ظهر الرياء
في الظاهر وحسب كلام العدالة والتنمية أنهم مع الشعب الفلسطيني، ولكنهم أعاقوا تقدم (ماوي مرمرة) إلى غزة وهذا العمل لا يقوم به إلا عدو الشعب الفلسطيني.
(العدالة والتنمية– أمريكا– الصهيونية..!!!)
العدالة والتنمية عدو للشرق الأوسط، وقد أظهر عداوته تلك مرة أخرى عندما اشترك مع الصهيونية في إعاقة تقدم سفن المعونة إلى غزة.
إن رجب طيب اردوغان يتحدث في كل مناسبة عن الشعب الفلسطيني والظلم الذي يتعرض له من «إسرائيل» وينتقد أعمال الصهيونية، ولكن بنفس الوقت يتصرف بخبث ويتعاون معهم.
تلقين العدالة والتنمية:
العدالة والتنمية تلقن (ماوي مرمرة): لا تذهبي... فلا تذهب. منذ شهور وهم يتحدثون عن علاقات تركيا و«إسرائيل» المهددة بالانفصال، ويقولون إن العدالة والتنمية لا يقدم (التنازل) لإسرائيل ولكن كل ذلك أوهام، لأن العلاقة (لم تنفصل) بل على العكس أصبح التواصل والتعاون أقوى من قبل. والتحالف مازال مستمراً، وقد ظهر وجههم الحقيقي عندما جهز أسطول الحرية الثاني ومنعوه من الذهاب إلى غزة.
نتذكر أسطول الحرية الأول في 31 أيار 2010 كانت السفينة ماوي مرمرة هي الوحيدة التي اقتحمها الإسرائيليون وقتلوا 9 أشخاص. وقد أصبحت هذه السفينة من ناحية رمزاً للنضال ضد الحصار الإسرائيلي لغزة. ومن أجل هذا السبب رفضت الصهيونية والولايات المتحدة اشتراكها بالأسطول الثاني، وهنا أظهرت حكومة العدالة والتنمية أنها مازالت تتعاون مع إسرائيل وذلك عندما قال وزير الخارجية داوود اوغلو معترفاً: «طلبت منا إسرائيل أن نمنع سفينة ماوي مرمرة من المغادرة (ونحن لا نستطيع فرض ذلك عليها) ولكننا (طالبناها بعدم الذهاب).
إذاً ماذا طلب من ماوي مرمرة؟ لا تغادري..!! التلقين نجح.. السفينة لم تذهب ومن الواضح أن هذا المنع من الحكومة التي أخذت تعاليمها من أمريكا. ومقابل ماذا منعت التبرعات من المغادرة إلى غزة؟ أردوغان وحزب العدالة والتنمية يجب أن يعطوا أجوبة لهذه الأسئلة.
منذ شهور والحديث جارٍ عن الأشخاص التسعة من الجمعية الأممية للتبرعات الإنسانية الذين تم قتلهم على سفينة ماوي مرمرة على أيدي الإسرائيليين، ومع ذلك وافقت هذه الجمعية على منع الحكومة لها من المغادرة إلى غزة وبهذا أهانت الشهداء التسعة، إن الذي لا يقاتل ضد الحكومة الفاشية التركية والأمريكية لا يمكنه المقاومة ضد الصهيونية وهذا ما نراه يتكرر.
وفي 12 تموز 2010 منعت ألمانيا فعاليات الجمعية الأممية للتبرعات الإنسانية ولكن بعد عدة أيام أعادت السماح لها بممارسة بعض الفعاليات ومن الواضح أن ذلك كان مكافأة لها عن رضوخها بعدم الذهاب إلى غزة. وهذه الجمعية عليها أن تعرف أن جوائز الإمبريالية لم تنم أحداً أو تطوره فالتطور يكون بالتضامن مع غزة ومع كل الكوارث في العالم وبإبحار ماوي مرمرة.
العدالة والتنمية
لا يمكن أن يكون إلى جانب الشعب الفلسطيني:
العدالة والتنمية– الصهيونية– أمريكا الامبريالية– تركيا الفاشية مجموعة واحدة وهي عدو لشعوب الشرق الأوسط وخاصة الشعب الفلسطيني وهذه المجموعة مسؤولة عن حصار غزة.
