ماذا وراء «اتهامات» شارون لسورية؟

أدلى المجرم وجلاد الشعب الفلسطيني شارون بحديث للتلفزيون الإسرائيلي يوم 24 كانون الأول 2002 اتهم فيه سورية بأنها تخفي كميات من أسلحة الدمار الشامل العراقية على أرضها، حيث تزعم الولايات المتحدة أن العراق يمتلكها، مع أن عملية التفتيش الواسعة النطاق الجارية في العراق لم تثبت ذلك، وقال، لا فض فيه:إن العراق نقل أخيراً أسلحة كيماوية وبيولوجية إلى سورية، وأضاف، إن الرئيس العراقي أراد إخفاء هذه الأسلحة وزعم أنه يملك معلومات حول عمل خبراء وعلماء عراقيين في الصناعة النووية بليبيا.

رد سوري حازم

وقد ردت سورية على تخرصات شارون الوقحة، بأن ادعاءاته عارية عن الصحة، وأن هذا الاتهام مثير للسخرية، لأن سورية «وقعت على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إن. بي. تي» ودعت مع الدول العربية مجتمعة، لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية كافة، وأن الطرف الوحيد الذي وقف، ومازال يقف ضد هذه الدعوة هو «إسرائيل» التي تمتلك ترسانة نووية كبيرة ـ وأن خطر هذه الترسانة ليس على الفلسطينيين وعلى سورية ولبنان فحسب، وإنما على المنطقة برمتها وعلى الأمن والسلم الدوليين.

هدف «الاتهام»

إن شارون أراد من وراء توجيه هذه الاتهامات إلى سورية تحقيق الأهداف التالية:

1. إبعاد الأنظار عن الفضائح التي تطاول حزبه «الليكود» وصارت تؤثر على وضعه الانتخابي.

2. التغطية على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وخصوصاً في فترة الأعياد.

3. تحويل الأنظار عن الترسانة النووية والكيماوية والجرثومية التي تمتلكها، وتقدم الولايات المتحدة ودول أخرى الأموال الطائلة لحمايتها وتطويرها، لتبقى سيفاً مسلطاً على شعوب المنطقة.

4. توجيه تهديدات إلى سورية تمهيداً للعدوان عليها بهذا الزعم المفضوح المثير للسخرية.

 

إن الاتهامات الإسرائيلية لابد لها أن تدعو إلى اليقظة التامة حيال أي عدوان محتمل على سورية بدعم من واشنطن التي تعتبر إسرائيل الداعم والحليف الوحيد المعتمد عليه في تحقيق أهدافها في المنطقة، وهي السيطرة الكاملة عليها، وخصوصاً منابع النفط، وفي الوقت نفسه تحقيق أهداف الصهيونية العالمية بفرض حل للقضية الفلسطينية يتناسب مع الأطماع الإسرائيلية بإزالتها من الوجود وتأمين السيطرة الإسرائيلية على المنطقة بأسرها.