وكالات وكالات

القاعدة في العراق.. أيهما الأكثر كذباً: جورج بوش أم جنرالاته؟

 في حين يحذّر الرئيس بوش مواطنيه من خطر «القاعدة في العراق» الذي يقول إنها تشكل خلايا للهجوم على الولايات المتحدة، أقرّ ضباط رفيعون أمريكيون بأن هذا التنظيم غير موجود!! فقد اعترف الجنرالان كاسي وكيميت بأنّ الزرقاوي صنيعة أجهزة الحرب النفسية، كما أعلن الجنرال برغنر بأنّ خليفته البغدادي ممثل!

عمر البغدادي

زعيم «القاعدة في العراق»

جرى الإقرار عموماً بأنّ العلاقات الدولية قد دخلت عصراً جديداً في الحادي عشر من أيلول 2001. غير أنّ علماء السياسة يختلفون حول تحليل هذه الفترة وفق قراءتهم للاعتداءات التي عيّنت بدايتها.

فالأطلسيون يعودون إلى الرواية الحكومية: القاعدة هي التي نظمت تلك الاعتداءات من مقرها في أفغانستان. ويستنتجون بأنّ الخطر الرئيسي في عصرنا هو الإرهاب الإسلامي، ويؤيدون العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.

أما الشركاء الأبعد للولايات المتحدة، فهم يعتقدون بأنّ إدارة بوش قد علمت مسبقاً بالاعتداءات وتركتها ترتكب لتستخدمها لأهدافٍ سياسية. وهم يذكرون سابقة كارثة بيرل هاربر التي تركتها قيادة الأركان الأمريكية تتعرض للقصف لتدخل في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان وألمانيا. وهم يستنتجون أنّه على الرغم من أنّ الخطر الإسلامي حقيقي، فينبغي عدم اللحاق بالولايات المتحدة في كل مغامراتها، كما يقرون بأنّ الهجوم على أفغانستان كان رداً شرعياً، لكنهم يشككون في العملية العراقية.

أخيراً، يدحض المحللون السياسيون في البلدان غير المنحازة الرواية الحكومية ويعتبرون بأنّ المركب العسكري الصناعي الأنغلوساكسوني هو الذي نظم الاعتداءات. ويذكرون الحادث المفبرك في خليج تونكان أو عملية نورثوود، فيستنتجون بأنّ الخطر الإسلامي قضية مصطنعة وبأنّ الخطر الحقيقي هو بلا شك، الإمبريالية الأنغلوساكسونية. بالنسبة إليهم، كلا الهجمتين على أفغانستان والعراق حروبٌ عدوانية.

على المستوى الدولي، كنت أول محلل سياسي يشكك في الرواية البوشية لاعتداءات الحادي عشر من أيلول ويتنبأ بإقامة نظام عسكري بوليسي في الولايات المتحدة وبتعدد المغامرات العسكرية. منذ ذلك الحين، طورت شبكة فولتير التي أترأسها متابعةً مستمرة وتحليلاً دائماً للعلاقات الدولية على هذا الأساس.

كثيراً ما شرحت بأنّ القاعدة صنيعةً مشتركة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والسعودية والباكستانية وبأنها تخدم مصالح تلك الأجهزة. في السنوات الست الأخيرة، قمت بإنضاج معرفتنا بهذه الظاهرة، وذلك اعتباراً من تظاهراتها المتتالية وكذلك وفق عمليات سابقة مثل عمليات غلاديو.

لكن سياسة إدارة بوش قد بدأت تتعثر في معسكرها الخاص.

أولاً: تغير التوازن الداخلي في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك عبد الله إلى العرش واستدعاء الأمير بندر، «ابن آل بوش بالتبني» إلى الرياض. في نهاية المطاف، منع الملك ابن أخيه من مواصلة تمويل خلايا مقاتلة تنتمي إلى القاعدة. وكانت أولى عواقب هذه القطيعة تمرد مرتزقة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وقد أكدت هذه الواقعة بأن القاعدة في لبنان قد تلاعب بها السادة بوش وبندر والحريري.

