الاحتفال بالذكرى الخمسين للهجوم على ثكنة مونكادا
أحيت كوبا، في احتفالٍ مهيب، الذكرى الخمسين للهجوم على ثكنة مونكادا في سانتياغو دي كوبا، وهو الهجوم الذي مثّل بداية الثورة الكوبية.
ووفق تقليدٍ يعود إلى بدايات الثورة، استحضر تلاميذ من منظمة الرواد في الخامسة من صباح الهجوم الذي وقع في السادس والعشرين من تموز 1953 بإجراء هجومٍ رمزيٍّ على الثكنة التي تحولت اليوم إلى مركزٍ مدرسي.
ويعد السادس والعشرون من تموز، يوم التمرد الوطني، بداية النضال الحقيقي لأجل استقلال كوبا على الرغم من فشله ومن نتائجه الوخيمة مثلما يعد الانتفاضة الشعبية الأولى ضد دكتاتورية باتيستا.
في ذلك الوقت كان رفاق سلاح فيدل كاسترو، الذي كان في ذلك الحين محامياً شاباً يبلغ السابعة والعشرين من العمر، وأخوه راؤول، 22 عاماً، قليلي الخبرة وغير مسلّحين بصورةٍ كافية، واعتمدوا قبل كلّ شيء على تأثير المفاجأة، والاضطراب، وعلى تصميمهم على الاستيلاء على الحصن الذي كان يؤوي أكثر من ألف جندي.
لدى وصول فيدل كاسترو ورجاله على متن عدة سيارات أمام مدخل الثكنة، اعترضتهم دوريةٌ واضطروا للتراجع السريع، تحت وابلٍ من النيران. لم تكن خسائر المتمردين كبيرة. غير أنّ عدداً لا بأس به منهم، حوالى 70، اعتقلوا بعد ذلك، وعذب البعض منهم واغتيلوا على يد قوات باتيستا.
وبينما أثارت وحشية القمع الرأي العام، اكتشفت كوبا وجود فيدل كاسترو.
حُكم على الناجين من الهجوم ومن القمع الذي تلاه، وسجنوا في جزيرة الصنوبر (وهي تدعى حالياً بجزيرة الشباب)، وخرجوا منها في أيار 1955 إثر عفوٍ نتج عن حركة تضامنٍ واسعة معهم. وخلال المحاكمة، قام فيدل كاسترو بالدفاع عن نفسه وعن رفاقه، وتلا مذكّرة دفاعٍ قوية، نشرت فيما بعد تحت عنوان: «سيبرئني التاريخ»، واعتبرت أحد الأسس الفكرية للثورة الكوبية.
بعد ثلاث سنوات من الهجوم الفاشل على الثكنة، وفي الثاني من كانون الأول 1956، نزل قائد «حركة 26 تموز»، الذي كان منفياً في المكسيك، من سفينة غرانما مع 81 من رفاق سلاحه على الشاطئ الشرقي لكوبا، قرب سييرا مايسترا، حيث بدأت عمليات حرب عصابات أدّت بعد ثلاث سنوات إلى رحيل باتيستا، وإلى دخول فيدل كاسترو وجيشه الثوري منتصرين إلى هافانا في كانون الثاني 1959.