يوم أوربي ضد الرأسمالية.؟

فرقت الشرطة الألمانية، في مدينة فرانكفورت السبت الماضي، تظاهرة احتجاجية كبيرة شارك فيها أكثر من ستة آلاف متظاهر في إطار مبادرة اليوم الأوربي للاحتجاج ضد الرأسمالية.
 واعتقلت الشرطة أكثر من 100 مشارك، وأصيب العديد من المتظاهرين على أثر مواجهات حدثت بينهم وبين القوة المهاجمة، وأنهت الشرطة التظاهرة مبكرا وبالضد من رغبة المحتجين.

 لم يستطع المتظاهرون الوصول  إلى هدفهم المتمثل بالبناء الجديد للبنك المركزي الأوربي، لكن ليو شنايدر المتحدث باسم الشبكة عد التظاهرة نجاحا لأنها أعطت رسالة واضحة ضد السياسة الرسمية في ألمانيا وبلدان الاتحاد الأوربي، وتمثل خطوة على طريق تنسيق الحركة الاحتجاجية عالميا. تشمل الشبكة العديد من المجاميع اليسارية الصغيرة التي تنتمي إلى تيارات يسارية مختلفة ضمنها اليسار المتطرف والفوضويون وما يطلق عليهم المضادون للقومية واليسار التحرري واليسار غير العقائدي. وفقا للمتحدثين باسم الشبكة: إن التظاهرات نظمت  في أكثر من ثلاثين مدينة أوروبية، كما هو الحال في مدريد، أثينا، ميلانو، زغرب، فيينا، أوترخت (هولندا)، موسكو وكييف. وتناولت الكلمات التي ألقيت في هذه الفعاليات التأثير الكبير للأزمة الراهنة في بلدان أوروبية مختلفة.
 ألقت الكاتبة وعضو البرلمان الألماني السابق والقيادية السابقة في حزب الخضر  يوتا ديتفورت كلمة في التجمع الرئيسي أمام محطة القطار الرئيسية في المدنية أشارت فيها إلى «إن الرأسمالية أزمة حياتنا» وإن الأمل الوحيد يكمن «في النضال من أجل حريتنا» فيما قال ممثل الفوضويين «نحن لا نريد إنقاذ الرأسمالية، بل نريد تجاوزها»
 وسائل الإعلام اعتبرت التظاهرة تمرينا لبرنامج الاحتجاج الواسع الذي سيبدأ الشهر القادم تحت شعار «لنحاصر ولنحتل فرانكفورت» الذي تدعمه النقابات وحزب اليسار الألماني والحزب الشيوعي الألماني والحركة المضادة للعولمة وحركة «لنحتل» ومجاميع  أخرى مضادة للرأسمالية، وسيتوج البرنامج بتظاهرة كبيرة كما ستتم محاصرة حي البنوك الذي يحتوي على مراكز مؤسسات مالية هامة ضمنها البنك المركزي الأوربي.
أيام الاحتجاج في فرنكفورت ستأتي بعد يوم النشاط الأوربي في الثاني عشر من أيار القادم بمناسبة مرور عام على انطلاق الحركات الاحتجاجية واحتلال الساحات المركزية في أسبانيا، ولتأكيد صحة المطالب التي لا تزال تنتظر الحل لحركة «الديمقراطية الآن» وستنظم في الوقت نفسه احتجاجات في شيكاغو ضد القمة المشتركة لبلدان مجموعة الثماني وحلف الناتو التي ستعقد هناك.
 تضمن البلاغ، الصادر عن المؤتمر التحضيري الذي عقد في وقت سابق ، ضمن قضايا أخرى  سنحتل في السابع عشر من أيار القادم المرافق والساحات المركزية في المدينة، لنحصل على فضاء للمناقشة وتبادل الأفكار، وسنحاصر في الثامن عشر منه، منطقة النشاط المصرفي، لنعبر عن غضبنا على سياسة  الترويكا  بشكل ملموس، وسننظم في اليوم الذي يليه تظاهرة كبيرة تعكس القاعدة العريضة لحركتنا الاحتجاجية بوضوح تام. سيصل الكثيرون إلى فرانكفورت، ومن بلدان مختلفة، للمشاركة في أيام الاحتجاج.