حسن نصر الله: المقاومة ملتزمة بتحرير آخر شبر من الأراضي المحتلة

الحوار الذي أجراه تلفزيون «المنار» مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جاء ليضع الكثير من الأمور في نصابها بعد تقولات كثيرة وبعد أحداث وتطورات خطيرة شهدها لبنان وخاصة بعد اغتيال النائب جبران تويني وما تلاه من تطورات ومحاولات تصعيد غير منقطعة إعلامياً وفي الخطاب السياسي عند معظم قوى 14 آذار وخصوصاً تجاه سورية.‏

وحرص نصر الله خلال هذا الظهور التلفزيوني على تغليب لغة العقل داعياً جميع القيادات اللبنانية إلى الحوار ‏والنقاش، متمنياً أن يكون الحوار هو الحاكم بين القوى اللبنانية كافة، حتى لو كانت مختلفة في وجهات نظرها، وأكد أنه لا داعي للذهاب إلى «‏اللغة السلبية».‏

وأعلن أنه «لا أحد يستطيع أن يعزل أحداً، ولقد جربنا تجارب العزل ورأينا نتائجها، وليس ‏صحيحاً أن يعزل أحد، وليس صحيحاً أيضاً استغلال أي حادثة لتصفية خط سياسي. اليوم يقال ‏تيار المستقبل، واشتراكي، وتيار وطني حر، ولكن كان هناك أيضاً قوى سياسية مصنفة أنها ‏صديقة سورية هي قوى موجودة في البلد لا يجوز أن يتعاطى معها أحد بلغة التصفية ‏السياسية. كلنا موجودون وكلنا لنا حيثياتنا، وكلنا نكمل بعضنا البعض. ويجب أن ‏نتكلم مع بعضنا البعض ونكمل مع بعضنا البعض».‏

وحول اللقاءات والاتصالات التي جرت بشكل مكثف في المرحلة القريبة الماضية ‏قال: «أقدر أن أقول أن المناخ إيجابي ولكن حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقول إننا أخذنا ‏قراراً بعودة الوزراء إلى الحكومة. المناخ إيجابي ويمكن أن نصل إلى نتيجة إيجابية، وأن تعيّد ‏الناس بشكل سعيد، وأعتقد أن النقاشات وصلت إلى خواتمها».

وأكد أمين عام حزب الله في هذا السياق أن صيغة جديدة تطرح الآن حول موقف الحكومة من القرار 1559 بعد تسريب الصيغة ‏السابقة التي نوقشت بينه وبين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.‏

وقال «ليس مقبولاً إطلاقاً تسوية على ‏حساب دم الرئيس الحريري أو دم الآخرين الذين اغتيلوا، ويجب أن يصل التحقيق بالأدلة ‏الحقيقية إلى الاتهام، ولا أحد يقبل أو يوافق على طرح تسوية على هذا الدم».‏

وعن العلاقة مع سورية أكد نصر الله أن اللبنانيين يقفون اليوم أمام ثلاثة خيارات:‏

أولاً: «إما أن نكمل على هذا الشكل من الحملات والاتهامات المتبادلة، وإذا أكملنا على هذا ‏المنوال فإن لبنان هو الخاسر الأول.‏

ثانياً: إما أن نجتمع نحن اللبنانيين ونشن حرباً على سورية، وهنا أقول إن لبنان هو خاسر ‏حكماً.. فلماذا يدفع لبنان ثمن معركة ليست معركته؟

ثالثاً: وجوب وضع حل بين لبنان وسورية ولأزمة العلاقات القائمة بينهما، وبمجرد القول ‏معالجة الوضع بين لبنان وسورية فهذا يساعد التحقيق».

‏وقال «إن هناك لغماً كبيراً منصوباً لنا في لبنان، مسلمين مع مسيحيين، سنّة وشيعة، ولبنان ‏مع سورية»، وضرب نصر الله مثالاً للمقارنة والمقاربة أن هناك حكومات عربية تسعى إلى تسوية مع إسرائيل وهي عدو فكيف لا يسعى اللبنانيون إلى معالجة ‏العلاقة مع سورية الشقيقة؟

وأكد لمن ينظرون بعين الريبة والاتهام إلى سورية «أن سورية لا تريد العودة إلى لبنان، وإذا كنا لا نستطيع أن نعالج موضوع العلاقة بشكل ثنائي فليكن من ‏خلال المسعى المصري أو السعودي أو الجامعة العربية»، وبين «أن الاستمرار في الوضع ‏القائم ليس لمصلحة سورية ولا لمصلحة لبنان، وان الوقت ليس لمصلحة لبنان».‏

وفي ما يتعلق بالخلاف حول المحكمة الدولية قال: إن المحكمة التي نريدها يجب أن يكون لها ثلاث مواصفات:‏

1 - أن تكون عادلة.‏

‏2 - أن لا تُسيّس.‏

‏3 - أن لا تستغل لفرض شروط أو التزامات على لبنان هي ليست لمصلحته.‏

وأضاف «نحن منفتحون على النقاش حول المحكمة ذات الطابع الدولي إذا تضمنت هذه النقاط ‏الثلاث»، موضحاً «أن هذا الموقف هو ليس موقفاً للمقايضة، بل ينطلق من خلفيتنا العقائدية ‏والوطنية والقومية».‏

 وحول توسيع التحقيق الدولي كشف نصر الله أن الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل اتصلا ‏بقيادة حزب الله عندما طرح هذا الموضوع في وقت سابق بعد محاولة اغتيال الصحفية مي شدياق، ‏وقالا إنهما لا يتبنيان هذا الاقتراح، ثم صدر بيان للحزب التقدمي في هذا الشأن.‏

 وبالانتقال إلى موضوع المخيمات والقوى الفلسطينية المتواجدة في لبنان أكد نصر الله: «أن هناك من يريد دفع الأمور إلى صدام بين الجيش اللبناني والإخوة ‏الفلسطينيين»، وأضاف: «نحن ضد نزع سلاح المخيمات الفلسطينية، وإذا كنا نريد أن ننتزعه فيجب أن ‏يكون ذلك في إطار حق العودة، أما بالنسبة للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات فنحن مع حل ‏هذا الموضوع بالحوار».

 

 وعن سلاح حزب الله أكد أن المقاومة ملتزمة بتحرير آخر شبر من الأراضي المحتلة وقال إنه لا يمكن ترسيم الحدود في مزارع شبعا في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فلتنسحب إسرائيل ‏وعندها يمكن ترسيم الحدود فيها.‏