ضحايا أي عدوان نووي أمريكي «صغير» على إيران 3 ملايين قتيل على الفور 35 مليون معرض للسرطان
في ظل تصاعد لهجة التصعيد الأمريكية ضد إيران استهدافاً لمشروعها النووي بالمعنى القريب واستكمالاً لحلقات مشروع الشرق الأوسط الكبير بالمعنى الأوسع، نشر موقع اتحاد العلماء المهتمين في الولايات المتحدة رسماً كرتونياً متحركاً مرفق بتعليق صوتي يصور سلاحاً نووياً جديداً تعمل وزارة الحرب الأمريكية، البنتاغون، على تطويره ليحمل شحنة مقدارها واحد ميغا طن، حيث يستعرض الفيلم آثار استخدامه ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وعلى الرغم من أن تمويل هذا السلاح تم تخفيضه في اعتمادات وزارة الحرب الأمريكية من الموازنة الأمريكية لعام 2005، إلا أن واشنطن ماتزال تحتفظ بقاذفاتها الثقيلة B61-11 القادرة على إسقاط قنابل نووية تصل إلى 340 كيلو طن، بما يكفي في كل الأحوال للقضاء على مئات الآلاف من البشر ونشر الإشعاع النووي في الكثير من البلدان المجاورة لأي هدف عسكري محتمل على دريئة العدوانية الأمريكية.
وجاء في التعليق الصوتي إن الولايات المتحدة تريد تطوير نوع جديد من أنظمة الأسلحة النووية يعرف اختصاراً باللغة الإنكليزية بـ RNEP شريطة أن يكون قادراً على اختراق الأرض.
إلا أن هذه القنبلة الهادفة إلى تدمير الأهداف ومخازن السلاح تحت الأرض ستكون عديمة الجدوى في الكثير من الحالات ناهيك عن عواقبها المتمثلة في نشر الإشعاع النووي القاتل لملايين المدنيين.
ويفترض أن تقوم طائرة ما بإسقاط هذه القنابل الصاروخية النووية لتخترق بضعة أمتار من الأرض، أي أقل بكثير مما يكفل احتواء غيمة الإشعاع الذري الناجم عن انفجارها والتي ستنتشر في الجو وليس في باطن الأرض.
ويمضي التعليق قائلاً إنه إذا استخدمت الولايات المتحدة قنبلة واحدة من الطراز الجديد شحنتها 1 ميغا طن ضد منشأة أصفهان النووية في إيران على سبيل المثال فسوف تنشر غيمة الإشعاعات القاتلة إلى باكستان وأفغانستان والهند شرقاً، وسوف تكون الحصيلة المباشرة: مقتل 3 ملايين إنسان على الفور، وتعريض 35 مليوناً آخرين لخطر الإصابة بأنواع السرطانات القاتلة أيضاً، ناهيك عن إعاقة عمليات الإغاثة وتلويث الجو والبيئة لعقود طويلة.
وإن استخدام قنبلة زنتها 1 ميغا طن أي أكبر بـ60 مرة من القنبلة النووية الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما سيدمر مخازن السلاح على عمق 1000متر من الانفجار، ولكن هذا مشكوك به في الحالة الإيرانية في ظل جهل الولايات المتحدة للمواقع الدقيقة للأنفاق النووية الإيرانية تحت الأرضية والمجهزة بمعدات متطورة، حتى ولو كانت واشنطن تعرف مواقع مداخل هذه الأنفاق.
ويضيف التعليق إن السلاح المقترح سيكون عاجزاً كذلك عن وقف آثار الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية الموجودة تحت الأرض ما لم ينفجر قريباً جداً من مواقع مخازن هذه الأسلحة، وذلك لأن الحرارة وإشعاع انفجار السلاح لا ينتقلان عميقاً في الأرض. وإذا لم يدمر الانفجار هذه المخازن ويعطلها فإنه على الأرجح سيتسبب في إطلاق إشعاعاتها الكيماوية والبيولوجية في الهواء، ناهيك عن الإشعاعات النووية الناجمة عن انفجار القنبلة/السلاح.
وبينما يبدو أن الفيلم يبحث عن أنجع السبل لوقف المشروع النووي الإيراني بأقل الخسائر الممكنة وليس مناهضة القيام بعدوان على إيران، يخلص التعليق في نهاية المطاف إلى أن الطريقة الأكثر فعالية هي استخدام أسلحة الدقة العالية التقليدية لاستهداف مواقع مداخل المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرضية وتدميرها بما يبقي أيضاً المخازين الكيماوية والبيولوجية محتجزة داخل الأرض ويمنع «العدو» (الذي هو المسؤولين العسكريين والنوويين الإيرانيين في حسب التوصيف الأمريكي في هذه الحالة) من الوصول إلى هذه المنشآت.
■ ترجمة وإعداد قاسيون