...ويتوالى السقوط كأوراق الخريف
قبل أسابيع معدودة من «اجتماع الخريف» المقرر أمريكياً من أجل «السلام» جاءت الأنباء من تل أبيب وواشنطن لتتحدث عن سقوط المزيد من وجوه هذين المعسكرين العدوانيين مع استمرار مسلسل فضائحهما.
في تل أبيب أعلن قائد اللواء المدرع أربعمائة وواحد، العقيد (موتي كيدور) استقالته وهو الذي شارك في معارك وادي الحجير الذي شهد مجزرة دبابات الميركافا إبان عدوان تموز الأخير على لبنان، وهو الذي لم تجر ترقيته بعد ذلك التاريخ وتم تكليفه كغيره بمهام ثانوية بسبب سوء أدائهم في تلك الحرب.
وفي السياق ذاته، تعرض رئيس الأركان في جيش الاحتلال غابي اشكنازي، لانتقادات من داخل الجيش لنيته تعيين العميد ايال ايزنبرغ، الذي قاد فرقة احتياط في الحرب، قائدا لما يسمى بفرقة غزة، وجاءت الانتقادات على خلفية الأداء السلبي لهذا الضابط أيضاً في الحرب.
وشملت الاستقالات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ انتهاء عدوان تموز وحتى الآن، رئيس الأركان دان حالوتس، وقائد المنطقة الشمالية اودي آدم، وقائد الفرقة واحد وتسعين غال هيرش، وقائد فرقة الاحتياط المدرعة العميد ايريز تسوكرمان.
أما في واشنطن فقد تلقى الرئيس بوش صفعة جديدة عندما قبِل على مضض استقالة احد أقوى المقربين منه (البرتو غونزاليس) من منصب وزير العدل على أن تدخل حيز التنفيذ في أواسط أيلول، وذلك بعد أشهر من دعوة الديمقراطيين وبعض الجمهوريين إلى استقالته، على خلفية دوره في معاملة معتقلي ما يسمى بـ«الحرب على الإرهاب» في أبو غريب وغوانتانامو، والتنصت على الأمريكيين، والكذب على الكونغرس في إقالة ثمانية مدعين اتحاديين في العام الماضي.
وتلي استقالةُ غونزاليس استقالةَ كارل روف كبير المستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض خلال الشهر الجاري، وبعد استقالة كل من دونالد رامسفيلد وبول وولفوفيتز من منصب رئيس البنك الدولي بعد خروجه من البنتاغون.
في هذه الأثناء كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته الثلاثاء الماضي استناداً لمقابلات مع مسؤولين أمريكيين لم يكشفوا هوياتهم عن أكبر شبكة تزوير أمريكية في عقود العراق، شملت أنشطتها عمليات بيع وتزوير وعمولات وتسليم أسلحة وإمدادات بمليارات الدولارات للقوات الأميركية والعراقية.
وأشارت تلك المصادر إلى أن إحدى القضايا طالت ضابطا رفيع المستوى عمل عن قرب مع قائد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق ديفيد بتراوس في إعداد العمليات اللوجستية لتوفير الإمدادات للقوات العراقية، عندما كان الأخير مسؤولاً عن تدريب وتجهيز تلك القوات عامي 2004 و2005.
وقالت الصحيفة أنه في 23 آب كان هناك أكثر من 37 قضية تتعلق بالتزوير بالعراق وأفغانستان والكويت، وفقا لما ذكره المتحدث الرسمي باسم الجيش دان باغيو الذي أشار إلى أن هناك قضية واجه فيها ضابط في الجيش وزوجته وشقيقته تهما بتلقي 9.6 ملايين دولار رشى مقابل الحصول على عقود من وزارة الدفاع تتعلق بالعراق والكويت.