مجموعة بريكس: الدولار بات من إرث الماضي!
تتضح يوماً بعد يوم ملامح تشكل قطب دولي جديد اقتصادي، وسياسي وعسكري
والذي يعبر عنه توجهات مجموعة البريكس، فيرتقي التنسيق بين دول المجموعة مستويات جديدة، وآخر ما تجلى في هذا السياق كان ما تمخض عنه اجتماع نيودلهي الاجتماع الماضي الذي توجه نحو تنظيم جديد للأسواق المالية، ومحاولة تجاوز اعتماد الدولار كعملة عالمية رئيسية في المبادلات التجارية، وذلك في محاولة لتقليص الاعتماد على الدولار الذي يتعرض إلى تذبذبات مقلقة بشأن مصيره اللاحق ودوره في الاقتصاد العالمي.
وترى البلدان المشاركة في القمة ضرورة تقليص الاعتماد على الدولار، الذي يعاني من تذبذب مستمر، من خلال تعزيز التبادل التجاري بالعملات الوطنية في ما بينها، وكذلك ممارسة الاستثمار بعيدا عن الدولار.
وافق ممثلو مصارف التنمية في هذه البلدان على توفير القروض بالعملة الوطنية لبعضها البعض. فقد ارتفع معدل التبادل التجاري بين بلدان بريكس في السنوات العشر الأخيرة إلى 28 في المائة سنويا.
وحسب البلاغ الختامي فإن دول المجموعة اتخذت قراراً بدراسة إمكانية تأسيس مصرفها المشترك الخاص بالتنمية لتمويل مشاريع البنية التحتية والاستثمارات فيها، وكذلك في غيرها من البلدان الأقل نموا، وبذلك تتقلص أهمية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وفي نهاية المطاف يتقلص دور الدولار واليورو. وسيتم توظيف التمويل لتوفير فرص العمل ولخدمة التنمية المستدامة، ولتأمين الغذاء والطاقة.
وانتقد البلاغ الختامي التوجهات والهياكل غير الديمقراطية لصندوق النقد الدولي، وعبر عن طموح البلدان المشاركة في القمة إلى دعم المؤسسات التي تتلاءم مع المتغيرات في الظروف والعلاقات الدولية، وبالتالي منح هذه البلدان وزنا أكثر في السياسة العالمية، بالإضافة إلى تجسيد مصالح البلدان النامية، أو التي في طريقها إلى النمو بشكل أفضل، فضلا عن تغيير شروط منح القروض وتخفيض الفوائد المترتبة عليها.
وتناولت القمة، بالإضافة إلى ما سبق، سبل تبادل المعرفة والتكنولوجيا، والتشاور بخصوص المفاوضات في إطار منظمة التجارة العالمية (WTO)، وقضايا الأمن في الدول العربية وأفغانستان وإيران. وعدت رئيسة جمهورية البرازيل «ديلما روسيف» مكافحة الفقر واحداً من ألأهداف المهمة لبلدان القمة، التي تستطيع التعلم من تجارب بعضها البعض في هذا المجال، وسيكون برنامج القضاء على الجوع وتنفيذه في بلدان أخرى مثالا عمليا ملموسا على ذلك.
ويتزايد دور هذه المجموعة في السياسة الدولية، ولم تعد تصغي فقط لما يصدر في واشنطن ولندن وباريس، بل أخذت تشكل بشكل متزايد قطبا مهما في عالمنا المعاصر، ودللت على ذلك في رفضها مشاريع وسياسات بلدان الناتو، بخصوص الأزمة الليبية، والأزمة السورية مؤخرا.
■قاسيون - وكالات