ثانياً: يصعب الحفاظ على انغلاق القاعدة بوصفها شبكةً عملياتية سرية، في حين يراد منها من جانبٍ آخر أن تكون منظمةً سياسيةً كونية. وهكذا، تعثّر مسؤولو مكتب الاستخبارات الباكستاني، المكلفون منذ وقت طويل بتأهيل الطالبان إيديولوجياً وبمنشوراتهم، بصدد دور جهاز الاستخبارات الداخلية المكلف بتأهيل مرتزقة القاعدة عسكرياً، ودائماً بتمويل أنغلوساكسوني يديره الأمير بندر. فضلاً عن ذلك، قدّم مكتب الاستخبارات دعماً لانفصاليي ويغور في كسينغكيانغ الصينية، في حين أنّه في مثل هذا الترتيب، وحدها المخابرات البريطانية مؤهلة للتعامل مع القاعدة في الصين، وذلك لأسباب سياسية واضحة. قامت الصين بطلب توضيحٍ فوري. ولتجنب الحرب، أرغم الرئيس بيرويز مشرف على تصفية كافة أطر شرطته المتورطين، وذلك بإعطاء الأمر لمقاتليه بالهجوم على مكاتبهم في المسجد الأحمر.

هنالك قضية ثالثة رفعت مؤخراً جزءاً من الستار: فقد برر الجنرال كيفن برغنر، مستشار جورج بوش الخاص لشؤون العراق، عجز القوات الأمريكية عن القبض على زعيم القاعدة في العراق بقوله إنّ هذا الشخص غير موجود أصلاً.

أود العودة بالتفصيل إلى هذا الإعلان.

فبركة القاعدة في العراق

أبو مصعب الزرقاوي وأنصار الإسلام

من أجل تبرير نية الأنغلوساكسونيين في غزو العراق، اختاروا أن يستخدموا ثانيةً حجة الحادي عشر من أيلول، تلك الحجة التي كانت نافعة للغاية بصدد أفغانستان. لا يزال الرأي العام الغربي يجهل بأنّ قرار الهجوم على كابول قد اتخذ في تموز 2001 وبأنّ القوات البريطانية والأمريكية كانت متواجدة في المنطقة قبل هجمات الحادي عشر من أيلول 2001. وبالتالي، فقد ابتلع بسهولة الكذبة الكبيرة القائلة بأنّ «الإرهابيين» قد طبخوا مؤامرتهم في مغارةٍ بحماية الطالبان.

عبر تطبيق الوصفة نفسها على العراق، أتى الجنرال كولن باول ليكذب بجلالٍ أمام مجلس الأمن. وبهدف الربط بين العراق العلماني وبين اعتداءات الحادي عشر من أيلول المنسوبة لوهابيي أسامة بن لادن، فبركت الولايات المتحدة جهادياً أردنياً يحميه صدام حسين. وهكذا، أعلن كولن باول قائلاً:

«ما أريد لفت انتباهكم إليه اليوم هو الصلة، التي ربما تكون أسوأ بكثير، بين العراق وبين شبكة القاعدة الإرهابية، وهي صلةٌ تربط بين المنظمات الإرهابية الكلاسيكية وبين طرائق الاغتيال الحديثة. يستضيف العراق اليوم شبكةً إرهابية قاتلة يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي، شريك أسامة بن لادن وقادته في منظمة القاعدة (...) كان أبو زرقاوي، الفلسطيني المولود في الأردن، قد شارك في حرب أفغانستان منذ أكثر من عشر سنوات. ولدى عودته منها في العام 2000، قاد معسكر تدريبٍ للإرهابيين. والسم أحد تخصصات هذا المعسكر. حين طرد تحالفنا الطالبان، ساعدت شبكة أبو زرقاوي على إقامة معسكرٍ آخر لتأهيل أخصائيين في السموم والمتفجرات، ويقع هذا المعسكر شمال شرقي العراق. وهو يعلّم أعضاءه إنتاج الخروع وسموم أخرى (...) من شبكته الإرهابية في العراق، يستطيع أبو زرقاوي قيادة نشاطات هذه الشبكة في الشرق الأوسط وما وراءه (...) لقد حضر أبو زرقاوي وشبكته لأفعال إرهابية ضد بلدان مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وروسيا».

