دعم هذه الدول على المسرح السياسي الدولي. وإذا اتسع نطاق التجارة الدولية، فسوف تستفيد الدول المشاركة بصورة أكبر.
ومن جانبه، قال فانغ نينغ مدير مركز الدراسات السياسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن نطاق التعاون سوف يتسع في العقد الثاني من تعاون دول بريكس، معرباً عن اعتقاده بأنه سيكون مختلفاً عن العقد الأول، بعدما أصبحت دول بريكس تشكل مفهوماً للدول الصناعية الناشئة. وأضاف أن الدول الأعضاء الخمس الأصلية ببريكس هي دول رائدة، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى المجموعة لكي تصبح هذه الآلية أكثر شمولاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 826