الدكتور نجم الدليمي الدكتور نجم الدليمي

كوبا: الصمود والتحدي والمنجزات1-2

أولاً: كاسترو يتحدى:
في 16/10/1953، تم اعتقال فيديل كاسترو، بسبب نشاطه الثوري ودفاعه المبدئي والحقيقي عن مصالح الشعب الكوبي، وقد عبر كاسترو أثناء المحاكمة عن معاناة شعبه والتي تمثلت بالآتي:
أشار كاسترو أمام المحكمة إلى أن الشعب الكوبي يواجه البطالة وخاصة وسط الشباب إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل بـ(600) ألف شخص (علماً كان عدد سكان كوبا عام 1953 (5.5) مليون نسمة)، وخلال الفترة من أيار عام 1953 وحتى كانون الأول من العام نفسه، بلغ عدد العاطلين عن العمل مليون شخص، وإن ربَّ الأسرة يعمل (4) شهور في السنة فقط!! وكما يوجد نصف مليون عامل زراعي كوبي يعملون لمدة (4) شهور في السنة فقط، أما بقية الفترة الزمنية فهم يعانون البطالة والجوع والبؤس الحقيقي، وهناك عشرات الآلاف من العمال الصناعيين يعانون من انحطاط المستوى المعاشي بسبب قلة الأجور وعدم انتظام دفعها في الوقت المحدد، وهناك (10) ألف من الخريجين (أطباء، أطباء أسنان، مهندسين، محامين، فنانين، صحفيين...) لم يحصلوا على العمل لا في مجال اختصاصاتهم ولا في غيرها، فالباب مغلق أمام هؤلاء الخريجين؟!.

الحياة الكارثية

لقد أوضح كاسترو أمام المحكمة، أن أكثر من 50% من الأراضي الزراعية في كوبا هي تحت تصرف الأجانب، وهناك 3 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية غير مستخدمة وهناك 200 ألف عائلة فلاحية في كوبا لا تمتلك الأرض الزراعية من أجل العمل والعيش الكريم، وإن 82 بالمئة من المزارعين الصغار يدفعون الضرائب وبانتظام للنظام الحاكم، وكما يوجد (2.200.000) شخص من سكان المدن يدفعون حصة الأسد من دخلهم النقدي لقاء خدمات السكن!! وكما يوجد (2.200.000) شخص في الريف والمدينة لا يملكون الكهرباء، وإن أكثر من 50 بالمئة من أطفال المدارس يذهبون للمدارس وهم حفاة وجياع وملابسهم ممزقة، وإن 90 بالمئة من أطفال الريف يعانون من نمط حياة كارثي والآلاف منهم يموت بسبب الأمراض المختلفة المتفشية في المجتمع، وإن 90 بالمئة من الشعب الكوبي أميون وأشباه الأميين.
هذه بعض الحقائق الموضوعية التي أدلى بها فيديل كاسترو أمام المحكمة في أكتوبر عام 1953.
 
ثانياً: بعض المنجزات الاشتراكية في كوبا:
من أجل إعطاء تقييم موضوعي للمقارنة بين منجزات الثورة الاشتراكية في كوبا وما قبل الثورة، لا بد من الاعتماد على بعض المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، وهذه المعطيات والمنجزات تعطي الإجابة الموضوعية وهي الحكم، وتعكس أيضاً أفضلية وفاعلية وحيوية الاشتراكية في كوبا.
 بين الرأسمالية والاشتراكية في كوبا

■ إن الجدول (الوارد أدناه) لا يحتاج إلى شرح أو توضيح فالأرقام والواقع الموضوعي خير دليل على صحة ما ذكر أعلاه.
 
منجزات اشتراكية أخرى:

1 ـ تحتل كوبا الاشتراكية المرتبة الأولى في العالم في عدد المعلمين والمدرسين بالنسبة لحصة الفرد الواحد، إذ يوجد في كوبا 290.574 معلم ومدرس، وفي المرحلة الابتدائية فإن حصة كل معلم 20 طالباً، وفي المرحلة المتوسطة فلكل معلم 15 طالباً وهذا غير موجود حتى في غالبية البلدان الرأسمالية، ناهيك عن البلدان النامية، وكما يوجد في كوبا 63 جامعة معهد علمي، و22 كلية طب، و13 معهد متوسط للعلوم الطبية، وكما يوجد أيضاً 133 معهداً للبحوث العلمية والتكنولوجية ويعمل فيها الآلاف من حملة الشهادات العليا بدرجة دكتوراه وبرفسور.

2 ـ يوجد في كوبا 711 مستشفى ومستوصف حكومي، ويبلغ عدد الأطباء في كوبا 67079 طبيباً منهم 45599 طبيباً بدرجة تخصص طبي، ويبلغ العدد الإجمالي للأطباء ومساعدي الأطباء والممرضين بـ (214.877) شخصاً.
3 ـ وفي ظل الاشتراكية توجد 43 مدرسة للفنون و306 دار ثقافة و181 مسرح للفنون و292 متحف، و368 مكتبة علمية وكل ذلك مفتوح أمام جماهير الشعب الكوبي.
4 ـ يوجد في كوبا (1.012.000) متقاعد، و(252.000) عامل زراعي، وإن 85 بالمئة من الشعب الكوبي يملكون بيوت خاصة بهم، وإن 95.3 بالمئة من السكان يحصلون على الماء الصالح للشرب، وتم تعبيد 48450 كيلومتر من الطرف وفقاً للمواصفات الأولية المتعارف عليها، وتم إنشاء 1005 سدود لحفظ المياه.
5 ـ يبلغ متوسط العمر في كوبا 76.5 عاماً [في روسيا 58 عاماً] وهناك خطة لدى الحكومة الكوبية تهدف إلى زيادة متوسط العمر إلى 80 عاماً، ومن كل ألف طفل في كوبا يموت 6.2 أطفال وهذا أقل رقماً يتم تحقيقه في العالم سواء في العالم الرأسمالي المتطور أو في بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
6 ـ تولي الحكومة الكوبية اهتماماً كبيراً بالطفل، وهذا نابع من جوهر وطبيعة النظام الاشتراكي فالحكومة الكوبية تضمن للطفل الحليب وبكمية لتر في اليوم حتى عمر 7 سنوات، وإن سعر اللتر الواحد من الحليب هو أقل من سنت واحد، أي أن العائلة الكوبية تستطيع أن تشتري بدولار واحد حليب لمدة 100 يوماً.
7 ـ كما نجحت الحكومة الكوبية بالرغم من الحرب الاقتصادية والإعلامية والنفسية... التي تقودها «الديمقراطيات الكبرى» وحلفاؤها وخلال 44 عاماً من تعزيز عملتها الوطنية ففي عام 1994 كان سعر الصرف البيزة (العملة الوطنية لكوبا) 150 بيزه للدولار الواحد وفي عام 1999 أصبح الصرف 70 بيزه للدولار الواحد.

إن هذه السياسة سوف تؤدي إلى تعزيز وإعادة الثقة بالعملة الوطنية وهي بالوقت نفسه تعكس فاعلية ونمو الاقتصاد الاشتراكي في كوبا بالرغم من الصعوبات والضغوطات الخارجية التي تواجه الشعب الكوبي وإن كوبا هي البلد الوحيد ـ تقريباً ـ الذي لا يملك علافات اقتصادية وتجارية مع أمريكا ولا مع مؤسساتها المالية والاقتصادية الدولية.
وبالرغم من الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على كوبا من الغرب الإمبريالي منذ قيام ثورة الشعب الكوبي عام 1961 ولغاية اليوم فإن كوبا كانت وماتزال تؤدي دورها الأممي في تقديم كل أنواع المساعدات للشعوب المظلومة في البلدان النامية من أجل تحررها السياسي والاقتصادي.
إن الدستور الاشتراكي في كوبا ضمن ويضمن حق العمل ومجانية التعليم والعلاج والسكن... للمواطنين الكوبيين دون تمييز.

آخر تعديل على السبت, 01 تشرين1/أكتوير 2016 15:02