منذ بدء غزو العراق، أصبح أبو مصعب الزرقاوي العدو الأول. وقد أطلق اسم «القاعدة في العراق» على منظمته المسلحة المدعوة أنصار الإسلام. ينسب إليه اختطاف وقطع رأس الناشط الإنساني الياباني شوسي كودا (30 تشرين الأول 2004) واعتداءات ضد مدنيين في النجف وكربلاء (19 كانون الأول 2004) وإعدام السفير المصري إيهاب الشريف (تموز 2005) والاعتداء في سوق مسيب (16 تموز 2005) وتعذيب الجنديين الأمريكيين توماس لوول تاكر وكريستيان منشاكا وقطع رأسهما (حزيران 2006) واختطاف واغتيال أربعة دبلوماسيين روس هم فيودور زايتسيف ورينات أغليوغلين وأوليغ فيدوسييف وأناتولي سميرنوف (حزيران 2006) وعدد من الجرائم الأخرى. وقد ارتدى في المخيلة الجمعية وجه شخصٍ دموي متعصب بعد ذبح نيك بيرغ. كافة هذه العمليات تخدم خدمةً مباشرة استراتيجية «الفوضى الخلاقة» المحافظة الجديدة ولا تخدم سواها.

بصورة خاصة، يطور زرقاوي نظريةً تنص على أنّ الأعداء الحقيقيين للعراقيين السنة ليسوا الاحتلال الأنغلوسكسوني بقدر ما هم العراقيون الشيعة. وقد ركز على هذا التحليل في وثيقةٍ من سبع عشرة صفحةً نشرتها صحيفة نيويورك تايمز. وقد طبقها على الفور بتدمير قبة مسجد العسكري، وهو مسجد شيعي.

لقد تجاوز مدى العنف الطائفي التالي لذلك الفعل الولايات المتحدة، وهو ما دفعها إلى جعل أرجوزتهم تختفي. جرت تصفية أسطورة الزرقاوي في الثامن من حزيران 2006 في سياق تشكيل حكومة جديدة في العراق، وأتى موته بوصفه صفحةً تطوى.

أثناء تقديم بيان صحفي، أعلن الجنرال جورج كاسي الابن، القائد العام للقوات الأمريكية في العراق، بأنّ أجهزته هي التي فبركت وثيقة الزرقاوي الداعية إلى العنف الطائفي ثم قدمتها لصحيفة نيويورك تايمز. في حين اعترف الجنرال مارك كيميت، قائد العمليات النفسية في العراق، في وثيقةٍ داخلية وصلت إلى صحيفة واشنطن بوست بأن «برنامج الزرقاوي للعمليات النفسية» هو أكثر حملات المعلومات نجاحاً حتى اليوم.

أبو عمر البغدادي

والدولة الإسلامية العراقية

مع مواصلة تورط التحالف الأنغلوسكسوني في العراق، بدا ضرورياً إيجاد خليفةٍ للزرقاوي.

ففي الخامس عشر من تشرين الأول 2006، بثت العديد من القنوات التلفزيونية شريط فيديو يعلن إنشاء منظمة «القاعدة في العراق». في هذا الشريط، ظهر رجل مقنّع يعرف باسم أبو عمر القريشي الحسيني البغدادي، «أمير المؤمنين» وزعيم «الدولة الإسلامية في العراق» التي أقامتها القاعدة بمباركة أسامة بن لادن بنفسه. وقد دعا كافة الجهاديين للاتحاد بقيادته لتعقب الكافرين والصليبيين واليهود.

