رئيس الحزب الشيوعي السوفيتي الثورة الإشتراكية حتمية.... والإنفجار العظيم قادم لامحالة...!!

في أوائل عام 2004 عقد في موسكو المؤتمر التوحيدي الثالث والثلاثون للحزب الشيوعي السوفيتي، الذي جمع ممثلي أغلب الجمهوريات الاتحادية.

تعطي هذه الصيغة والبنية بحد ذاتها لهذا الحدث أهمية كبيرة وتدشن مرحلة جديدة في تطور الحركة الشيوعية على أراضي الاتحاد السوفيتي. لكن بِمَ تميز هذا المؤتمر؟ ما هي الأرضية التي يملكها انبعاث الحزب الشيوعي السوفيتي؟ وهل هناك مسوغ ومبرر في الظروف المعاصرة لإقامة حزب سياسي أممي كبير، يسعى للعب دور طليعة الشغيلة، بعد أكثر من عشر سنوات من قيام الدول المستقلة؟ على هذه الأسئلة وغيرها أجاب رئيس الحزب الشيوعي السوفيتي أوليغ شينين.. على أسئلة صحيفة «كراسنايارسكايا»، الذي ترأس في الأيام السوفيتية اللجنة المنطقية للحزب في كرسنايارسك، ومن ثم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، حتى عام 1991 ومن ثم معتقل سياسي حتى عام 1993:

■ أوليغ سيميونفيتش، حدثوا قراءنا أولاً عن إعادة تنظيم اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي في الحزب الشيوعي السوفيتي الموحد، وما هو مبرر وضرورة مثل هذه الخطوة في المرحلة الحالية من تطور الحركة الشيوعية؟

● دعونا نبدأ من آذار عام 1993 عندما عقد المؤتمر التاسع والعشرون للحزب الشيوعي السوفيتي. في ذلك الحين تعددت الآراء حول مستقبل الحزب. كانت هناك آراء تقول بضرورة المحافظة على البنية الموحدة للحزب. لكن ونتيجة لظهور "قوانين مستقلة" فيما يسمى بدول الاتحاد السوفيتي الجديدة، توجب البحث عن طرق جديدة لعمل الحزب الشيوعي السوفيتي. من المفيد ذكر، على سبيل المثال، الوضع في لاتفيا، الذي مازال مستمراً حتى اليوم: إذا شارك الإنسان الذي يعيش على أراضي الجمهورية في هذه المنظمة أو تلك، التي يقع مركز عملها ليس في لاتفيا، فسيحرم من الحرية لمدة خمس عشرة سنة. مما يدل على أن الزمن أملى شروطه الجديدة.

في الحقيقة، كان الوضع حينئذٍ صعباً ومتوتراً على صعيد البلاد ككل. وكي لا نزيد الوضع تعقيداً، توصلنا إلى نتيجة حول ضرورة إعادة تنظيم الحزب الشيوعي السوفيتي في اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي. باعتمادنا هذا القرار تابعنا هذا الاتحاد حتى عام 2004. على الرغم من أنّه في عام 1999 أخذت ترتفع الأصوات أكثر فأكثر مطالبة بالاتحاد في حزب شيوعي واحد. وعلى الرغم من أنّه حسب بيان التأسيس ينظم عمل اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي مبدأ المركزية الديموقراطية، وعلى الرغم من اعتماد قرار ينص على أننا منظمة واحدة، فإنّ ذلك لم يتحقق تماماً على أرض الواقع. لعب دوراً في ذلك موقف الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، والحزب الشيوعي الأوكرايني، وحزب شيوعيي جمهورية مولدافيا، التي لم تشأ أن تتخلى عن استقلاليتها. وعلى الرغم من حضورهم مؤتمرات ومجالس واجتماعات اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي، وتصويتهم على هذا القرار أو ذاك، فإنّهم لم يقوموا بتنفيذها.

■ أعلم بوجود قرار بتأسيس حزب شيوعي موحد لسنوات خلت قبل عام 2004.

