أنقرة وأثينا تتوافقان ضمنياً على حساب الحصار الكيان الصهيوني يواصل سيل تهديداته لـ«الحرية 2»
جدد ساسة وعسكريو الكيان الإسرائيلي تهديدهم باعتراض السفن التابعة لأسطول «الحرية2» التي من المقرر أن تتوجه إلى غزة في إطار حملة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وبعد أن انسحبت تركيا الرسمية من الأسطول ودعمه تواصل السلطات اليونانية فرض حظرها على إبحار سفن الأسطول من موانئها، في حين اعتصم عشرات النشطاء الأردنيين أمام مقر السفارة اليونانية بعمان الثلاثاء بالتزامن مع احتلال ناشطين إسبان مقر السفارة الإسبانية بأثينا احتجاجاً على الموقف اليوناني.
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش قال بنبرة تهديد واضحة إن «إسرائيل» بشرطتها ومصلحة السجون فيها مستعدة لاعتراض قافلة السفن وهي تراقب هذه التطورات عن كثب.
أما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فقد أوكل إلى وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش «مهمة تنسيق جميع أعمال الحكومة المتعلقة بالتعامل مع إمكانية وصول مئات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين جواً إلى «إسرائيل» والتظاهر في مطار «بن غوريون» يوم الجمعة» (8/7/2011).
ويأتي الإعلان رداً على تأكيدات بأن ناشطين أجانب يعتزمون التوجه بأعداد كبيرة إلى المطار المذكور في «تل أبيب» في مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ أكثر من ست سنوات.
في هذه الأثناء، اعتصم عشرات النشطاء الأردنيين أمام مقر السفارة اليونانية حيث رفع المشاركون في الاعتصام لافتات تطالب السلطات اليونانية بالسماح للسفن– التي تحمل على متنها 30 ناشطاً أردنياً- بالإبحار نحو القطاع.
ووصفت النقابات المهنية منع أثينا إبحار سفن الأسطول المحملة بالمساعدات الإنسانية بأنه «مشاركة صريحة في حصار الأطفال الفلسطينيين في غزة وحرمانهم من أبسط حقوقهم بالحصول على الدواء والغذاء».
واستغربت النقابات أن «تضع جمهورية عريقة مثل اليونان نفسها حارساً مطيعاً وأميناً نيابة عن الجندي الصهيوني وتقوم باحتجاز سفن التضامن الإنسانية التي تحمل العون والمساعدة لأطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة».
أما في العاصمة اليونانية أثينا، فقد احتل ناشطون إسبان الثلاثاء مقر السفارة الإسبانية احتجاجاً على منع اليونان إبحار سفن الأسطول.
وذكرت وكالة أنباء أثينا أن 21 ناشطاً إسبانياً كانوا يريدون التوجه إلى غزة على متن السفينة «غيرنيكا» أتوا إلى وسط أثينا من مرفأ هانيا في جزيرة كريت، حيث بقيت سفينتهم راسية بأمر من خفر السواحل اليوناني، واحتلوا مقر سفارة بلادهم.
وقال النشطاء أنهم سيواصلون احتلال السفارة «بشكل سلمي» حتى تطلب الحكومة الإسبانية من السلطات اليونانية السماح لهم بالإبحار إلى غزة.
وكان حشد من الفلسطينيين والإيطاليين تظاهروا في مدينة باليرمو عاصمة إقليم صقلية بجنوب إيطاليا، دعمًا لأسطول «الحرية2» ضمن موجة التنديد بالقرار اليوناني.
وتمنع السلطات اليونانية منذ مطلع الشهر الجاري سفن الأسطول- وعلى متنها أكثر 300 ناشط من 22 دولة- من الإبحار نحو غزة، في حين يواجه الأسطول تهديدات إسرائيلية بمنعه بالقوة من الوصول للقطاع المحاصر.
وكانت إسرائيل قد هاجمت في أيار 2010 أسطول الحرية1 مما أدى إلى استشهاد تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات من المتضامنين العرب والأجانب.