اليونان تعاونت مع هذه المجموعة في منع السفن من المغادرة إلى غزة ، ووزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك يقول إن اليونان وقبرص وتركيا يتعاونون معنا ويؤيدوننا، وهذا يدل على أنهم يعملون من أجل مصلحة «إسرائيل».
بعد العرض الذي قدمه إردوغان في ( دافوس) عندما قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي (لحظة واحدة)، ولكن نتيجة ذلك وقعت على رأسنا.
إن حزب العدالة والتنمية خادم أمريكا وكماشتها والقاتل المأجور الخاص بها ومثل هذا الحزب لا يمكن أن يتغير ولا يمكن أن يخرج عن إطار الإمبريالية وخطتها التي تقتضي عدم السماح لماوي مرمرة من المغادرة والوصول إلى غزة لذلك نفذت حكومة العدالة والتنمية ذلك وشاركت بمحاصرة غزة بشكل غير مباشر.
وبعد كل هذه المجريات، كيف يستطيع حزب العدالة والتنمية أن يقول إنه مع الشعب الفلسطيني؟ وهل يمكن أن نصدق ذلك؟ وكيف سيصدق الشعب الفلسطيني أن هذا الحزب صديق لهم؟ بل على العكس إنهم أعداء للفلسطينيين.
إن غزة تتعرض للحصار منذ عدة سنوات، ومنع عنها الدواء والتبرعات الإنسانية. فماذا يعني هذا؟ (موتوا من الجوع والمرض) وحزب العدالة والتنمية أحد الذين قالوا ذلك بشكل غير مباشر عندما أعاقوا السفينة من التقدم. والثوار هم الوحيدون الذين يتخذون موقف ضد الامبريالية وبالتأكيد هم أصدقاء للفلسطينيين لأنهم لا يبغون مصلحة من هذه الصداقة.
سبب خوفهم ليس السفن الإحدى عشرة
بل خوفهم من تضامن الشعوب معاً:
عندما أوقف أسطول الحرية الثاني في اليونان، أعلن مسؤولو السفن الإحدى عشرة أنهم يحملون أدوية مهمة لقطاع غزة (أدوية سكر، أدوية قلب، أدوية ضغط، وأدوية أخرى مهمة لداء باركنسون والالتهابات) وقد تم شراؤها بناء على طلب من أطباء غزة.
ومن السفينة الكندية قال أحد أعضاء اللجنة (ستيفن كروين) نحن جمعنا 30 ألف دولار من الشعب واشترينا بها أدوية وهذه الأدوية من المهم جداً إيصالها إلى قطاع غزة. ولكن لم يهم الأمر وأوقفت هذه السفن عدة أيام بأدويتها والأشخاص الذين على متنها البالغ عددهم 350 شخصاً وسبب توقيف الإمبريالية لهذه السفن هو خوفها من التضامن الذي شاهدته بين الشعوب فهذا إنجاز مهم، وكانت مبرراتها في توقيف السفن أنها محملة بالأسلحة، ولكن الناشطين أكدوا أن هذا الكلام ليس صحيحاً، وحتى لو كان هذا الكلام صحيحاً وهذه السفن محملة بالأسلحة فهذا حق شرعي للفلسطينيين فهم في حالة حرب ويحتاجون السلاح كما يحتاجون الأدوية، كما تعرضت بعض هذه السفن المتوقفة قسراً إلى أعمال تخريب إعاقتها عن التقدم إلى غزة. وإحدى السفن في اليونان أبحرت ولكن القوات اليونانية هاجمتها وإعادتها إلى الميناء. أما السفينة القادمة من أمريكا فتم اعتقال قبطانها، وقاموا بالمستحيل لإعاقة السفن من الوصول إلى وجهتها.
اجتمع الدبلوماسيون اليونانيون والإسرائيليون في القدس تحت عنوان (الطاقة والسياحة والبيئة والدفاع) وهذا الاجتماع وما نتج عنه من تواقيع كان مكافأة لليونانيين عما قدموه من إعاقة لتقدم أسطول الحرية الثاني، والعدالة والتنمية سيأخذ مكافأته من الصهيونية وستتحدد ضمن تسوية معينة. وتتابع حكومة العدالة والتنمية محاولتها إظهار نفسها وكأنها ضد الصهيونية ولكن هذا لن ينجح بعد الآن.