جهاد أسعد محمد جهاد أسعد محمد

ميخائيل عوض: على الأمريكان والصهاينة والنظام الرسمي العربي أن يبلطوا البحر!

• أستاذ ميخائيل، كيف تقرأ ما يجري الآن في بيروت وفي لبنان عموماً؟

ما جرى هو ما كان ينتظره الناس منذ ثلاث سنوات على الأقل، والآن تم وضع القطار على سكته الحقيقية والفعلية، ونجحت المعارضة بإدارة صراع توفرت فيه البيئة المناسبة لحسمه مع الحكومة المنتدبة أمريكياً وإسرائيلياً بأقل القدر من الأضرار، وجرت على الأرض عملية جراحية منتقاة أدت إلى كشف الفريق الآخر وانهيار في أوضاعه. بسطت المعارضة والجيش اللبناني سلطتهما على بيروت والجبل ومختلف المناطق عملياً، وتبين أن الفريق الآخر ليس لديه قوى حقيقية في الشارع بما في ذلك تلك المليشيات التي أعدها على أساس شراء مرتزقة ودفع رواتب دون أن يكون لأفرادها قضية. ومن الواضح أن قاعدتهم المفترضة لم تقاتل لأنها ليست مؤمنة بمشروعهم وبخطهم. الأمور على الأرض تسير بصورة ممتازة، وليس هناك أية أخطاء، كما لم يجر اشتباك أو قتال من شأنه أن يلحق أضرار بالمواطنين سوى في المناطق التي كان زعران تيار المستقبل يرشقون الأهالي والمواطنين بالرصاص فيها، ويديرون عمليات تخريب.

• إذاً أنت تعتقد أن أسباب الحسم السريع هو كون تيار المستقبل ومن جندهم يعملون بطريقة الارتزاق، ولكن أليس لدى هذا التيار قاعدة شعبية؟

ظهر عملياً أن تيار المستقبل ليس لديه لا قاعدة ولا جمهور ولا قوة مقاتلة، برغم ما بذله من أموال طائلة، وبرغم استخدامه وسائل الإعلام لخلق حالة من التعبئة على مدى ثلاث سنوات، حيث كلفه ذلك مئات الملايين من الدولارات، والنتيجة العملية كشفتها الأرض بصورة مباشرة دون أي شك.

نحن الآن نتحدث عن وقائع ملموسة، لا عن احتمالات، والمناطق التي كان التيار يفترض أن له نفوذاً فيها، قام أهلوها بتطويق المقاتلين المرتزقة المغرر بهم وإلزامهم بتسليم سلاحهم للجيش اللبناني الذي أمّن عودتهم إلى منازلهم.. جهة لديها أكثرية شعبية أو قاعدة شعبية كان بإمكانها أن تقاتل أسابيع إن لم نقل لأشهر، ولكن «الموالاة» تتصرف بعكس إرادة جمهورها!

• أكد السيد حسن نصر الله أن ما قبل 8 أيار غير ما بعده، ما الذي ينتظر لبنان الآن بعد هذا الحسم، وماالذي تغير في قواعد اللعبة؟

إن لبنان موعود بمرحلة من الرخاء والاستقرار، موعود بأن تعاد صياغة دوره كقوة ريادية بإدارة الصراع على المنطقة، وأن تعاد صياغة الموقف اللبناني الرسمي بما يتوافق وينسجم مع حقيقة الموقف والمصلحة الشعبية اللبنانية، ولاسيما أن لبنان تحت إدارة الأكثرية، كان يتم توجيهه بغير الاتجاه الذي قرره الشعب اللبناني الذي سجل انتصارين تاريخيين على إسرائيل، فمن غير المنطقي أن يعاد إنتاج ظاهرة إسرائيلية في لبنان. الآن تجري عملية إعادة التطابق بين ما يسمى بالفوقي والتحتي، أي أن السلطة السياسية الموعودين بمجيئها قريباً، ستكون مطابقة لإرادة الشعب اللبناني بأكثريته، وذلك شرط واجب للاستقرار السياسي والأمني، ومن ثم الاقتصادي، وإعادة بناء البلاد وإدارة عجلتها، وإعادة دور الدولة، وإحداث تغييرات نوعية في بنية النظام تنسجم مع الحقائق والمتغيرات التي جرت على مدى السنوات العشر الأخيرة.

• والحلفاء الكبار للسلطة في لبنان، الأمريكان والصهاينة والنظام الرسمي العربي.. هل سيبقون مكتوفي الأيدي؟

على الطريقة اللبنانية، نقول لهم: كل ما تستطيعون فعله هو تبليط البحر! هم قادرون فقط على إثارة زوبعة إعلامية واستصدار قرارات من مجلس الأمن.. وحتى استصدار هذه القرارات لم يعد يفيد بشيء.

النظام الرسمي العربي الذي كان يدعم تيار (الماضي)، وليس المستقبل، هو الآن في حالة ضعف.. ما الذي يمكن أن يقدموا عليه أو يقوموا به غير إصدار بيانات وإعلان التضامن والرفض الخ..؟؟ هذه أمور لا تصرف على الأرض وخاصة على الأرض اللبنانية..

آخر تعديل على الأربعاء, 07 أيلول/سبتمبر 2016 01:01