يتوقع أن تصل بروكسل في الثامن من أكتوبر مسيرة الساخطين الأسبان تزحف نحو قلب أوربا
انضم مواطنون ومتظاهرون في عدة مدن في دول الاتحاد الأوربي إلى مسيرة «الساخطين» الأسبان نحو عاصمة الكتلة الأوروبية بروكسل، في موجة احتجاج متزايد ضد آثار الأزمة الاقتصادية وسياسات التكيف التي تطبقها حكومات بلادهم.
فقد بدأت ما تسمى «مسيرة الساخطين الشعبية» ببعضة عشرات من المواطنين في ساحة «بويرتا دل صول» في قلب العاصمة الأسبانية مدريد يوم 26 تموز الماضي، بغية الوصول إلى بروكسل يوم 8 أكتوبر أي قبل أسبوع من انطلاق مظاهرات الاحتجاج العالمية التي دعت لتنظيمها حركة «الديمقراطية الحقيقية الآن» في مختلف أرجاء الأرض.
وفي مقالة كتبها تيتو دراغو في نشرة آي بي إس تعتزم مسيرة الساخطين التوقف في باريس لدعم مبادرة «احتلوا وول ستريت».
وتعليقاً على حملة التعبئة هذه، نشرت مجلة التحالف الكندي Adbusters قول الأكاديمي الإسباني رايموندو فيغو إن «الحركة المناهضة للعولمة كانت الخطوة الأولى لمهاجمة النظام السائد الذي تسيطر عليه مجموعة من الذئاب». وأضاف أن الوضع قد تغير، فقد أصبحنا الآن حشداً كبيراً من الناس.
وطالبت المجلة في تقريرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتشكيل لجنة من حكومته لوضع حد لنفوذ القطاع المالي على السياسيين. واقترحت أيضاً أن تتخذ الإدارة خطوات لتفكيك ما لا يقل عن نصف عدد القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
لكن حركة 15 مايو التي نشأت في هذا التاريخ في ساحات كبرى المدن الأسبانية احتجاجاً على النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إنما تتعرض لقضايا أخرى تعتبرها الصحافة الدولية قليلة الشأن على الرغم من تأثيرها القوي على أسبانيا، مثل مصادرة ممتلكات المواطنين العاجزين عن سداد القروض العقارية.
هذه العملية تسمح أيضا للدائنين بإقامة الدعاوى ضد المدينين لتحصيل ما تبقى من أقساط هذه القروض، إضافة إلى مصادرة ممتلكاتهم. ولقد نجحت الاحتجاجات الغاضبة ضد هذه الممارسة في وقف العديد من هذه الحالات والحيلولة بالتالي دون طرد الأسر ذات الدخل المنخفض من ديارهم. لكن عمليات المصادرة والدعاوى ما زالت مستمرة يومياً.
وقرر البرلمان الأسباني النظر في عريضة الطلبات التي قدمتها حركة الساخطين في الشهر القادم، أي بعد فترة العطلة الصيفية، الأمر الذي يعني أن يتولى رئيس الوزراء الحالي، الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، مهمة التعامل مع هذه الطلبات قبل الانتخابات المبكرة التي ستجري في 20 نوفمبر المقبل.
وتتوقع دوائر اليسار الأسباني أن يسدد فوز الحزب اليميني «الحزب الشعبي» المتوقع في هذه الانتخابات ضربة قوية لمطالب حركة الساخطين، خاصة وأن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال حصول الحزب الشعبي على أغلبية عريضة، تتجاوز بنسبة كبيرة الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم منذ عام 2004.
ويشار إلى أن مطالب الساخطين الأسبان تشمل الاحتجاج على عدم وفاء الساسة بتعهداتهم أثناء الحملات الانتخابية، والسلبية أمام مشكلة المضاربات والخدمات العامة وحماية البيئة. كما يطالبون بتقليص أجور الزعماء السياسيين، وخفض أرباح الوسطاء التجاريين، وتطوير الخدمات الصحية العامة، وحل مشكلة نقص الأطباء، إضافة إلى وقف عملية خصخصة معاهد التعليم، ضمن مطالبات عديدة أخرى.