واشنطن ترهب أوروبا الشرقية: تعالوا إلينا..!
فاتريك روبيرسوك فاتريك روبيرسوك

واشنطن ترهب أوروبا الشرقية: تعالوا إلينا..!

بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف شهر تموز الماضي من العام الماضي، وتعزيز ما يبدو أنه توجه أوراسي موضوعي في تركيا، ازداد الضغط السياسي والعسكري الأطلسي على الجبهة الشمالية الشرقية في أوروبا تجاه روسيا.

ترجمة: رنا مقداد

إذا قررت تركيا أن تعمل بعيداً عن قبضة حلف شمال الأطلسي، وأن تنضم إلى القوى الأوراسية، وإلى محور التعددية القطبية، فهذا يمكن أن يؤدي، كرد فعل غربي، إلى تعزيز الشراكة الأوروأطلسية، وإلى الاندماج العسكري بين الدول الاسكندنافية ودول أوروبا الشرقية ودول البلطيق في محاولة لبناء ضغط باتجاه قلب أوراسيا وهي روسيا.

يجري ما سبق ذكره بالتزامن مع تقدم المحادثات حول إنشاء «حلف شمال أطلسي مصغر» يتكون من هذه الدول، ليكون بمثابة السيف الأطلسي الموجّه نحو روسيا، والذي يمتد من القطب الشمالي عبر بحر البلطيق وصولاً إلى أوكرانيا.

التوجه نحو الدول الأقل استشعاراً بالأزمة؟

إريك ديتز، وهو محلل سياسي مقيم في لاهاي، والذي جاءت تصريحاته لتشير إلى مثل هذا الواقع المحتمل، قال: إن الولايات المتحدة تريد أن ترى «جبهة عسكرية وأمنية قوية وموحدة»، تضم بلدان الشمال في مواجهة روسيا في المنطقة القطبية العليا وبحر البلطيق.

واستمر ديتز في توضيحه شارحاً: «إن الدول الاسكندنافية حديثة ومستقرة سياسياً، ولديها اقتصادات تعمل جيداً. رسالة واشنطن هي: أن هذه الدول لديها القوة الاقتصادية والموارد اللازمة لبناء دفاع إقليمي مشترك وقوي، ويعتمد الشراكة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وهكذا فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة قوية جداً في تعزيز وجودها ومشاركتها في هذا المجال، خاصة في ظل هدنة هشة في أوكرانيا، وهي الهدنة التي يمكن أن تتطور إلى أعمال عنف- قد تثير رد فعل حلف شمال الأطلسي- بسبب الاستفزاز أو تجدد العنف من الوكلاء المدعومين داخل أوكرانيا».

مجمع صناعي عسكري 

قيد الإنشاء

في هذا الصدد، دعونا نلقي نظرة على ما يحدث في شمال شرق أوروبا، وأية منظمات أو عملاء يمكن أن يترتب على مواقفهم عمليات مستقبلية نتيجة لطبيعة المواجهة وجهاً لوجه مع الجارة الشرقية.

في عام 2009، تم تأسيس منظمة التعاون للدفاع عن الشمال «NORDEFCO»، بناءً على الترتيبات الأمنية داخل الشمال، والتي تعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أن «NORDEFCO» هو بمثابة تحالف للشمال، ولأنه مرتبط بشكل وثيق مع كل من منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يجعل منه أداة محتملة لمصالح حلف الأطلسي في المنطقة الاسكندنافية وما حولها.

في حزيران 2016، أشارت بعض التقارير إلى مشاركة منظمة التعاون للدفاع عن الشمال «NORDEFCO» بدمج وتعزيز الاتصالات العسكرية والصناعية بين الدول الأعضاء في الشمال. مثالاً على ذلك، يمكن أن يتضح إنشاء مجمع «كونجسبرغ» للدفاع، بحصة 49.9% من مجموعة الدفاع «باتريا أويج»، وهي مملوكة من قبل الدولة الفنلندية. ولذلك يمكن أن تكون أعمال إنشاء المجمع الصناعي العسكري لعموم الشمال قيد الإنشاء.

بوضع  ما سبق كله في الاعتبار، فإنه من الواضح أن الأمور تسير باتجاه تحريك الدمى اليورو-أطلسية في شمال شرق أوروبا واسكندنافيا من قبل الولايات المتحدة نفسها للمزيد من المواجهة التي من شأنها أن تؤخر التراجع الأمريكي، وزرع الخوف والترويج له لتشجيع دافعي الضرائب في تمويل العسكرة

معلومات إضافية

العدد رقم:
793
آخر تعديل على السبت, 14 كانون2/يناير 2017 14:51