«أوسلو» تتمايل على بكائيات الكيان

«أوسلو» تتمايل على بكائيات الكيان

يستعجل الكيان الصهيوني، ومَنْ وراءه مِنَ القوى العالمية الداعمة له في الغرب، عملية ترتيب الأوضاع في المنطقة، والوضع الداخلي الصهيوني، استعداداً لمرحلة «الطرد الأمريكي» من المنطقة، بعد الانكسار السياسي الأمريكي في مقابل القطب الصاعد. 

 

لمواجهة مثل هذه الكارثة التي تهدد وجوده جدياً، أو على الأقل قد تطال دوره الوظيفي في المنطقة، فإن الكيان الصهيوني- الحاصل «اسمياً» على مليارات الدعم الأمريكي- يهيئ وضعه الداخلي بالتنسيق مع «سلطة أوسلو»، بهدف إعادة تدوير الوجوه، والحصول على وجوه جديدة في المقاطعة في رام الله.

الصراع الثانوي بين السلطة ودحلان

محمد دحلان، الاسم الذي دائماً ما يرافق الحديث عن أزمة «حركة فتح»، وتوحيدها ضد عدو وهمي. فالشخص الذي يقيله محمود عباس من ثلاث إلى أربع مرات سنوياً، والمعروف بارتباطاته بملفات فساد من العيار الثقيل، لم تحاكمه سلطة أوسلو، بل على العكس، استخدمته طوال الفترة الماضية في تلميع صورة من يشبهه حقيقة من باقي عازفي أوسلو، بهدف الإيحاء لعناصر «فتح»، والقوى الشعبية التي تتبعها، أنه ما من بديل للوجوه الحالية سوى دحلان، الذي لا يمكن استساغته على أي مستوى من مستويات فتح. 

لذلك، يروج الإعلام إلى أن دحلان يحاول الاستيلاء على السلطة من محمود عباس، وهو أمر مستحيل، فالكيان الصهيوني يبحث عن سلطة في رام الله قوية ولديها سجل أقل فضائحية، بهدف إطفاء شعلة أية انتفاضة ممكنه في الضفة الغربية ضد سلطة أوسلو من طرف، وضد عملية أوسلو كبرنامج، وضد الكيان الصهيوني الذي يتوقع الأسوأ قريباً.

مشهد موت بيريز

لا يمكن وصف مشهد جنازة بيريز على أنه عملية انعطافية في سلوك سلطة أوسلو، فالمحرمات قد تم تجاوزها منذ وقتٍ طويل، وما قام به عباس، ليس إلا اجتماعاً تحضيرياً لبحث طريقة إدارة المقاطعة، وإعطاء صورة للجميع بالداخل الفلسطيني أن أوسلو ما زالت حية، رغم موت عرابيها، وأن السلطة الحالية لديها الإصرار على المتابعة على النهج نفسه، حتى لو أدت إلى تغييرات على مستوى القيادات بهدف تجديد النفس وتسويف حالة المفاوضات، حتى يجد الكيان الصهيوني حلولاً مفترضة لأزمة التغيرات في الموازين العالمية، فهو حقيقة غير راغب في فتح جبهاته الداخلية والخارجية في آن معاً.

تنظيم أمور السلطة

أجلت السلطة الفلسطينية الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، بهدف عدم سبر أراء الناس في المرحلة الحالية، التي يمكن أن تؤدي إلى انقسام أفقي في حركة فتح، وتفتح باباً لا يمكن إغلاقه. لذا جاءت عملية التأجيل في انتظار أوامر رعاة سلطة أوسلو، حتى يجدوا مخرجاً مناسباً يعيدون فيه خلط الأوراق، ويدخلون الشعب الفلسطيني في ثنائية وهمية «مع فتح أو مع دحلان»، مع بقاء المخارج للحالة الفتحاوية في عدم تجديد «البيعة» لمحمود عباس، كخيار يهدف لاستمرار وحدة السلطة.

الشعب الفلسطيني الذي عكس وحدة مطلقة في رفض «تعزية» عباس، لن يتعايش كثيراً مع السلطة التي تريد إدخاله في حلقات من الثنائيات الوهمية، بهدف حرفه عن إنجاز حركات مقاومة جديدة تعكس إرادته في التحول نحو النضال المشروع بوسائله كافة. لذلك فإن فترة الفراغ الحالية واللاحقة، ستشكل أفضل وضع قد يطيح بطبخة الغرب والكيان في تجاوز الأزمة الحالية واللاحقة بأقل الخسائر.

مشهد تصعيدي خلال الأسبوع الماضي

قصف طيران العدو يوم الأربعاء الماضي 5/10/2016، مواقع تابعة لكتائب «عز الدين القسام»- الجناح العسكري لحركة «حماس»-  في شمال وجنوب قطاع غزة المحاصر.

وأفادت وكالات أنباء بأن الطائرات الحربية التابعة لكيان العدو أغارت على موقع للمقاومة شرق قطاع غزة، فيما استهدفت موقعاً لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة «حماس» جنوبي القطاع، دون وقوع إصابات. 

وكانت مدفعية الكيان قد قصفت في وقت سابق من اليوم ذاته، أرضاً فارغة شمال قطاع غزة، بعد سقوط صاروخ فلسطيني من القطاع في مستوطنة سديروت.

وبعد سلسلة قصف عنيف طال القطاع، أعلن جيش كيان العدو مقتل طيار، وإصابة آخر، بتحطم  طائرة هجوم صهيونية من طراز «إف-16» في صحراء النقب قرب قطاع غزة. ونقلت وكالة «معاً» الفلسطينية عن مصادر ميدانية قولها إن سيارات إسعاف ودوريات لقوات العدو هرعت بسرعة وبتجهيزات كبيرة إلى منطقة النقب.