أمين حزب العمال الشيوعي العراقي على الجائعين أن يتجمعوا.!

بعد خمسة أشهر من الإطاحة بالنظام ، ينهار المجتمع العراقي بسرعةٍ متزايدة. الفقر والبطالة والتضخم تطبق على عنق الشعب العراقي. في هذه الظروف البائسة، يصبح مجرد الاستمرار على قيد الحياة مشكلةً لملايين الأسر.

ولا تمثّل المظاهرات التي قام بها العاطلون عن العمل وانتشرت في كافة أرجاء البلاد في الأشهر الستة الماضية سوى جزءٍ بسيط من قوة الجماهير الجائعة (...) وقد نظّم اتحاد العاطلين عن العمل في العراق وحزب العمال الشيوعي هذه المظاهرات وقاداها أثناء الأشهر الأخيرة. رغم كلّ شيء، لا تشعر الإدارة المدنية الأمريكية وأولئك الذين يتبعونها أو يساندونها بأية مسؤولية عن الفاقة الغذائية وعن التناقض الشديد في فرص العمل الذي تعاني منه الجماهير. علاوةً على ذلك، فإنّهم يراوغون كيلا يجيبوا، ويتآمرون ضدّ اتحاد العاطلين عن العمل، ويقمعونهم باعتقال قادة نقابتهم وأعضائها الناشطين. تقع على عاتق الإدارة المدنية «الديموقراطية» الأمريكية وعلى عاتق «ممثلي» الإثنيات والقبائل العراقية إخراج الجماهير من الجوع والحرمان اليوميين. هذا هو المعنى الحقيقي الوحيد للحرية، تلك التي يقدّمونها عبر «عملية حرية العراق» من أجل الشعب العراقي. 

أثناء عدة أشهر، جرت سرقة ملكية الشعب العراقي على يد عصابات «مرخصة». غير إنّ الإدارة المدنية الأمريكية لا تعترف لملايين العائلات المحرومة من الوظائف (نتيجة الأفعال الأمريكية) بالحق في أن تدفع لها رواتب من أجل الإيفاء بضرورات الحياة الماسة (...). وهكذا، ففي الأسبوع الماضي أغرقت موجة من الاحتجاجات معظم المدن العراقية. وردّت السلطات الأمريكية مرةً أخرى بالتصرّف نفسه: إذ لم تستمع إلى مطالب المتظاهرين، بل فتحت النار، متسببةً بموت اثنين منهم في مدينتي بغداد والبصرة.

في تغطيتها للأحداث، تصف وسائل الإعلام اليمينية المتظاهرين بأنّهم مذنبون مهملون وناكرون لجميل أمريكا. والمتعاطفون مع العاطلين عن العمل سوف يقبلون التقارير التي تفسّر بأنّ المناصرين الموالين لنظام البعث يتغلغلون في المظاهرات ويدفعونها إلى انتهاج العنف، مما يرغم القوات الأمريكية على إطلاق النار. واضحٌ أنّ هذه التقارير العديدة ليست خاليةً من المعنى حين تبرّر الأفعال الهمجية والعنيفة التي تقوم بها قوات الاحتلال (...). أولئك الذين ينزلون إلى الشوارع ليسوا سوى أشخاص يتضوّرون جوعاً لا يطلبون أكثر من التمكّن من إطعام عائلاتهم. إنّ تصرّف الإدارة المدنية الأمريكية، إضافةً إلى التغلغل الذي يقوم به المشاغبون من البعثيين ومؤامراتهم، يعقّد الأحداث (...). على الرغم من عمليات التخريب والاعتداءات والأفعال الإرهابية الأخرى التي تقوم بها أقلّيةٌ بعثية «مخلصة»، فمن الطبيعي أن تشعر الجماهير الجائعة بالغبن وألاّ تتحمّل البقاء جالسةً بهدوء حول طاولة لا تقدّم لهم شيئاً يؤكل. عاجلاً أو آجلاً، سوف يلتهب الغضب.

إن الطريق الوحيدة، التي ستسمح بانتصار القضية، تكمن في الاستمرار بالنضال وتوسيع المظاهرات الكبيرة. 

إنّ اتحاد العاطلين عن العمل في العراق وحزب العمال الشيوعي ينظمان نفسيهما لقيادة هذا النضال. لهذا، يتوجّب على جميع العاطلين عن العمل وجميع الأشخاص الجائعين أن يتجمّعوا حولهما.

 

■ ربوار أحمد