● نعم، عندما وقعت معاهدة إقامة اتحاد جمهوريتي بيلاروسيا وروسيا، قررنا اعتماد الخطوة الأولى على طريق إقامة حزب شيوعي موحد، بتنظيم الحزب الشيوعي للاتحاد. عقد مؤتمر تأسيسي، وتشكل الحزب الشيوعي الاتحادي. أعتقد أنّه لا يمكن تجاهل دوره الذي شكل قاعدة تحضيرية لتأسيس الحزب الشيوعي السوفيتي في عام 2004.

■ كم عدد الأحزاب على أراضي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية التي انخرطت في الحزب الشيوعي السوفيتي الموحد؟

● قرر 12 حزباً أعضاء في اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي الدخول المنظم في الحزب الشيوعي السوفيتي. وحتى هذا الوقت قمنا بتحديد مجالات النشاط والعمل مع ذلك القسم من اتحاد الأحزاب الشيوعية، الذي بين في الواقع إصابته بمرض الانتهازية والتحريفية العضال ـ وبالمناسبة في مقدمته الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، والأحزاب المشابهة له في جمهوريات الاتحاد السوفيتي. أما، القسم الآخر، الذي يتبنى بثبات مبادئ الماركسية ـ اللينينية البلشفية، فقد اتخذ قراراً بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي السوفيتي. في 29 شباط (فبراير) عقد المؤتمر التوحيدي الثالث والثلاثون للحزب الشيوعي السوفيتي. الآن يوجد تنظيم للحزب الشيوعي السوفيتي على كامل أراضي الاتحاد السوفيتي باستثناء تركمانستان وأرمينيا.

■ وأي حزب أصبح أساس الحزب الشيوعي السوفيتي في روسيا؟

● تتلخص القضية في أننا لم نهتم بتطوير التنظيم في روسيا. دخل الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، وحزب العمال الشيوعي الروسي في قوام اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي. لذلك لم نبدأ إلاّ منذ فترة قريبة بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي السوفيتي في روسيا الاتحادية، وفي الوقت الراهن لدينا 26 منظمة محلية. وتستمر عملية تشكيل منظمات الحزب الشيوعي السوفيتي في محافظة كرسنايارسك.

كما يستمر العمل لقيام منظمات الحزب في الجمهوريات. في 10 تموز (يوليو) من عام 2004 عقد المؤتمر التأسيسي وشكلت المنظمة الجمهورية للحزب الشيوعي السوفيتي في بيلاروسيا، في 18 يوليو (تموز) عقد مؤتمر مشابه في أوكراينا. إلاّ أنّ العمل الأساسي سيتم في روسيا. نعتقد أن ذلك القسم من الشيوعيين الذين مازالوا يؤمنون بالحزب الشيوعي السوفيتي وبمبادئه سيأتون إلينا. والجدير بالذكر أنّ العديدين منهم قد أتوا، انتظموا للتسجيل في النواة التنظيمية ـ بالتالي أخذ الحزب يقوى ويشتد عضده.

في 24 تموز (يوليو) عقد الاجتماع الأول للجنة المركزية بعد انبعاث الحزب الشيوعي السوفيتي، الذي ناقشنا فيه المسائل المتعلقة بالحركة العمالية. بما أننا ندعو أنفسنا بالحزب الشيوعي، فالمسألة الرئيسية بالنسبة لنا هي تنوير الطبقة العاملة وتنظيمها، والعمل بتماس مباشر معها.

■ كما أفهم، الحزب الشيوعي السوفيتي لم ولن يسجله أحد، لأنّه يعد حتى اليوم تنظيماً متعدد الدول غير قانوني.

● لا نسعى لنكون حزباً برلمانياً رسمياً. مهمتنا ـ السير مع الجماهير، نقل أفكارنا. لدينا منظمات مسجلة وأخرى غير مسجلة ـ كل شيء يتعلق بمتطلبات الوضع في هذا الجزء من الاتحاد السوفيتي أو ذاك.

في الحقيقة كان بالإمكان الاعتماد على حزب العمال الشيوعي الروسي، الذي تم تسجيله في وزارة العدل لروسيا الاتحادية. لكن اليوم، من وجهة نظرنا، أصبح هذا الحزب تابعاً لحزب زيوغانوف، لأن أمينه الأول، فيكتور تيولكين شارك في انتخابات دوما الدولة على القائمة الفيدرالية العامة للحزب الشيوعي في روسيا الفيدرالية.

إنني على ثقة: بأن حزب العمال الشيوعي الروسي لم يعزز هيبته ومكانته بذلك. نعم، لقد شاركوا في مؤتمر إعادة تنظيم الحزب الشيوعي السوفيتي، لكن عند التصويت على المسألة الرئيسية في جدول الأعمال، عارضوا، مثلهم مثل اتحاد شيوعيي أوكارينا. نحن مازلنا نعدهم حلفاءنا، لكن أفترض أن عدم دخولهم في الحزب الشيوعي الموحد ـ خطأ فظيع جديد ليس فقط بالنسبة لهم أنفسهم، بل وللحركة الشيوعية ككل.

■ أوليغ سيميونفيتش، من المعروف أنّ أكثر السياسات عدائية بالنسبة للمنظمات اليسارية تحصل اليوم عملياً من قبل الأنظمة الفاشية في دول البلطيق وخاصة في لاتفيا، حيث تستمر محاكمة أبطال الحرب الوطنية العظمى، وتحظر رسمياً الدعاية الشيوعية. حدثونا من فضلكم، مع من يبني الحزب الشيوعي السوفيتي علاقات في لاتفيا؟

● مع الحزب الاشتراكي وقائده ألفريد بيتروفيتش روبيكس. إنّه إنسان مشهور على صعيد الحركة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي، ولقد سجن في حينه في لاتفيا نتيجة معتقداته. أريد أن أورد مقاطع من خطابه في جلسة اللجنة المركزية في 24 تموز (يوليو) من هذا العام (يتناول أوليغ سيميونفيتش وثائق الاجتماع):

.. أول ما شعر به سكان لاتفيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الارتفاع الحاد بنسبة 25 – 50% على أسعار المواد الأساسية والمواد الغذائية - الخبز، الحليب، الزبدة، والبنزين ومواد الوقود والطاقة الأخرى أيضاً، مما رفع تكاليف المواصلات بنسبة تزيد عن 10% . بقيت الوعود بالاستثمار من قبل مختلف مصارف الاتحاد الأوروبي بالنسبة للغالبية العظمى لما هو ضروري أضغاث أحلام.

... لم تحصل المساواة في الحقوق بين مواطني لاتفيا وغير المواطنين فيها، على الرغم من الطلبات الحادة من قبل الاتحاد الأوروبي بإعطاء سكان لاتفيا من غير المواطنين حق التصويت في انتخابات الإدارة المحلية في آذار (مارس) من عام 2005. أعلن السياسيون القوميون والمحليون والمهتمون بالسياسة في لاتفيا بأنّ تلك توصيات لا أكثر.

.. وقف حزبنا ضد دخول لاتفيا في الاتحاد الأوربي وحلف الناتو، وضد إرسال كتيبة من القوات المسلحة اللاتفية إلى العراق. لقد كان صوتنا مسموعاً، وتلقينا الدعم، لكننا لم نستطع الحصول على دعم غالبية السكان لآرائنا. في الاستفتاء صوت إلى جانبنا 32% من المشاركين في الانتخابات... سبب فشلنا ـ ـ غياب الدعم بالدرجة الأولى من قبل الطبقة العاملة والفلاحين.

علينا أن نقدم تفسيراً لحقيقة أنّ العمال لا يشكلون الأغلبية حتى الآن في صفوف حزبنا. يحظر تشكيل المنظمات الحزبية في المنشآت الإنتاجية ونشاطها في منظمات العمل. يحظر القانون في لاتفيا الدعاية الشيوعية..."

تلكم هي الظروف غير السهلة التي يقوم رفاقنا بالنشاط فيها في الأراضي المحتلة من الاتحاد السوفيتي. ولكن وعلى الرغم من كل الصعاب، لا ينوي أحد إلقاء السلاح. إنّ أولئك الناس كـ روبيكس جبلوا من معدن خاص ـ من المستحيل فصلهم عن تلك القيم والأفكار التي يدافعون عنها. لذلك فهم يسيرون في طريق النضال إلى النهاية.

■ أوليغ سيميونفيتش، من المعروف أنّكم تقيمون علاقات مع الحركة الشيوعية العالمية، كنتم في فيتنام، وكوبا، وفي جمهورية الصين الشعبية.. حدثونا، عن علاقتكم وعلاقة منظماتكم مع الأحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية والرأسمالية.

● لدينا علاقات جيدة مع حزب العمل الكوري، مع الحزب الشيوعي في لاوس، والحزب الشيوعي الفيتنامي. وبالإضافة لأولئك الذين نقيم معهم علاقات ثنائية، نتواجد أيضاً في اللقاءات الدولية، بالتحديد في اللقاء السنوي الذي يقيمه حزب العمل البلجيكي، حيث 95% من الأحزاب المشاركة تتبنى مبادئ الماركسية ـ اللينينية. في هذه السنة خطبت هناك باسم الحزب الشيوعي السوفيتي. كما نشارك في المؤتمرات التي يدعو إليها الحزب الشيوعي اليوناني في أثينا، حيث يجتمع 65-70 حزباً شيوعياً من جميع أنحاء العالم.

في البيان الصادر عن اجتماع 24 تموز، جرى تبيان أن الحزب الشيوعي السوفيتي يتحمل جزءاً من المسئولية عن التصرفات غير الصحيحة التي قام بها خروشوف في العلاقة مع الحزب الشيوعي الصيني، والحزب الشيوعي الألباني. بهذا الشكل نكون قد خطونا خطوة باتجاه هذين الحزبين، ونقترح عليهم إحياء علاقات الأخوة السابقة. وصل هذا القرار إلى منظمات الشيوعيين الصينيين والألبان، ونحن الآن ننتظر منهم الخطوة الجوابية. من الضروري القول إنّ مرحلة التفرقة والتزعزع في الحركة الشيوعية العالمية وصلت إلى نهايتها. عند اعتماد بيان اللقاء البلجيكي، تحفظ حزبان فقط، أما البقية فقد صوتوا جميعا بـ "نعم". بناء على اقتراح الحزب الشيوعي السوفيتي، ستبحث في العام المقبل مسألة تجربة عمل الكومنترن (الأممية الشيوعية) ومهام الأحزاب الشيوعية والعمالية في المرحلة الراهنة. لقد ألقوا على عاتقنا مهمة تقديم التقرير الأساسي في اللقاء، الذي سيتم في 2-4 أيار من عام 2005.

لماذا نطرح هذا السؤال؟ تتلخص المسالة في أن جميع القوى السياسية لها مركز عالمي. أما الحركة الشيوعية فلا تملك مثل هذا المركز. مرة واحدة، في عام 1997 أقمنا نحن في اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي لقاءً عالمياً للأحزاب الشيوعية والعمالية في موسكو. لكن حتى الآن لا يوجد مركز واحد منظم وموجه.

■ ما الضرورة لمثل هذا المركز بالنسبة لشيوعيي العالم أجمع؟

● الأمر الرئيسي ـ على شيوعي جميع الدول أن يجمّعوا ويركزوا عملهم. تمعنوا في هذه المفاهيم مثل، التضامن البروليتاري، الأممية البروليتارية، لقد أهملت. لنأخذ مثالاً أوروبا: كثيراً ما تقوم الطبقة العاملة في فرنسا بمفردها، في ألمانيا بمفردها، في بريطانيا بمفردها إلخ، بالنضال ضد الرأسمال في سبيل مصالحها. يحصل أحياناً أن يقوم عمال الشركات المتعدية القوميات لمجموعة من الدول بعمليات احتجاج وإضراب كبيرة، ونشاطات في مختلف الاتجاهات. لكن تجميع وتركيز القوى لا يكون على المستوى المطلوب. بالتالي تتلخص مهمتنا في أن تفهم المنظمات الشيوعية والعمالية أنها بتشتتها الحالي لن تحقق تحرير البروليتاريا من الاستغلال. يضغط الرأسمال اليوم في جميع الاتجاهات، على العمل، على الشغيلة، وقبل كل شيء على الطبقة العاملة. إننا نرى كيف ينخفض مستوى حياة الإنسان العامل في الدول الداخلة في الاتحاد الأوروبي. يمكن مواجهة الرأسمال العالمي العملاق فقط من قبل الحركة الشيوعية العالمية القوية.

