دردشات.. بوش يحرج أعوانه

في المؤتمر الصحفي لبوش وشارون، على أثر لقائهما الثنائي، أعلن سيد الإرهاب الدولي في البيت الأسود، عن موافقته ودعمه لمخطط شارون، حول لانسحاب الأحادي الجانب من غزة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وحق لإسرائيل في الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية وتوسيعها،

وإن حدود 1949، و1967 ليست مقدسة...

لقد عبر بوش بهذه النقلة النوعية المتصاعدة، عن عميق عدائه وحقده على العرب أكثر من أي وقت مضى وضرب قرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط، لاسيما قرار جمعيتها العامة رقم 194، الخاص بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وتحدى بوقاحة العالمين العربي والإسلامي، ودعم جرائم شارون السفاح، في التقتيل والتهديم واستباحة المقدسات، وكان من أولى ثمرات هذه التصاريح، اغتيال القائد الفلسطيني البارز، الدكتور الرنتيسي.

لقد ارتد بوش، حتى عن مواقف وتصاريح سبق أن وافق عليها، مثل: عدم شرعية بناء المستوطنات وغيرها، وهكذا وأد جميع مشاريع الحلول والتسويات ودق مسماراً أخيراً في نعش المفاوضات، ولكنه-في الوقت نفسه- أوقع القادة العرب، المتعاونين والمتعاطفين مع أمريكا وإسرائيل ـ علنا ً أو سراً ـ من الذين كانوا يراهنون عليها، في حل قضية الشرق الأوسط، في حرج كبير أمام شعوبهم ـ بماذا سيبررون ـ بعد الآن ـ مواقفهم التخاذلية، ورهاناتهم على بوش؟

إن هذه المواقف العدائية لبوش، فضحت المتعاونين من القادة العرب مع أمريكا، ولجمت ألسنتهم وأكاذيبهم التي يحاولون بها خداع شعوبهم، وامتصاص نقمتها وغضبها العارمين، ليحافظوا على مناصبهم ومكاسبهم، ونهبهم لخيرات بلادهم وقمع شعوبهم.

وبالرغم من أن الأحداث الخطيرة، في العالم العربي، ولاسيما في فلسطين والعراق، تتسارع وتتفاقم وتتعقد من سيىء إلى أسوأ فإن معظم الحكومات العربية، سادرة في صمتها المطبق المريب، وتلجأ كالعادة إلى سلاحها التقليدي: نستنكر، نشجب، ندين،  نعلّك.... أما الشعوب العربية  قاطبة ـ من محيطها إلى خليجها فهي في حالة غليان وغضب عاليين، وهي  جديرة بأن تكسر أطواق القسر والقمع التي تكبل طاقاتها، وتحاسب الحكومات المتخاذلة المستسلمة،  بمنطق الوطنية والعدل والتاريخ، وترفع راية النضال الوطني والقومي عالياً، وتسير بها إلى أمام حتى النصر المؤزر.

■ عبدي يوسف عابد

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.