محاولة اغتيال التنسيق الروسي- التركي..!
مساء الاثنين 19/كانون الأول، اغتيل السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف، متأثراً بجراح أصيب بها، في هجوم شنه عليه مسلح في مبنى «متحف الفن الحديث» في أنقرة، أثناء افتتاح معرض «روسيا بعيون الأتراك».
اقترنت الجريمة بشكل موضوعي بالتنسيق الروسي- التركي حيال الملف السوري، والتحقيقات التركية ما تزال قائمة للكشف عن الجهات المتورطة في هذه الجريمة، بمشاركة فريق تحرٍ روسي. لكن، وبعيداً عن النتائج الجنائية للتحقيقات، يجدر السؤال: من المستفيد فعلياً من العملية سياسياً وهل وصل إلى مبتغاه فعلاً؟
رسالة مكشوفة
في ظل الاضطرابات التي تعيشها تركيا، خصوصاً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز من العام الحالي، ليس صعباً إيجاد متطرف يقوم بهذه الجريمة، سواء أكان من جماعة فتح الله غولن، كما تشير الأنباء من داخل تركيا، أو عن طريق «داعش» أو غيرها من المنظمات الإرهابية، لكن المهم في القضية، هو في اختيار المكان والزمان لخدمة هدف سياسي محدد.
الجريمة وقعت في تركيا، التي تشهد انعطافاً كبيراً في مواقفها الخارجية، والاقتراب أكثر من المواقف الروسية، وتحديداً فيما يخص الملف السوري، الذي يشهد تنسيقاً عالي المستوى بين «الترويكا» روسيا- تركيا- إيران.
ومن حيث التوقيت، فهو تماماً بعد تسوية حلب، ودور كل من روسيا وتركيا فيها، وعشية اللقاء الثلاثي الروسي- التركي- الإيراني، في إطار السعي الروسي، لإعلان وقف شامل لإطلاق النار على الأراضي السورية.
أما الدافع وراء العملية، فهو التأثير على هذا التقارب التركي الروسي، ومحاولة استصدار مواقف اتهامية من الطرف الروسي بحق الجانب التركي، وهو ما حدث عكسه تماماً.
مواقف حازمة
مباشرة إثر العملية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن اغتيال السفير كارلوف، هو استفزاز يستهدف العلاقات الطيبة بين روسيا وتركيا والتسوية في سورية. مضيفاً أن الرد الوحيد على اغتيال السفير هو تعزيز محاربة الإرهاب.
من جهته، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن عملية اغتيال السفير الروسي، تستهدف ضرب العلاقات الروسية التركية، وأنه متوافق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول أهمية عدم تأثير الهجوم المسلح الذي استهدف السفير الروسي لدى أنقرة، على التعاون الثنائي الذي شهد زخماً لا سيما في الملف السوري.
في المقابل، علق ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، على الحادث، قائلاً أن «زعيمي البلدين قد أظهرا إرادة سياسية، من أجل عدم تأثر العلاقات الثنائية جراء الحادث»، مضيفاً أن «الزعيمين أظهرا إرادة سياسية للحيلولة دون أن يتأثر التطور الإيجابي في العلاقات بين البلدين بأي شكل من الأشكال، من الهجوم على السفير أو أية أعمال تحريضية مشابهة».
مما سبق، يمكن الاستنتاج أن العملية قد وجهت في مضمونها رسالة تحذيرية، من قبل المتضررين من تنامي العلاقات الروسية التركية، لا سيما مع ما يعنيه إدراج تركيا سياسياً في إطار «ترويكا» دولية تضم روسيا وإيران.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 790