اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية!

من أبرز مفارقات الوضع الدولي خلال العقدين الماضيين هو تعاظم الثروات، والتقدم العلمي والتكنولوجي اللذين يفترض أن يكونا في خدمة الإنسان، لكن الذي  حدث هو أنه مع كل هذا التطور، الذي اأنتج فائض ثروة هائل ازداد طردا الاستغلال والفقر والأوبئة والمجاعات، ولكن هذه الحقيقة طالما تم إخفاؤه تحت دخان  البروباغندا التي ظلت تتحدث عن حقوق الانسان، والديمقراطية، واعتبار الرأسمالية نهاية التاريخ.

جاءت الوقائع وخصوصاً ما يتعلق بالنتائج الأولية للأزمة الاقتصادية العالمية لتدحض تلك المزاعم، ولم تبق المسألة بذمة الباحثين عن نظام عالمي جديد بل تعدى ذلك ليصل إلى اضطرار المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» إلى تخصيص يوم عالمي تحت اسم» اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية» الذي مر يوم 20 شباط الماضي.

وحسب الأرقام المعتمدة من الكثير من المؤسسات ومراكز الأبحاث، قد كانت الفجوة بين أفقر وأغنى خمسي سكان العالم في العام 1960 بمعدل 1 الى 30. ثم ارتفعت هذه الفجوة في العام 2000 إلى معدل 1على 74 بدل أن تتقلص! وأن نصف سكان العالم تقريباً في بداية قرننا الحالي يعيشون على دولارين، وأن 1.1 مليار إنسان من هؤلاء يعيشون على دولار واحد أو أقل في اليوم!

وتؤكد الامم المتحدة نفسها أن لا توجد دولة خارج دائرة غياب العدالة الاجتماعية بما فيها عشرون بلداً صناعياً، التي كان 10% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر في أواخر القرن الماضي. وهي نسبة ازدادت بكل تأكيد بعد تفجر الأزمة وتعاظم المديونية والاضطرابات السياسية.وحسب أرقام منظمة اليونيسيف أن هناك نصف مليار طفل جائع في العالم. كما أن واحداً من كل ثلاثة في العالم يعيش في أحياء فقيرة بائسة.

 

ولكن ما تغفله تقارير المنظمة الدولية هو أسباب غياب العدالة الاجتماعية سواء على المستوى العالمي أو داخل كل دولة؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
544