اليوم العالمي للتضامن لبيك يا عراق... لبيك يا فلسطين نعم للمقاومة: ولا عذر لمتخاذل

ها قد مر عام على احتلال العراق الذي انتقل من حكم الطغاة إلى حكم الغزاة، وها هو الشعب العراقي البطل يقاوم ويمنع المحتلين والمأجورين الأذلاء من قتل روح المقاومة والاستشهاد دفاعاً عن الوطن وكرامة المواطن، ويرفض العمليات المشبوهة ضد المدنيين الأبرياء والمقامات الدينية ومنشآت الدولة، لأن تلك العمليات هي حتماً من صنع الاحتلال وعملائه وهدفها الإساءة إلى سمعة المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال، وزرع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي حتى يسيطر المحتلون الأمريكان والصهاينة على العراق وتقسيمه وجعله «نموذجاً» لغيره من الدول العربية، وضرب المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان وفي كل مكان من الوطن العربي.

لنتمثل الملحمة التي يصنعها أبطال فلسطين باللحم الحي ضد الاحتلال الصهيوني، ولنتعلم منها، ومن بطولات المقاومة الوطنية اللبنانية، كل دروس الفداء، وكيف تتحول الشهادة إلى حياة وتحرير، وكيف تتحول المساومة إلى موت ودمار وتفريط بالحقوق، واستجداء الحلول من المحتل وحماته في واشنطن. فأبطال المقاومة حسموا أمرهم وبقوا في ساح المواجهة عندما تركتها الأنظمة التي تقمع شعوبها وتستجدي أمريكا والصهيونية للبقاء في السلطة على حساب التفريط بالسيادة والاستقلال الوطني وهدر الثروات التي هي ملك الشعب.

إن الجماهير العربية لا تعوّل على النظام الرسمي العربي، ولا تنتظر خيراً من القمة العربية في تونس، وهي ترفض السيطرة والاستعباد، وترفض الاحتلال أياً يكن المحتل، وترفض الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية على بلادنا، وترفض الخداع الأمريكي بوعود الحرية والإصلاح والديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان. لأن الامبريالية الأمريكية هي التي أقامت أنظمة ديكتاتورية ـ استبدادية في المنطقة والعالم، وهي الآن تحاول أن تستبدل طاغية بآخر وعميلاً بعميل وقزماً بقزم. ومن هنا نؤكد أن التدخل الخارجي لا يمكن أن يكون الأب الشرعي للديمقراطية أو للحريات العامة، أو لحماية الوحدة الوطنية، ومعها الثروة الوطنية من النهب.

إن دروس احتلال العراق، واستمرار المذابح ضد شعب فلسطين، والتهديدات بالعدوان ضد بلدنا الحبيب سورية، واتهام المقاومة بالإرهاب، وتخاذل النظام الرسمي العربي، تؤكد أن الجماهير ستكون الضحية ـ مثلما كانت على الدوام ـ، والمخطط الإمبريالي ـ الصهيوني يهدد حاضرها ومستقبلها. ومن هنا لا خيار أمامنا إلاّ المقاومة الشاملة. والتاريخ الوطني سجل الشرف للمقاومين أمثال: يوسف العظمة، عز الدين القسام، محمد سعيد الحبوبي، عمر المختار، جول جمال، عبد الكريم الخطابي، عباس الموسوي...، الخ...، ويعطي التاريخ تقييم الذل والعار للمترددين والخائبين في الدفاع عن الوطن. لنسر على طريق السلف من الأبطال المقاومين، ولنجعل «الشرق الأوسط الكبير» مكاناً لسقوط الامبريالية والصهيونية!.

إننا نرفض كل ما تطرحه الدوائر الأجنبية وبعض القوى المتجاوبة معها في الداخل حول مفهوم «الديمقراطية والإصلاح على النمط الليبرالي ومن بوابة اقتصاد السوق وربط بلدنا بالرأسمالية العالمية...»، ولكن من حق الشعب السوري أن يطرح مفهومه الوطني الخالص حول ربط المهام الوطنية والاجتماعية ـ الاقتصادية الديمقراطية ببعضها البعض لتعزيز الوحدة الوطنية على أرضية العداء للإمبريالية والصهيونية وقوى السوق والسوء التي تنهب الدولة والمجتمع معاً، وتستقوي بالرأسمال المعولم والمسلح. وهذا يتطلب:

تلبية مطالب الجماهير ورفع الاستغلال وغلاء الأسعار عنها، وإطلاق الحريات العامة للشعب ـ الذي لا رهان إلاّ عليه ـ، ورفع الأحكام العرفية وقانون الطوارئ وترسيخ استقلال القضاء، واجتثاث قوى النهب، وإصدار قانون الأحزاب، وبالتالي قانون الانتخابات، وتغيير قانون المطبوعات الحالي، وإلغاء قانون الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة الصادر عام 1962 وإعـــادة الجنسية لمن حرموا منها وهم سوريون أباً عن جد، وعدم التمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات والمواطنة، لأن استمرار ذلك يلحق أفدح الأضرار بالوحدة الوطنية ويضعف مناعة الوطن ويعطي الحجة لمن يريد الإساءة له، وجر عربة العولمة المتوحشة إلى بلادنا.

إن الوطن للجميع، والدفاع عنه يمر بتأمين كرامة المواطن بمفهومها الواسع، والمخطط الإمبريالي ـ الصهيوني (سياسياً واقتصادياً وعسكرياً) يستهدف سورية التاريخ والجغرافيا والجماهير، ولا خيار أمامنا إلاّ خيار المقاومة ضد العدوان الخارجي المرتقب، وهذا يكفل عدم الوقوع في محذورات الصراع والفتنة الداخلية.

  وتبقى المقاومة هي القمة.. «سورية لن تركع»!

  دمشق في 20 آذار 2004 

اللجنة الوطنية

 

 لوحدة الشيوعيين السوريين