■ يمكن إسقاط الرأسمالية بالطريقة الثورية فقط ـ هذه بديهية. وها هو زيوغانوف على سبيل المثال "بقرار إرادوي" يضع "فيتو" على الثورة. ما هو موقف الحزب الشيوعي السوفيتي من هذه القضية؟

● نحن لم نمتنع ولن نمتنع عن الثورة الاشتراكية، وواثقون من حتميتها. على ماذا تبنى ثقتنا؟ إذا أخذنا الاتحاد السوفيتي، فمن الضروري القول بأنّ الأنظمة الرأسمالية الموجودة على أراضيه، هي بنفسها ومن غير إرادة تحضر التربة للثورة. سيتحول هذا الضغط الذي يقمعون شعوبهم به في نهاية المطاف إلى انفجار عظيم، وهناك حاجة إلى تلك القوة السياسية التي تستطيع تنظيم الشعب للنضال ضد مضطهديه. إنّ مأساة طبقتنا العاملة، والفلاحين والشعب بشكل عام تتلخص بالإجمال في عدم وجود ذلك التنظيم الذي يعبر فعلياً عن مصالح الجماهير الواسعة، والذي يعمل على تطوير الحركة الاضرابية القوية. على الحزب الشيوعي السوفيتي أن يملأ هذا الفراغ ويصبح العون الأمين لشغيلة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في قضية تحريرها الذاتي.

■ أوليغ سيميونيفيتش، دعونا نعد إلى القضايا الدولية. بكل تأكيد يجري في اللقاءات الشيوعية تبادل الخبرات الذاتية للنضال في بلدانها. حدثونا، كيف تعمل الأحزاب الشيوعية في البلدان الأجنبية؟ أعتقد أنّه سيكون من المفيد والممتع لقرائنا أن يعرفوا شيئاً عن ذلك. فالمعلومات عن الحركة الشيوعية في الدول البعيدة عملياً لا تصل.

● يعمل الحزب الشيوعي اليوناني بنشاط كبير، إنّهم يعيرون اهتماماً خاصاً للشباب. أي إنّهم يعملون للمستقبل. مثلاً: قام الحزب الشيوعي اليوناني بعمليات احتجاج واسعة عندما هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية يوغسلافيا، وقام الشيوعيون اليونانيون بكل ما في وسعهم لقطع عدوان الناتو على البلقان. كما أن حزب العمل البلجيكي حزب نشيط، ويستثمر الدعم الكبير في أوساط الشغيلة البلجيكيين. وتعلو هيبة واحترام قائده لودو مارتينس. ليس صدفة أن تتم النشاطات الدولية على قاعدة هاتين المنظمتين ـ لقد راكم الشيوعيون اليونانيون والبلجيكيون خبرة عظيمة، علماً بأنّهم يستخدمون الماضي الغني لحزبنا البلشفي اللينيني ـ الستاليني.

فيما يخص الأحزاب الشيوعية لنقل، في فرنسا، إيطاليا، أسبانيا ـ فهذه على الأرجح منظمات اشتراكية ـ ديموقراطية. لقد دعوا في حينه إلى الشيوعية الأوروبية، والتي يسير على خطاها اليوم الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، وما شابهه. بالمختصر، لا علاقة لذلك بالحركة الشيوعية الثورية على الإطلاق. إن لم نناضل ضد التحريفية والانتهازية فلن تستطيع الحركة الشيوعية والعمالية أبداً، الحصول على تلك القوة التي تستطيع تحرير البشرية من العبودية الرأسمالية.

■ أجرى الحوار كونستنين ليتوفينوف

موسكو ـ كراسنايارسك.

■ ترجمة: شاهر أحمد نصر

 

shaher.5@scs-net.●rg

معلومات إضافية

العدد رقم:
230