لبنان: بين «أفخاخ السلطة» و«الحسم النهائي»
تتكاثر الأسئلة حول مسار الأوضاع في لبنان، والمنطقة انطلاقاً من التطورات المحتملة الجارية فيه بعد السابع من أيار، وسط تعقد خارطة القوى اللبنانية وتنازع المصالح فيما بينها وتحالفاتها الداخلية والخارجية، ودائماً وسط تحريض إعلامي متبادل وسعي قوى السلطة لحرف النزاع عن جوهره بين الوطني واللاوطني باتجاه الفتنة المذهبية في لبنان المبتلى أصلاً بنظام المحاصصة الطائفية التي قضت على التحرك العمالي المطلبي الاجتماعي الجامع للشريحة الأكبر من اللبنانيين على أساس طبقي ووطني وأضاعته في زواريب «مصلحة كل طائفة».
من نقاط العلام في لبنان خلال الأسبوع الماضي برز مايلي:
• تنظيف بيروت والجبل وغالبية مناطق الاحتكاك المسلح من ميليشيات فريق السلطة بحجم من الخسائر كان أقل من تقديرات قوى المعارضة وحزب الله ذاتهم، ما يشير إلى هشاشة هذه الميليشيات التي عمد بعض عناصرها من باب التعويض عن مركبات النقص والتفريغ عن الشحن إلى ارتكاب الجرائم وعمليات الإعدام والمجازر البشعة كما جرى في «حلبا».
• استمرار محاولات توريط الجيش وإحداث الانقسام فيه بسبب دوره الوطني الجامع أولاً ودعمه المنطقي والطبيعي للمقاومة ثانياً، ويأخذ ذلك أشكالاً مختلفة سواء بتوجيه الانتقادات إليه أو عبر تقديم الوعود بالمساعدات العسكرية الأمريكية له، وهي مساعدات ستكون مشروطة بتغيير عقيدته.
• إظهار تقاسم أدوار وظيفي بين رموز قوى السلطة بين محرض مباشر على الفتنة حفاظاً على وجوده (سعد الحريري)، و«متراجع» عن مواقفه وقراراته (جنبلاط وحكومة السنيورة) تحت يافطة «وأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي» ومحاولة تفتيت معسكر المعارضة (كتحييد عون أو تحويل أرسلان، بعد فخ «تفويضه»، من خصم سياسي إلى وسيط بين المعارضة و«الأستاذ» جنبلاط) ولكن مع ترك بقايا الميليشيات تتحرك بـ«المفرّق» وليس بـ«الجملة» من أجل مشاغلة المعارضة وقياداتها السياسية على طول الخط (وهي التي أعلنت سحب مسلحيها)، تلويحاً دائماً بحرب أهلية جديدة أو بانتظار التدخل الأمريكي أو الإسرائيلي العسكري المباشر، الممهد لحرب إقليمية تشمل سورية وإيران، والذي كان أحد نُذره وصول حاملة الطائرات ترومان للمتوسط بعد عودة المدمرة كول وإرسال حوامات الإمداد العسكري الأمريكي والإسرائيلي لسمير جعجع في عوكر، بالتوازي مع تسريب المعلومات كاملة للإسرائيليين حول شبكة اتصال المقاومة بعد طرحها في «سوق رفع مستوى تدويل الوضع في لبنان».
• وبينما يسجل عموماً فشل رجال الدين الموالين للسلطة من تجييش الناس ضد المقاومة وقوى المعارضة، برز السؤال الأكبر حول عدم لجوء المعارضة للحسم النهائي المتمثل في احتلال السراي الحكومي ومهاجمة مقار أو منازل قيادات قوى السلطة واعتقالهم وربما تحويلهم للمحاكم على سجلهم غير المشرف، بمعنى إجراء «انقلاب حقيقي» يطيح بهذه السلطة دون أن يمس «طوائفها» وقواعدها الجماهيرية. ولكن يبدو أن المعارضة بقوتها الضاربة الأساسية، حزب الله، تمشي على مبدأ الخطوة بخطوة وعيون الشرفاء من العرب تتجه إليها أن لا تقع في أية أفخاخ.
وكانت قاسيون أجرت الحوارين التاليين بتاريخ 9/5/2005 ونعيد نشر أجزاءهما الرئيسية بعد نشرهما كاملاً على الموقع...
ميخائيل عوض:على الأمريكان والصهاينة والنظام الرسمي العربي أن يبلطوا البحر!
خضر عوراكة:«إنهم مجرد قوى كرتونية!»