إيران وعقوبات جديدة.. ماذا بعد؟!
رغم أن إيران أعلنت استعدادها لاستئناف المفاوضات السداسية، المتعلقة ببرنامجها النووي، الا أن الدول الاوربية اتخذت اجراء جديداً ذا طابع مالي يهدف إلى عزل المصارف الإيرانية عن منظومة المصارف العالمية، وحسب تحليلات المراقبين إن الهدف من هذه الخطوة هو عزل إيران مالياً، إذ يستحيل انتقال الأموال، من و إلى البلاد بعد تفعيل القرار، ويأتي هذا الإجراء عقب القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوربي بتشديد العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي السلمي كما تؤكد إيران، واللاسلمي حسب ما تزعم دول الغرب واسرائيل.
ورغم أن الدبلوماسية الإيرانية أثبتت مرونة فائقة، بالتعاطي مع هذا الملف، وأحرجت الدوائر الغربية أكثر من مرة، إلا أن الضغوطات تتواصل بأساليب مختلفة، وليس آخرها هذا الإجراء ، فمنذ ما يقارب الشهر ارتفعت الأصوات الاسرائيلية الداعية إلى ضربة استباقية ضد إيران، لتلعب واشنطن دور الداعي إلى تهدئة الأجواء وعلى لسان الرئيس الامريكي باراك اوباما نفسه في مؤتمر ايباك السنوي، ويأتي ذلك حسب تحليلات المراقبين في إطار عملية تبادل الأدوار، وربما اختلاف التكتيكات بين الحلفاء المتفقين على الهدف، واختلاف على التوقيت والأسلوب، وأدوات التنفيذ.... فالحرب ضرورة وهي (الرئة التي تتنفس منها الرأسمالية) وخصوصاً في مرحلة الأزمات، كالتي تشهدها المراكز الرأسمالية منذ سنوات.
إن الحرب هي إحدى أدوات تأريض الازمة، ونقل انعكاساتها إلى مناطق مختلفة من العالم، وبالأخص إلى تلك المناطق القادرة على تعويض ما تخسره المراكز الرأسمالية خلال فترة الحرب، أي أن الحرب تأتي هنا كشكل من أشكال الاستثمار بالنسبة للشركات الاحتكارية ما فوق القومية. ومن هنا يمكن الاستنتاج بجدية الخيار المفتوح على الحرب في إطار عمليات الشدّ والجذب بين الغرب وايران.