كوبا صامدة رغم تشديد الحصار الأمريكي

يزيد الحصار الاقتصادي والمالي والتجاري المفروض على كوبا من جانب حكومة الولايات المتحدة بشكل يومي عدد الشركات الأوروبية والأجنبية التي تتأثر به بسبب تشديد قوانين العقوبات والغرامات المفروضة الذي أجرته الحكومة الأمريكية منذ العام الماضي.

هذا ما أكده السفير الكوبي الجديد  في ألمانيا "هيراردو بينيالفير" في برلين في حين قدمت الحكومة الكوبية للمرة الثالثة عشرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار لرفع الحصار الأمريكي المفروض على كوبا، وهو القرار الذي قدم في العام الماضي لتوافق عليه 179 دولة في إجماع مطلق من دول العالم. وعلى الرغم من ذلك، يضيف السفير الكوبي، فإن القرار هذه السنة ذو طابع خاص بسبب تشديد حكومة واشنطن عقوبات الحصار المفروض.

هذا التشديد الذي أجرته في شهر أيار لعام 2004 حيث عمدت حكومة واشنطن إلى توسيع صلاحيات الأجهزة البيروقراطية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ قوانين الحصار، فمثلاً يحٌرم على المواطنين الأمريكيين زيارة كوبا أو دخول الأراضي الأمريكية لرجال أعمال ممن لديهم تعاملات تجارية ومصالح في كوبا.

و أكٌد السفير الكوبي أيضاً أنه وكما طالت العقوبات سابقاً عدداً أقل من الأشخاص تمكن بعض رجال الأعمال والشركات من تفاديها وذكر مثلاً أن مديري الشركة الكندية sheritt  وعائلاتهم رُفض طلب دخولهم لأمريكا بسبب تجارتهم مع كوبا في تطبيق للفقرة الرابعة لقانون العقوبات الأمريكي المسمى Helms-Butron.

وصل إلى كوبا نحو 85000 مواطن أمريكي حسب الإحصاءات الرسمية الكوبية لعام 2003 دخل معظمهم كوبا عبر دولة ثانية، وفي العام التالي تراجع عدد السياح الأمريكيين بنسبة 40% بسبب تشديد العقوبات المطبقة، وحسب آخر الإحصاءات الرسمية بتاريخ 31 أب لعام 2005 فقد شهدت هذه النسبة تراجعاً أخر بنسبة 20%.

و فيما يتعلق بالكوبيين المقيمين في أمريكا فإن حكومة واشنطن تسمح لهم بزيارة أفراد عائلاتهم المقربين مرة كل 3 سنوات فقط مما أدى لتراجع بنسبة 50% في معدل زياراتهم إلى كوبا بعد أن وصلت لـ 115000 زيارة في العام الماضي.

وقد وصلت الغرامات الناجمة عن تطبيق هذه العقوبات بحق أي من الشركات لمبلغ مقداره مليون دولار أمريكي ومبالغ بقيمة 250 ألف دولار بحق الأشخاص و رجال الأعمال.

ذكر في التقرير الذي قدمته الحكومة الكوبية أمام الأمم المتحدة أنه في العام الماضي  فقط تم تغريم 77 هيئة ما بين شركة وبنك وهيئة غير حكومية من مختلف أنحاء العالم وبغرامات تصل لحد 1,26 مليون دولار أمريكي، وحسب التقرير أيضاً فإن الحصار الإقتصادي الأمريكي كلٌف الاقتصاد الكوبي خسائر تقدٌر بـ 82 مليار دولار منذ فرضه على كوبا في بداية عقد الستينات.

 و من بين الشركات المغرمة شركة خطوط الطيران الإسبانية (أيبيريا) التي غرمت بعد أن حطت الطائرة التابعة لها في هبوط ترانزيت على الأراضي الأمريكية و على متنها حمولة وصفتها السلطات الجمركية الأمريكية بأنها "حمولة كوبية".

وأكد السفير الكوبي أن سلسلة فنادق "سول مييا" الإسبانية الحاضرة تجارياً بقوة في كوبا تلقت تهديدات بهدف إرغامها على التخلي عن مصالحها التجارية في كوبا.  ولكنها ردت أنها ستبقى في كوبا حتى ولو أغلقوا جميع فنادقها و أعمالها في أمريكا".

 

وتابع الدبلوماسي الكوبي الذي انتقد خضوع ألمانيا والشركات الألمانية للتهديدات الأمريكية أنه من السهل تعداد الخسائر التي سببها الحصار ولكن من الصعب تعداد جميع الشركات ورجال الأعمال الذين أحجموا عن القيام بأي تعامل تجاري أو استثماري مع كوبا خوفاً من العقوبات والغرامات الأمريكية... لتبقى كوبا صامدة رغم مرور قرابة 45 عاما على الحصار الجائر عليها.