الانتخابات الفرنسية لوحة تزداد تعقيداً

أقل من مئة يوم تفصل الناخبين الفرنسيين عن التوجه لصناديق الاقتراع لدورة جديدة من الانتخابات الرئاسية وسط لوحة تزداد تعقيداً بفعل عوامل متناقضة بين كراهية بعض الفرنسيين لليهود وبعض ثان للأجانب وبعض ثالث للنساء في مراكز رئاسية وكل ذلك على أرضية الضعف النسبي في قوة وانتشار اليسار الحقيقي.

التوقعات تفيد بأن الجولة الثانية من هذه الانتخابات ستكون محصورة بين مرشح اليمين الذي ضَمِن ترشيحه رسمياً وزير الداخلية المكروه من الجالية الإفريقية الكبيرة في فرنسا الموالي لواشنطن نيكولا ساركوزي ومرشحة الحزب الاشتراكي التي تمكنت من إقصاء منافسيها الكبار داخل حزبها ولاسيما ممن ينتمون لأصول يهودية سيغولين رويال. غير أن توقعات أخرى تقول إنه في حال ارتكبت الأخيرة - وهي التي لا يميل بعض الفرنسيين لانتخابها بسبب كونها امرأة - هفوة ما خلال سير التحضيرات الانتخابية حالياً فقد تؤول المنافسة بين ساركوزي الذي ينتمي أحد أبويه لأصول يهودية ومرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبين، الكاره للأجانب.
بين هذا وذاك وتلك، وبينما تعد فرصه ضئيلة في الوصول إلى نهائيات السباق الرئاسي، أعلن مناهض العولمة جوزيه بوفيه مؤخراً والذي طالبت عريضة لمناهضي الليبرالية بترشيحه إلى الإليزيه بأنّه «مستعدٌّ" لدخول السباق بشروط». وجمعت العريضة التي كان من أبرز موقعيها الفيلسوف ميشيل أونفراي ألفي توقيع خلال يومين، وهي تؤكد أنّ جوزيه بوفيه «يمكن وينبغي أن يكون مرشح البديل اليساري».
وقال بوفيه: «هنالك مبادرة وأنتظر لمعرفة ما سينتج عنها» وطرح «شرطين" لدخول الميدان: أولاً «تعبئة جماهيرية» حددها بـ«عشرة آلاف توقيع على الأقل حتى 21 كانون الثاني»، موعد الاجتماع المقبل للهيئات المناهضة لليبرالية. والشرط الثاني هو «أن يقول أولئك الأشخاص العشرة آلاف (لمرشح الرابطة الشيوعية الثورية) أوليفييه بيزانسينو و(مرشحة الحزب الشيوعي الفرنسي) ماري جورج بوفيه: الآن، اسحبا ترشيحكما وسننطلق من جديد من أجل ترشيحٍ واحد».
وأضاف: «كل شيءٍ ممكن، وعلى كل حال فالحملة الانتخابية تجري في الأسابيع الأخيرة»، وإذا لم تنسحب الرابطة الشيوعية الثورية والحزب الشيوعي الفرنسي «اللذان يتجهان نحو الجدار، فسوف نشارك بطريقةٍ أو بأخرى في الحملة، وسوف نضغط»، والقول لبوفيه.