شافيز: «هذه الهزيمة للوقت الراهن فقط!»
بشجاعة وعزيمة أقر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بخسارة مشروعه في الاستفتاء على برنامجه الإصلاحي الذي شهدتهه بلاده أوائل الشهر الجاري مؤكدا أن «هذه الهزيمة للوقت الراهن فقط»، مكرراً عبارة شهيرة له قالها عندما كان ضابطا بقوات المظليين وأقر حينها بفشل محاولة الانقلاب التي قام بها عام 1992.
وقال شافيز إن تصويت 49% لصالح المشروع الاشتراكي يمثل خطوة سياسية هائلة، وألقى اللوم في خسارة الاستفتاء على ضعف المشاركة وسط أنصاره.
وشدد الزعيم الفنزويلي في الوقت نفسه على أنه سيواصل المعركة من أجل بناء الاشتراكية، مشيرا إلى أن الاقتراحات الإصلاحية ما زالت حية.
وأكد أنه ليس حزينا لنتيجة الاستفتاء، وهنأ خصومه ودعاهم إلى العمل بعيدا عن الضغوط الخارجية وكل ما من شأنه أن يعكر الأجواء في البلاد.
وتمنى شافيز أن يتراجع التوتر في البلاد، مشددا على أن «على الفنزويليين والفنزويليات الآن الثقة في المؤسسات».
وقبل ذلك أعلن المجلس الوطني الانتخابي أن الاستفتاء رفض بغالبية طفيفة تزيد على النصف بعد أن حصل شافيز على 49.29% من الأصوات مقابل 50.7% للمعارضين.
وكان مشروع تعديل الدستور يهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس عبر منحه الحق في الترشح إلى ما لا نهاية إلى الانتخابات الرئاسية، وفرض الرقابة على الصحافة خلال الأزمات وتفويضه في السيطرة على احتياطي النقد والبنك المركزي الوطني، وإعادة توزيع جغرافي للأقاليم، بجانب تعديلات أخرى تتعلق بالملكيات العامة والخاصة..
ومن دون تعديل الدستور ينبغي على شافيز نظريا أن يغادر منصبه بعد خمس سنوات، ورغم أنه ما زال محتفظا بقوته وشعبيته فإن هذه هي أول هزيمة للرئيس منذ أن تولى منصبه قبل تسع سنوات. ويرى بعض المهتمين إن شافيز الذي يتحسس حجم الضغوط الخارجية الأمريكية المتواطئة مع خصومه في الداخل على مشروعه التحرري البوليفاري في فنزويلا والقارة اللاتينية عموماً، ربما تسرع في اتخاذ إجراءات، بعضها إشكالي، لحماية مشروع إصلاحاته دون مراعاة الحجم الكافي لتأييدها واتساع القاعدة الجماهيرية حولها بمعنى نضوج ظرفها التغييري.
وبطبيعة الحال فقد رحبت الولايات المتحدة بنتائج الاستفتاء في فنزويلا وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين في واشنطن إنه يبدو أن الفنزويليين عبروا عما كان يجول في أذهانهم وصوتوا ضد الإصلاحات الاشتراكية.