العملية الاستشهادية في تل أبيب تهز حكومة شارون

لقد هزت العملية الاستشهادية التي نفذتها «الانتفاضة» في تل أبيب حكومة شارون هزاً عنيفاً، عشية الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في 28 كانون الثاني الجاري وأسفرت عن مقتل 23 إسرائيلياً وجرح 100 آخرين، كما أسفرت عن أضرار جسيمة في الممتلكات.

 وكالعادة فقد اتهم ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية «تنظيمات إرهابية فلسطينية» حسب تعبيره، قبل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في آواخر الشهر الحالي. وقال أفي بازنر إن «التنظيمات الإرهابية تسعى إلى إشاعة الفوضى في إسرائيل قبل الانتخابات وقبل عملية عسكرية أمريكية محتملة على العراق» كما أن السلطة الفلسطينية، كعادتها في الفترة الأخيرة أسرعت وأدانت «قتل المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين».

إن هذا العمل الاستشهادي الذي نفذته المقاومة الوطنية الفلسطينية جاء رداً على الأعمال الإجرامية المستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين والقوى الوطنية وضد الاعتقال ونسف البيوت فوق رؤوس أصحابها، وتوعدت المقاومة الاحتلال الإسرائيلي بهجمات جديدة في كانون الثاني الحالي.

وهذه العملية هي الأولى منذ الهجوم على مدينة بيسان في 28 تشرين الثاني الماضي والذي أدى إلى مقتل ستة إسرائيليين، وهي العملية الاستشهادية الثالثة في هذا الحي في غضون 12شهراً.

لقد أوقعت هذه العملية شارون في موقف صعب، فعندما خفت العمليات الاستشهادية لأسباب تقدرها الانتفاضة كان يدعي أنه لولا استخدام الشدة ضد الفلسطينيين لما ساد الهدوء والآن ماذا سيقول شارون بعد أن أخفقت جميع وسائله البربرية ضد هذا الشعب المقاتل والصامد؟

 

إن شارون لا يريد أبداً أن يعترف بأن السبيل الوحيد لاستتباب الهدوء والسلام والأمن والخروج من الأزمة الاقتصادية التي لم تشهدها إسرائيل قبلاً هو وقف الأعمال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في  إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن هذا هو السبيل الوحيد وحتى يصل إلى هذه القناعة، ولن يصل إليها، فإن الشعب الفلسطيني سيتابع النضال الذي لا هوادة فيه ضد محتلي أرضه ومغتصبي حقوقه وستتوالى الضربات داخل الكيان الصهيوني من حيث لا يحتسب شارون ومن على شاكلته.