جولة في مواقع الأنترنيت والصحافة الخارجية فنزويلا شافيز: استقلال القرار والسيادة الوطنية يعني دوراً اجتماعياً فاعلاً للدولة

مع استمرار التصعيد الأمريكي ضد فنزويلا استهدافاً لاستقلالها وثرواتها عبر استهداف نظام الحكم فيها ومحاولة العودة للوراء بالمكتسبات التي أفرزتها التحولات اليسارية فيها وانعكاساتها الإقليمية باتجاه خلق فضاء سياسي آخر مناهض لسياسات واشنطن في أمريكا اللاتينية، حذر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الولايات المتحدة من مغبة أي مغامرة عدوانية عسكرية تفكر الإدارة الأمريكية باقترافها ضد بلاده مشدداً على أن أبناء فنزويلا لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ذلك.

السؤال الذي يفرض نفسه لماذا تسعى الولايات المتحدة ضرب فنزويلا وهي ثاني مورد نفطي لها؟ جانب أساسي من الإجابة، وبالإضافة إلى خطورة محور فنزويلا - كوبا - البرازيل على السياسات الأمريكية المختلفة في القارة الأمريكية الجنوبية، يقول إن سبب التصعيد الأمريكي ضد فنزويلا يعود في أعماقه إلى خطورة النموذج التنموي الذي تقدمه فنزويلا بعيداً عن وصفات الليبرالية الجديدة والسياسات الرأسمالية بمؤسساتها الدولية ذات الوصفات المشبوهة والمكشوفة.

ويستند هذا النموذج في جوهره إلى قيام نمط يحافظ على السيادة والاستقلال الوطنيين لفنزويلا من خلال ضرب مواقع الكومبرادور المرتبط مع السوق العالمية وتحديداً الاحتكارات الأمريكية وإقامة نظام من رأسمالية الدولة باتجاهات اشتراكية تلعب أدواراً اجتماعية واضحة تنعكس بدرجات عالية من النمو والتنمية تدل عليها المؤشرات الاقتصادية ومعدلات التعليم والصحة على سبيل المثال.

المادة التالية المأخوذة مع عنوانها عن موقع ايكاوس تسلط الضوء على بعض مكامن وأسباب وذرائع العداء الأمريكي لفنزويلا وبعض جوانب تاريخه، وهي تمثل نداءً آخر من الداخل الأمريكي ينتقد وجهاً آخر من وجوه العدوانية الإمبريالية لدى الإدارة الأمريكية.

■ قاسيون 

توقفوا عن مهاجمة شافيز المنتخب ديمقراطيا

قصة الصراع السياسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا ليست مجرد عداء دبلوماسي، بل هي حملة صريحة لتشويه وتلطيخ وتقويض هوغو شافيز، الرئيس الفنزويلي المنتخب بطريقة ديمقراطية.

وكانت العلاقات بين البلدين اعتراها التوتر لبعض الوقت. فالبيت الأبيض أيد انقلاباً عام 2002 ضد شافيز المنتخب ديمقراطياً، وبعد 48 ساعة فقط، عاد شافيز إلى سدة الحكم، في أعقاب احتجاجات شعبية عارمة بفنزويلا ضد الانقلاب دعما لحكومته.

في العام الماضي، كال كبار المسؤولين الأمريكيين ومن بينهم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع، وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، الإهانات لشافيز. وزاد الطين بلة أن قام القس بات روبرتسون، المؤيد لإدارة بوش، في آب الماضي بتوجيه انتقادات لاذعة داعيا إلى اغتيال شافيز.

وفي التاسع من تشرين الأول، عاد روبرتسون  للكلام القاسي نفسه حيث ذهب في برنامج (ليت اديشن) على محطة سي إن إن إلى حد الزعم بأن الولايات المتحدة ربما تتعرض لهجوم نووي من فنزويلا، واتهم شافيز بإرسال مليون أو مليون ومائتي دولار نقداً إلى أسامة بن لادن بعد هجمات 11 أيلول، ولم يدعم روبرتسون مزاعمه بأي مصدر. ويبدو أن تصريحاته هدفت إلى تبرير المزيد من الهجمات السياسية والدبلوماسية الأمريكية على فنزويلا.

لقد أصبح شافيز شخصاً ملعوناً في نظر المحافظين الأمريكيين بسبب معارضته حرب بوش على العراق وكذلك الاتفاقات التجارية التي تحابي الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات.

لكن شافيز يخدم شعبه. فمنذ أن جاء إلى السلطة ، تعلم مليون فنزويلي مؤخرا القراءة والكتابة لأول مرة عن طريق حملة حكومية لمحو الأمية ، وتطبق فنزويلا نظام رعاية صحية مجاني متاح حاليا لنحو 80% من السكان ، وهناك أسواق أغذية مدعومة تقدم السلع الرئيسية بأسعار أقل من السوق للفقراء. كما يحاول شافيز  أن يجلب الرخاء الاقتصادي أيضاً إلى المنطقة بكاملها باقتسام غزارة عوائد نفط بلاده إذ أن فنزويلا هي خامس دولة مصدرة للنفط في العالم، وهو يبيعه لدول أميركا اللاتينية بأقل من أسعار السوق.

أكثر من ذلك، فإن شافيز عقد 8 انتخابات واستفتاءات شعبية وعامة خلال السنوات الماضية. فوق ذلك، فهو زعيم محبوب منتخب شعبيا.

فإذا أردنا أن نبقي على أدنى قدر من المصداقية الدولية كمدافعين عن الديمقراطية، يتعين على حكومتنا التخلي عن الوقوف في صف الطغاة العسكريين للإطاحة برؤساء منتخبين بطريقة ديمقراطية -مثلما تمت الإطاحة بالرئيسين جاكوبو أربينز في غواتيمالا عام 1954 وسلفادور الليندي في تشيلي عام 1973. ولسوف تحسن الولايات المتحدة صنعا إن هي نفضت يدها من هذه السياسة!!؟؟

■ آنا بيريز

مؤسسة غلوبال اكستجينج

 

سان فرانسيسكو