الشيوعي العراقي: سياسة أمريكا ساعدت على بقاء النظام وتعطيل تغييره

أجرى مراسل صحيفة «الزمن» الكردستانية زهير الدجيلي حواراً مع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد موسى حدد فيه مواقف الحزب من القضايا المطروحة على العراق جاء فيه:

كان الغزو العراقي للكويت «امتداداً لسياسة النظام الداخلية في القمع والإرهاب ومعاداة الديمقراطية وحقوق الإنسان، ... الحقوق القومية» وهذا المنهج نفسه هو الذي استرشد به سابقاً في حربه طويلة الأمد ضد إيران.

وأضاف: لقد سببت هذه الحروب القذرة للشعب العراقي الكوارث والدمار وسيبقى يعاني منه سنوات طويلة مقبلة أيضاً. كما عانى من هذه الأضرار الشعب الكويتي الشقيق وشعوب المنطقة بأجمعها، بل والتضامن العربي بالذات، أما الرابح الفعلي فهم الطامعون بثروات المنطقة والخليج تحديداً، دولاً وشركات و الصهيونية وحكام إسرائيل المجرمون.

وحول الأمن الإقليمي في منطقة الكويت قال: «للأسف الشديد وبسبب أطماع بعض الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة وتغليبها لمصالحها ومخططاتها وسياساتها نشأ وضع في غاية التعقيد والتوتر، ذو تأثير سلبي على أمن وسلام شعوب المنطقة، فبدلاً من الانسحاب من أراضي ومياه الخليج، استمرت القوات الأمريكية بجميع صنوفها في الحضور، وبالشكل الذي يزيد الشكوك وعدم الثقة بين بلدان المنطقة ويخلق أجواء التوتر والأزمات».

السيناريوهات المطروحة لتغيير النظام

وحول السيناريوهات المطروحة لتغيير النظام قال: إننا كحزب نرى أن التغيير الحقيقي للنظام والإتيان ببديل ديمقراطي يؤمن نهاية جذرية لمآسي الجماهير ولخراب الوطن يمكن أن يأتي فقط عبر الاعتماد أولاً وقبل كل شيء على حركة الجماهير الشعبية الناقمة والقوات المسلحة الغاضبة ودمجها في تيار جارف تحت قيادة تحالف وطني ديمقراطي لقوى المعارضة العراقية الأصيلة.

وحول قول بعض قوى المعارضة بأن هناك حاجة إلى أي دعم دولي لإزاحة النظام وبالأخض الولايات المتحدة قال:

إن «كل سياسي جاد ويشعر بالمسؤولية يجب أن يفرق بين طلب الدعم والإسناد النزيه والشرعي، وبين التبعية واللهاث لخدمة مشاريع الآخرين».. «إن خلط المفاهيم والأوراق يضر بالقضية الوطنية والديمقراطية ضرراً بليغا». وأضاف: «إن المسألة تكمن في طبيعة هذه العلاقة وكيفية توظيفها. وتساءل: هل المطلوب هو جلب الدعم وإقامته على أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل أم المطلوب هو التحول إلى منفذ لـ (قانون تحرير العراق) الأمريكي، وترقب مزاج الإدارة في واشنطن وحساباتها الخاصة وبركات مخصصاتها المالية، وما تحدده بنفسها للمعارضة من أدوار»

وأضاف: إن «التدخل الأمريكي في شؤون المعارضة وعرقلة بناء وحدتها على أساس وطني ديمقراطي، ومساعي الولايات المتحدة فرض مجموعة مرغوبة لديها كل على جهد معارض. وهذا منسجم مع كامل نهج الإدارة الأمريكية وسياستها الفعلية إزاء العراق ومستقبله، بل يمكن القول إن كامل سياسة الإدارة الأمريكية في الحصار والقصف الجوي والصاروخي، والتدخل في شؤون المعارضة والمواقف إزاء أزمة الشرق الأوسط ساعدت على بقاء النظام وتعطيل تغييره.                                   

محرر الشؤون العربية:

■ عادل الملا

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.