تزامنت هذه المبادرة مع إعادة التنظيم الإدارية للعراق وفدرلته التي فرضها الاحتلال. تماثل «الدولة الإسلامية العراقية» نفسها بالمنطقة ذات الأغلبية السنية، وقد أدانها على الفور في قناة الجزيرة الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في بغداد بوصفها تلعب لعبة تقسيم القوات الأمريكية للعراق. ليس مهماً ألا يكون العراقيون قد انخدعوا، فالأراجوز الجديد مكرس للتلاعب بالرأي العام الأمريكي.

في العاشر من تشرين الثاني 2006، نقلت الصحافة الغربية بياناً صادراً عن «القاعدة في العراق» يؤكد بأن هذه المنظمة تضم أكثر من اثني عشر رجلاً وتستعد لتسليح عشرة آلاف آخرين.

تزامن هذا الخبر مع إقالة دونالد رامسفيلد وأنقص من حميّة الديموقراطيين في مطالبتهم بالانسحاب من العراق.

في الأيام التالية، اقترح أبو عمر البغدادي في تسجيل بث عبر الإنترنت «هدنة» (كذا) مع الولايات المتحدة، بحيث لا تهاجم هذه الأخيرة إذا ما نظمت انسحابها الكامل من العراق. ترافق هذا التبجح بعرضٍ للمجاهدين المسلحين وسط الموصل في التاسع والعشرين من كانون الأول، عرضت صوره عبر العالم العربي.

غير أنّ قناة الجزيرة تساءلت حول مصداقية هذه الأحداث ولم تحصل من محافظ الموصل على تفسير منطقي لاستعراض "متمردين" في قلب المدينة.

في السابع عشر من نيسان 2007، أعلن أبو عمر البغدادي في تسجيلٍ صوتي جرى بثه عبر الإنترنت بأنّ "الدولة الإسلامية العراقية" تنتج صواريخها الخاصة المسماة القدس (1). وفي الثلاثين من نيسان 2007، في شريط فيديو شديد التأثير بثته الجزيرة، أعلنت مجموعته عن إنشاء كتائب خاصة مجهزة هذه المرة بقنابل حرارية؛ وهي أسلحة قال إنها تنتج في «الدولة الإسلامية العراقية»، التي أصبحت تقنيتها تنافس تقنية الدول الصغيرة.

في الفترة نفسها، أعلن الناطق باسم «الدولة الإسلامية العراقية» على قناة الجزيرة بأن الأمير أبو عمر البغدادي قد شكل حكومته، وفصّل قائمة وزرائها العشرة.

في خضم هذه الأحداث، أعلنت «الحكومة الإسلامية العراقية» الحرب على إيران ودعت «المؤمنين الحقيقيين» (السنة) إلى الاتحاد ضد الشيعة الكفار. في هذه المناسبة، أضاف «القائد» أبو عمر لقب «القريشي» إلى اسمه كي يدفع للاعتقاد بانتسابه إلى القريشيين، عائلة النبي محمد، وهو نسبٌ عزيزٌ على قلب الطائفة السنية.

في غضون عام، تبنت منظمة «القاعدة في العراق» مسؤولية العديد من الإعدامات الجماعية التي تمثل بالنسبة للصحافة الغربية دلائل على الخطر الإسلامي، كما تمثل بالنسبة للعراقيين مظاهر لكتائب الموت في «الحرب القذرة» التي يشنها الاحتلال.

في السابع عشر من تموز 2007، نشر البيت الأبيض بياناً تقييمياً قصيراً حول التهديد الإرهابي على أراضي الولايات المتحدة، وقد أجرت هذا التقييم إدارة المراقبة الاستخبارية لمجمل الولايات المتحدة. ورد في هذا البيان ما يلي: «نعتقد بأنّ القاعدة سوف تواصل شحذ إمكانياتها للهجوم على أراضينا عبر تعاونٍ أكبر مع المجموعات الإرهابية الإقليمية. من الملاحظ أننا نعتقد بأنّ القاعدة سوف تحاول على الأرجح زيادة صلات وإمكانيات منظمة القاعدة في العراق، أبرز المنظمات التابعة لها والوحيدة المعروفة بأنها عبرت عن الرغبة في مهاجمة أراضينا. إضافةً إلى ذلك، نعتقد بأنّ تحالف منظمة القاعدة مع القاعدة في العراق يساعد الأولى على تحفيز التطرف السني ويزيد مواردها وتجنيد الرجال وإجراء عمليات تتضمن هجمات على أراضينا».

