«ترانسفير» الفلسطينيِّـين تحت الوعود البرَّاقة
أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام في الكيان الإسرائيلي أن 75 % من المستوطنين يؤيدون ترحيل (ترانسفير) العرب الفلسطينيين في الداخل من أرضهم في إطار «الحل الدائم» مع السلطة الفلسطينية.
وذكر موقع عرب 48 أن الاستطلاع الذي أجراه معهد «بانلس» للأبحاث لصالح «تلفزيون الكنيست» بيّن أن 25 % من المستطلعين قالوا إنه في إطار تسوية لإقامة دولة فلسطينية هناك «شرعية للمطالبة بترحيل العرب».
وقال 29 % إنهم يؤيدون ترحيل كل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، وقال 28 % إنهم يؤيدون الترحيل «على أساس الولاء للدولة العبرية أو عدمه»، أي ترحيل غير الموالين لتلك الدولة.
وقال 19 % إنهم يؤيدون ترحيل المواطنين العرب الفلسطينيين الذين يسكنون في مناطق مجاورة لمناطق السلطة الفلسطينية مثل وادي عارة والمثلث.
واللافت أن نشر هذا الاستطلاع الذي شمل 666 مستوطناً يمثلون كافة قطاعات وشرائح المجتمع الإسرائيلي جاء غداة تسريبات صحفية أكدت، حسب موقع دنيا الوطن الفلسطيني، أن وزير الحرب الإسرائيلي، ايهود باراك، أبلغ رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في اللقاء الذي جمعهما مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن إسرائيل وافقت على إقامة مدينة فلسطينية جديدة بالقرب من رام الله، وأن الأول سلم الثاني بهذا الخصوص مذكرة مكونة من 35 صفحة مكتوبة باللغة الإنجليزية تتضمن «بوادر حسن نية» إسرائيلية للسلطة الفلسطينية.
وحسب هذه المذكرة فإن المدينة الجديدة ستقام في المنطقة الفاصلة بين رام الله والقدس، وبتمويل من «رجل أعمال أردني»(!!). وجاء في المذكرة أن إقامة المدينة الجديدة تأتي من أجل حل مشاكل السكن في منطقة رام الله، وأنها ستستوعب عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وذكرت مصادر مطلعة أن باراك ابلغ كلاً من فياض ورايس أنه اصدر تعليماته للإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية لمنح المشروع التسهيلات اللازمة(!!)
كما وافق باراك على تسليم السلطة الفلسطينية، مدرعات روسية الصنع، لكنه رفض التخفيف من الحواجز الإسرائيلية، متذرعا بأمن إسرائيل.
من جانبها، قالت حركة حماس إن لقاء «رايس ـ فياض ـ باراك» هو لقاء أمني يهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني «الأميركي ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني» لضرب قوى المقاومة في الضفة الغربية» ومن أجل «التحضير لجولة جديدة من الحرب على غزة».
واعتبرت حماس أن إعلان الخارجية الأميركية بأن هناك وعوداً إسرائيلية لإزالة 50 حاجزاً، «مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فالحديث يجري عن رفع حاجز واحد فقط على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، أما الحواجز الأخرى التي يتحدثون عنها فهي مجرد سواتر رملية حول بعض القرى والمدن الفلسطينية ليس أكثر».
ويذكر أن أول من اقترح إقامة مدينة فلسطينية جديدة في منطقة رام الله هو توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية قبل خمسة أشهر، حيث أثارت فكرته ردود فعل غاضبة في الساحة الفلسطينية لأن المدينة حسب فكرة بلير معدة لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأمر الذي جعل الكثير من الأوساط الفلسطينية تنظر إليها على أنها إحدى وسائل تصفية قضية اللاجئين.