المذبحة السرية في العراق.. الغارات الجوية الأمريكية قتلت 78 ألف عراقي
تشير التقديرات إلى أن 78 ألف عراقي قتلوا نتيجة الغارات الجوية للولايات المتحدة وبقية القوات المحتلة منذ بدء الحرب/ الاحتلال 2003 لغاية حزيران 2006، حسب مقالة في «ناشيونال ماغازين» الأمريكية.
يستند هذا التقدير إلى افتراض أن 13% من الـ601 ألف- ضحايا العنف/الاحتلال حسب الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية- لانسيت- في تشرين الأول «قضوا نتيجة قصف الطائرات، قذائف مدفعية وصاروخية، لغاية حزيران الماضي، حسب كاتب المقالة، نيك تيرس.
ويضيف: «هناك مؤشرات على أن الحرب الجوية تسببت في قتل عدد كبير من أطفال العراق. فالأرقام التي كشفت عنها دراسة «لانسيت» تبين أن 50% من ضحايا العنف من أطفال العراق دون سن الخامسة عشرة وللفترة نفسها (آذار 2003- يونيو 2006) كانت نتيجة القصف الجوي من جانب قوات الاحتلال».
منذ نيسان 2003، أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية 59787 رطلاً من القنابل العنقودية في العراق. وهي نوع من السلاح اعتبرته منظمة حقوق الإنسان HRW «الخطر الأكبر الذي يهدد حياة المدنيين...»
يُشير الكاتب إلى أن القنابل العنقودية تتسم بكونها تتحمل «معدل خطأ عال» لأنها تولد قنابل غير متفجرة أكثر عدداً وتصبح بمثابة ألغام أرضية، وهي «محرّمة أصلاً من معظم الدول،» حسب مارك غارلاسكو- خبير التحليل العسكري لدى المنظمة.
يضيف غارلاسكو: «لا أرى كيف يمكن تبرير إسقاط القنابل العنقودية على المدنيين، أو الدفاع عنه بأي شكل من الناحية القانونية والشرعية الدولية». وتتميز القنبلة العنقودية بأنها عند ملامستها الأرض تنفجر وتحرر مئات القنابل الأصغر القاتلة التي تنتشر في المنطقة المعنية.
وبينما تتحرك شعوب كثيرة باتجاه تحريم استخدام القنابل العنقودية، تُعارض الولايات المتحدة، الصين، إسرائيل، باكستان وروسيا وضع قيود من أي نوع على استخدام هذا السلاح. ويلاحظ أن 46 دولة من مجموع 48 حضرت مؤتمر اوسلو- شباط الماضي- أيدت التحريم الدولي لاستخدام القنابل العنقودية خلال فترة لا تتجاوز عام 2008.
علاوة على هذه القنابل القاتلة، أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية وبقية قوات الاحتلال 111 ألف رطل من أنواع أخرى من القنابل في العراق خلال العام الماضي في سياق 10519 «غارة جوية لدعم مهمات عسكرية على الأرض»، حسب تيرس.. (عدا بضعة آلاف طن من عتاد اليورانيوم المنضب التي أسقطتها القوات المحتلة على العراق منذ بداية الغزو/ الاحتلال)..
وحسب ليس روبرت الكاتب المشارك في دراستين ميدانيتين بشأن القتلى في العراق، تم نشرهما في مجلة لانسيت فإن «أسلحة الصواريخ والمدفعية التي استخدمتها قوات الاحتلال، ساهمت في غالبية أحداث قتل المدنيين في العراق». ويُضيف «من المزعج تماماً أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تكتف بعدم تقديم البيانات المتعلقة بهذه الأرقام، والأكثر إزعاجاً أنها لم تكشف عن هذه المعلومات حتى للكونغرس، رغم طلبه».
كان عنوان مقالة تيرس «الحرب الجوية السرية في العراق»، وأوضح أن حالات الدمار والخراب الحقيقية التي خلفتها الغارات الجوية الأمريكية هي أكبر من أرقامها المعلنة، ومن المحتمل أن تستمر في التصاعد». ووفق ما نشره «إن شن القوة المحتلة، وبشكل منظم، ضربات جوية على/ أو قرب المراكز المكتظة بالسكان المدنيين كان من المفترض أن تثير مخاوف الإعلام والرأي العام، ولكن لسوء الصدف، تم تحجيم التقارير الخاصة بالحرب الجوية، وفي الغالب، تم حصرها وتقييدها بالتصريحات الرسمية الصادرة وفق التعليمات العسكرية».
ويخلص تيرس إلى أنه «ولغاية قيام المراسلين بتجاوز التصريحات العسكرية الأمريكية ومصادر التقارير العراقية، سوف نبقى، بدرجة كبيرة، في الظلام بالعلاقة مع الحرب الجوية الأمريكية القاتلة في العراق».
■ شيروود روس/ كاونتر بانش
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد