رايس تشكركم... لكنها أيضا تشبعكم ضربا
«لم يحصلوا على نتائج في الماضي والرئيس محقٌّ تماماً في أن يقول لهم مثلما قلنا جميعاً: عليكم الحصول على نتائج»...
«لست أنوي أن أنقضّ على حكومة المالكي فأبدو وكأنني أشبعها ضرباً»...
هذه هي أقوال السيدة كوندوليسا رايس رداً على الانتقادات الديموقراطية والجمهورية معاً حول الاستراتيجية الجديدة لسيدها في العراق.
لقد تفوهت بهذه الأقوال دون أن تظنّ بأنّ الصحافيين المتواجدين يسجّلونها...
هل تنوي أن تتوقف في سراي بيروت أثناء جولتها القادمة في الشرق الأوسط لتقبيل صديقها فؤاد السنيورة المخلص كلّ الإخلاص لسيد البيت الأبيض والذي يستبسل منذ تموز 2006 كي تنتصر المؤامرة الكبيرة الإسرائيلية الأمريكية ضد العدالة والسلام في هذه المنطقة؟
وهل تعتزم أثناء توقفها المحتمل في باريس أن تشكر جاك شيراك على استبساله في دعمه غير المشروط لحكومةٍ لبنانيةٍ غير شرعية وفي تعبيره عن «الصداقة العميقة» التي تربطه بالحريري الابن؟ في لبنان، هنالك سؤالٌ معلّقٌ لا إجابة عليه على شفاه جميع اللبنانيين، وهو:
الحريري الأب، المرحوم، كان سيشارك بقوة في تمويل الحملة الانتخابية السابقة لرئيس الجمهورية الفرنسية الحالي!!! هل يكمن هنا في نهاية المطاف تبرير الصداقة العميقة التي تربط هذا الأخير بعائلة الحريري؟
هل سيتمتع بما يكفي من الشجاعة ليردّ علناً على اللبنانيين؟
عليها أن تشكر ثانيةً جاك شيراك على رفضه القاطع لتلبية طلب روسيا المتعلّق بالبلدان التي رفضت التعاون في البحث عن الحقيقة بصدد اغتيال رفيق الحريري. مجرمو الحرب في السلطة الإسرائيلية مستهدفون لأنّه سيتوجّب عليهم في حال استجيب للطلب الروسي الرد على ثلاثة أسئلة، أحدها محرج للغاية، أي:
ما الذي كانت عليه مهمة أسطولهم التجسسي أثناء تحليقه فوق المكان قبل الاغتيال بدقائق، وهو الأسطول الذي غادر أجواء لبنان بعد بضع دقائق من الاغتيال؟
يتوجب على السيدة كوندوليسا رايس أن تشكر الرئيس الفرنسي ألف مرةٍ لأنّه جعل فرنسا تنغمس ثانيةً في انحيازها لسياسة مجرم الحرب الكبير في القرن الحادي والعشرين، جورج بوش.
عليها أيضاً أن تشكره على كلّ ما فعله من أجل لبنان؛ الفصل الأخير هو باريس 3:
4 مليارات من الدولارات منحت للبنان بهدف محو التأثيرات الضارة للعدوان الإسرائيلي في تموز 2006!!!
بادرة صداقة، تقولون؟ لا، ففي المقابل، يتوجب على الشعب اللبناني أن يدفع:
سيتوجب غداً على هذا الشعب، ضحية البربرية التي ارتكبها القادة الإسرائيليون في تموز وآب 2006، أن يضحي بنفسه مثلما تخطط له ورقة فؤاد السنيورة الإصلاحية: زيادة كبيرة في ضريبة القيمة المضافة وخصخصة في كل الاتجاهات وخضوع للضغوطات المالية والاقتصادية التي يمارسها الغرب والتخلي عن السيادة الوطنية...
إنّ لبنان يرفض باريس 3 كهذا.
إنّه يطالب القادة الإسرائيليين وحلفاءهم الغربيين بتعويضٍ يتجاوز 15 مليار دولار، وبإلغاءٍ غير مشروط للديون التي تبلغ أكثر من 45 مليار دولار وباحترام إرادة شعبه الذي عبّر عن نفسه في كانون الأول 2006 عبر تجمّع أكثر من مليون وستمائة ألف لبناني، أي ما يعادل ثلاثين مليون فرنسي في شوارع باريس يطالبون باستقالة الحكومة، غير الشرعية فضلاً عن ذلك!!!
لكن لا داعي كي تقلق السيدة كوندوليسا رايس لأنّ صداقة جاك شيراك مع سعد الحريري وفخامة الرئيس السنيورة لا تتزعزع.
ينبغي أيضاً أن تتوجه السيدة رايس أثناء مرورها بتحية الصداقة لدوست بلازي الذي ينادي باستقرار لبنان، موجهاً أقواله إلى جميع المسؤولين اللبنانيين!!! لن أكثر قواته في اليونفيل شديدة الفعالية من وجهة نظر عدم الاستقرار ليس للبنان فحسب، بل كذلك لكلّ منطقة الشرق الأوسط، وهو أمرٌ ترغب فيه بشدة السيدة كوندوليسا رايس وسيدها الذي يعتلي عرش بيته الأبيض.
ليون، 12 كانون الثاني 2007.