وكالات وكالات

ما يكل مور: احتلوا مزيداً من الساحات!

تستضيف مدينة نيويورك سنوياً (منتدى اليسار) وذلك ضمن نشاطات مؤتمر الربيع التقليدي، وحظي المؤتمر هذا العام باهتمام واسع وارتقى في أعماله كما ونوعاً كتعبير عن حالة نهوض الشارع الامريكي بعد أن بدأت انعكاسات الازمة الاقتصادية تصل إلى المستهلكين الامريكيين مباشرة، شارك في المؤتمر آلاف اليساريين الامريكيين وضيوف أجانب، وتركز الموضوع الرئيسي في جدول الأعمال مناقشة تطورات حركة( لنحتل) وآفاق تطورها.

شهد اليوم الثاني من أعمال المنتدى حضوراً ملفتاً للنظر كماً ونوعاً، حيث نظمت أكثر من خمسين جلسة عمل لمناقشة المستجدات على الساحة الشعبية في الولايات المتحدة، حيث كانت مفردة ( لنحتل)  الاكثر تداولاً على لسان الحضور.وتمت مناقشة إستراتيجية وتكتيك وسياسة (حركة لنحتل وول ستريت)، فضلا عن تناول موضوعات:(لنحتل) والمدن الصغيرة، (لنحتل) والحركة النسوية، (لنحتل) والأممية، (لنحتل) والفن و(لنحتل) والبحوث. كان للمضامين الجذرية وروحية الاستعداد للحوار وديمقراطيته تأثير واضح على قوى ومجاميع اليسار التقليدية التي لم تشعر انها مستهدفة، خصوصا خلال الفعالية التي خصصت لمناقشة( بناء الحزب والمنظمات اليسارية)، بمشاركة سبعة ممثلين لأحزاب ماركسية- لينينية هي: الحزب الشيوعي الأمريكي، الحزب الاشتراكي الأمريكي، العمل الاشتراكي الأمريكي،حزب الديمقراطية الاشتراكية في أمريكا، حزب العمال العالمي، المنظمة الاشتراكية العالمية، ومنظمة الطريق الحرية الاشتراكية.
وكان حضور المخرج الشهير مايكل مور مساء السبت حدث الذروة في فعاليات المنتدى وجلب معه رياحاً منعشة مصحوبة بالدعابة والفهم السليم، حيث طالب اليسار التقليدي، في قاعة مكتظة من قاعات  جامعة(بيس) بالتواضع إزاء النجاحات التي حققها شبيبة حركة  لنحتل .وعلى سؤال ما معنى وهدف حركة  لنحتل وول ستريت ؟ أجاب  مور مصحوباً بتصفيق عاصف، حركة وول ستريت  تعني  أن وقوف أغلبية سكان الولايات المتحدة إلى جانب الحركة، تعد فرصة فريدة للتسييس، وينبغي عدم تفويتها. لم يضيع  مور الفرصة لتحية شرطة مدينة نيويورك المتواجدين في القاعة بالملابس المدنية لغرض التجسس. ولم تذهب هدراً دعوته لمواصلة احتلال الأماكن، فبعد اختتام الفعالية مباشرة توجه المئات من المشاركين بإعمال المنتدى إلى ساحة  زكوتي  الشهيرة حيث انطلقت حركة  لنحتل  أول مرة.
 
مساء السبت تجمع المتظاهرون هناك، وبدؤوا بالغناء و قرع الطبول، وعندما اقتربت قوات كبيرة من الشرطة لإخلاء الساحة، انتهى بشكل مفاجئ الطابع السلمي للتظاهرة. طاردت الشرطة المتظاهرين لإخراجهم من الساحة، وعولج الكثير من الجرحى في سيارات الإسعاف، وفي صباح الأحد كانت الساحة خالية من الناس. قامت الشرطة بعدها بإحاطة الساحة بالأسلاك الشائكة وحراستها بانتظار الحملة القادمة لنشطاء الحركة.
أسس المنتدى في نهاية ستينيات القرن الماضي من قبل عدد من الأكاديميين تحت اسم (مؤتمر علماء الاشتراكية) وتغير طابعه قبل اثني عشر عاما ليشمل غير الأكاديميين أيضا، ومنذ ذلك الحين يعد المنتدى اللقاء الربيعي  السنوي، ويعيش حالة نمو مستمرة، وتشارك في أعماله قوى اليسار بالمعنى الواسع من اجتماعيين ديمقراطيين واليسار الماركسي بتنوعه المعروف.