بلاغ من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين  أمريكا رأس الإرهاب.. سورية لن تركع

منذ أن بدأ الكونغرس الأمريكي بطرح مشروع ما يسمى بـ «قانون محاسبة سورية» وبعد احتلال العراق، واستمرار الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، كان واضحاً أن الإمبريالية الأمريكية وحليفها الكيان الصهيوني يحضّران للعدوان على بلدنا الحبيب سورية، عبر سلسلة من الضغوط والتهديدات والمطالب الوقحة التي لا يمكن لسورية - التاريخ والجغرافيا والمواقف الوطنية- قبولها، وقد ظهر ذلك جلياً في حديث السيد رئيس الجمهورية لمحطة «الجزيرة» الفضائية عندما أكد مشروعية المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية، والتي تأخذ شرعيتها من جماهير الشعب. وهذا أشد ما يغيظ التحالف الأمريكي- الصهيوني.

وعشية الذكرى السادسة والخمسين لاغتصاب فلسطين، وقيام الكيان الصهيوني بالتآمر مع القوى الإمبريالية وبالتواطؤ مع الرجعية العربية، هاهي الولايات المتحدة تتقدم خطوة جديدة باتجاه العدوان على سورية من خلال الإعلان يوم أمس عما سماه فرعون هذا العصر جورج بوش «بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية» على سورية بهدف إرهابها أو تطويعها، ثم الانقضاض عليها عندما يحين التوقيت الملائم لبدء العدوان المباشر، سواء بشكل منفرد أو بالاشتراك مع الكيان الصهيوني.

..... من هنا نؤكد على ما قلناه مراراً أن بلدنا سورية أمام عدوان متسارع في زمن متناقص، حيث يستهدف المخطط الأمريكي- الصهيوني الجميع، دولاً وشعوباً، ولا سبيل لمواجهته إلا بخيار المقاومة الشاملة حتى النصر، وقد فعلها أسلافنا الميامين رغم الخلل في موازين القوى آنذاك. فمنذ مأثرة الشهيد يوسف العظمة في ميسلون وصولاً إلى الجلاء كانت المقاومة هي السلاح الأهم في مواجهة الغزاة.

..... وبالاعتماد فقط على الشعب وقواه الوطنية وإطلاق طاقاته الجبارة بوجه قوى السوق والسوء، وتشكيل جبهة شعبية للمجابهة والمقاومة، وتعبئة وتنظيم قوى المجتمع على الأرض، يمكن تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة العدوان المرتقب والانتصار على الخطرين الخارجي والداخلي اللذين تواجههما سورية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها.

..... وإذا كنا نحذّر دائما - ولا نزال- من خطورة الأهداف الكبرى لبرنامج قوى البرجوازية الطفيلية والبرجوازية البيروقراطية، الرامي إلى قوننة النهب عبر الدعوات إلى الخصخصة المتدرجة لقطاع الدولة، وصولاً للسيطرة على القرار السياسي لاحقاً، وجر عربة العولمة المتوحشة إلى بلادنا وإخضاع اقتصادنا نهائياً للسوق الرأسمالية العالمية، فإننا نناضل إلى جانب جميع القوى الوطنية الخيرة والنظيفة لتحقيق المهام الوطنية والاجتماعية-الاقتصادية والديمقراطية في سورية بشكل مترابط وصولاً إلى برنامج وطني بديل لبرنامج قوى السوق والسوء، عبر الحوار الوطني الديمقراطي الجاد، والذي شهد خطواته العملية الأولى يوم 16 نيسان الماضي في «الندوة الوطنية: المخاطر التي تواجه سورية ومهام القوى الوطنية»، بدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والتي شارك فيها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية، والتي أكدت على أهمية استمرار الحوار وتفعيله وتوسيع إطار المشاركة فيه وصولاً إلى بحث إمكانية عقد مؤتمر وطني لعموم سورية، يعزز الوحدة الوطنية ويوطدها من أجل الدفاع عن كرامة الوطن المواطن.

لا تجوز الاستهانة بأي حال من الأحول بخطورة الخطوة العدوانية الأمريكية الجديدة ضد سورية أو تصويرها «على أنها إجراء اقتصادي بالحد الأدنى فحسب» بل هي حلقة في سلسلة إجراءات سياسية واقتصادية وعسكرية متصاعدة ومتسارعة ضد سورية، في وقت تزداد فيه وحشية الاحتلالين الصهيوني والأمريكي في فلسطين والعراق ضد المقاومة بأبشع الأساليب البربرية وليس آخرها فضيحة التعامل الفاشي مع السجناء العراقيين.

إن الغطرسة الأمريكية ودروس احتلال العراق تدعونا لليقظة التامة والاستعداد وتعبئة قوى المجتمع نحو خيار المواجهة والمقاومة الذي لا بديل عنه في مواجهة العدوان المرتقب خاصة بعد أن أصبحنا بين فكي كماشة الاحتلال الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأمريكي في العراق.

سورية لن تركع!.

دمشق 12/5/2004

 

  اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين