اقتل المحتل.. ادفنه في الجحيم
كيف أصبح الجنرال انتونيو تاغوبا الذي حقق في فضائح سجن أبو غريب أحد المتورطين؟ علمت من تاغوبا أن الموجة الأولى من الأدلة تضمنت وصفاً للإذلال الجنسي لمعتقلات ومعتقلين عراقيين. وأنتم يا سياسي العراق ممن تتكلمون عن الديمقراطية والتحرير والمساواة والعدل والعراق الجديد- أين تقفون من كل هذا؟ هل تختفون وراء مخاوف جبنكم أم ستتكلمون بصوت عال وتدافعون عن حقوق الضعفاء ممن يُسحقون تحت أقدام الاحتلال؟ ..هناك فقط: المقاومة الوطنية..
وأنت يا من انزعجت من عنوان موقعي.. وغضبت من كلامي، مع أنك لم تغضب من الجرائم التي ارتُكبتْ باسمك.. ولم تغضب من موت مليون عراقي لأنه- كما قال جنرال أمريكي- أنهم عراقيون! كيف تُريدني أن استجيب؟ هل تريد أن استقبلك بالأحضان وأنت تُشارك في حرب الإرهاب ضد ناسٍ أبرياء؟ عندما فقدتم 3000 من مواطنيكم في الحادي عشر من سبتمبر، طلبتم دماء كل المسلمين.. كل العرب.. كل الناس من الديانات والألوان الأخرى غيركم..
وهكذا قدمتم دعمكم للحرب على وطني.. ابتهجتم عندما سقطت أولى قنبلة لتقتل رجال ونساء وأطفال بلادي.. كتبتم رسائل مدنسة عن أسلحتكم وآلاتكم الحربية.. أوجدتم العذر لكل انتهاك لأهلنا، قيمنا ومقدساتنا ومؤسساتنا.. أدرتم وجوهكم عندما قُتل أطفالنا في العراق في الطرق المغلقة ونقاط التفتيش.. كنتم تراقبون بنشوة مكتباتنا ومستشفياتنا ومؤسساتنا تُحرق وتُدمر من قبل عصابات فتحتم لها الباب بعد احتلالكم لوطني.
تُسمون مدننا «معاقل» للإرهابيين.. دون أن تأخذوا في اعتباركم أنها كانت مدناً آمنة تحتضن ملايين الناس الطيبين.. تغلقون أفكاركم ومشاعركم عند قراءتكم عن أربعة ملايين عراقي يستجدون العمل والطعام والملجأ في بلدان عربية وأجنبية. صادرتم حقوقنا في أية مناقشة حضارية.. صادرتم أي سلوك تخالفونه..
سوف تغادرون العراق برغبتكم أو بقوتنا.. وأنتم تجرّون أذيال الهزيمة والخيبة.. العدل سوف يُهزم المحتل.. ويحمي المضطهدين.
لكنكم لستم وحدكم المذنبين.. هناك أعداد من العراقيين عليهم أن يدفعوا لما اقترفوه من آثام وظلم وتزييف وأكاذيب بحق العراق وشعب العراق.
وأخيراً، هل تتذكرون.. عبير؟ لكم نسيانها.. ولكن كيف ينسى العراقيون.. عبير؟ لو ننسى .. عبير.. نكون كمن يقول للمحتل النازي: نفذوا المزيد من هذه المهمات القذرة!!
المخفي من سراديب أبو غريب يقترب من الانفجار
تحت هذا العنوان كتب برنت بودوسكي وسميركينغ تشيمب، أن الجنرال انطونيو تابوغا يمهّد حالياً لنشر سلسلة من التهم الخطيرة للرأي العام، وأنه أعلن، من بين أمور أخرى، المعلومات التالية في مقابلة مطولة مع سيمور هيرش:
1. جاءته الأوامر بعدم التحقيق مع سلسلة القيادات العليا. وهذا يعني محاولة حماية مسؤولين كبار من العاملين في إدارة بوش ممن تورطوا في المسؤولية الجرمية.
2. في بداية تحقيقاته، واجه التهديد بأنه سيُعاقب بإنهاء خدمته إذا ما تجرأ وحاول الكشف عن الحقيقة وبعد انتهائه من تحقيقاته عوقب فعلاً بإجباره على التقاعد المبكر.
3. شرح بتفصيل مقابلته مع رامسفيلد الذي كذب أمام الكونغرس وأن الأخير تحدث إليه بلهجة تهكمية، فظّة ومنافية لأخلاق المهنة، وذلك قبل وقت قصير من حديث رامسفيلد للرأي العام بأنه قدّم دعمه للتحقيق ويريد كشف الحقيقة.
4. يكشف ممارسات محددة للتعذيب غير معروفة للرأي العام، وأيضاً مشاهد تعذيب في سجن أبوغريب مسجلة في أشرطة فيديو لم يُكشف عنها النقاب، في حين توفر أدلة دامغة بأن الجرائم التي ارتكبتْ في أبو غريب كانت معروفة لدى كبار المسؤولين وقبل نشرها بوقت مبكر.
5. عبّر الجنرال عن قلقه الشديد بأن أشكال التعذيب ذاتها التي استخدمتْ في أبو غريب تُستخدم كذلك في غوانتانمو.
سوف يُستدعى الجنرال تاغوبا ليُقدم شهادته علناً، وستكون واحدة من أكثر الشهادات المدوية منذ ست سنوات حيث سيترتب عليها كشف الحنث باليمين وتقديم شهادة مزيفة للكونغرس والمحققين، من ضمن إلقاء الضوء على الجانب المظلم لسنوات حكم بوش.
يظهر في الأفق احتمال كبير من أن تحقيقات جرائم أبو غريب وكشف أسرارها ستقود باتجاه الأعلى نحو رامسفيلد وأعوانه من المحافظين الجدد وظلهم من عناصر المخابرات المركزية الأمريكية في وزارة الدفاع.
وهناك احتمال جوهري بأن يقود ذلك إلى كشف دور البرتو غونزاليز أثناء سنوات خدمته كمستشار في البيت الأبيض، وكذلك مدى تورط نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني- المدافع الأكثر شراسة عن ممارسات التعذيب.