وقد عزز من سبغ الدراماتيكية على هذه المعلومات والاستنتاجات نشر شريط فيديو لأسامة بن لادن، الغائب عن الشاشات منذ أكثر من عام، في الوقت نفسه.

هذا هو السبب في أنّ جورج دبليو بوش قد وقع على الفور المرسوم الرئاسي رقم 13438 الذي يسمح لوزير المالية بالتوقيف التقديري لأي شخص يمثل تهديداً للاستقرار في العراق وبمصادرة ممتلكاته.

لكن هنالك أمر يصعب تفسيره باطراد، وهو أنّ قوة القاعدة في العراق تزداد مع زيادة واشنطن لعدد القوات الأمريكية والمرتزقة لقتالها. وهكذا، كشف الجنرال كيفن بيرغنر، المساعد الخاص لبوش للشؤون العراقية، في اليوم التالي بأنّ استجواب محمود المشهداني، الذي يعتبر صلة الوصل بين أسامة بن لادن ومقاتليه في العراق، قد سمح بإثبات أنّ أبو عمر البغدادي لم يوجد يوماً، ويلعب دوره كممثل، كما أنّ منظمة «القاعدة في العراق» هي مجرد خديعة.

قصر أوراق اللعب ينهار

لقد أشرت إلى أنّ أسامة بن لادن قد أكد مسؤوليته عن اعتداءات الحادي عشر من أيلول في شريط فيديو وصفها وفق الرواية الحكومية، في حين برهنت على أن الاعتداء على البنتاغون لم يحصل على هذا النحو، وأنّ هيئة علماء من أجل الحقيقة في الحادي عشر من أيلول قد أثبتت بأنّ الاعتداء على مركز التجارة العالمي لم يحصل أيضاً بالطريقة نفسها. بعبارات أخرى، أشرت إلى أنّ وظيفة بن لادن هي المصادقة على التضليل الذي تقوم به إدارة بوش.

يتواصل المسار الدوراني للمعلومات: تؤكد إدارة بوش بأنّ القاعدة مسؤولة عن الاعتداءات في الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، ثم تؤكد القاعدة اتهامات الإدارة الأمريكية. ولا يجري أبداً التأكد من الأحداث الموصوفة في هذه التصريحات، بل يكتفى بهذا الحوار وبأحداث افتراضية.

في حالة العراق، يبدو أنّ أحداً لا يلاحظ بأنّه إذا كان أبو مصعب الزرقاوي وأبو عمر البغدادي شخصياتٍ فبركها قسم العمليات النفسية في جيش الولايات المتحدة البري، فهذا يعني أنّ الأشخاص الذين شهدوا على وجودهما وعلى انتمائهما للقاعدة يشاركون في نظام التضليل نفسه.

والحال أنّه جرى تأكيد وجود الزرقاوي ومناصبه عبر شريط فيديو لأسامة بن لادن، جرى بثه في 27 كانون الأول 2004، عينه فيه زعيم القاعدة «أميراً للقاعدة في العراق». كما أكّده أيمن الظواهري، الرجل الثاني في الشبكة الإرهابية، في شريط فيديو جرى بثه في 23 حزيران 2006 وحياه فيه.

كذلك، أكّد أيمن الظواهري في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة في 20 كانون الأول 2006 وجود أبي عمر البغدادي ومناصبه، وهنأه فيه على تشكيل «الدولة الإسلامية العراقية».

لقد آن الأوان كي تقرروا: هل تصدقون جورج بوش حين يندد بالقاعدة في العراق، أم تصدقون جنرالاته الذين يدعون بأنّهم فبركوا هذه المنظمة واخترعوا زعماءها؟

■ تييري ميسانرئيس شبكة فولتير
ترجمة قاسيون