عندما نرفع أسعار النفط الخام، نرفع الحصار عن غزة!
ليس الكيان الصهيوني دولة ذات ديمومة، بل هو مشروع استعماري استثماري شيده الغرب الاستعماري.
لـ«مشروع إسرائيل» أكلاف ومنافع شتى بالنسبة للغرب الاستعماري، إنه ثكنة عسكرية أُلحق بها سكان مدنيون، كما كان الأمر إبان حروب الفرنجة قبل عشرة قرون من الزمن، والتي استمرت زهاء قرنين من الزمان، ثم دحر الفرنجة وتم طردهم من الوطن العربي، لكنهم عادوا مجدداً في القرنين التاسع عشر والعشرين ليستعمروا معظم الأقطار العربية..
شيد الغرب الاستعماري «مشروع إسرائيل» منذ عدة عقود وأعلنه دولة عام 1948. مهمة «المشروع» مساعدة الغرب الاستعماري في نهب ثروات وموارد الوطن العربي بشتى الطرق المتاحة: من غزو واحتلال مؤقت وجزئي، أو بالتهديد بالغزو، أو عبر آليات الاستعمار الحديث كفرض بيع القطاع العام بعد تخسيره وفرض الخصخصة وإقامة البورصات بقصد التمكن من الاستيلاء على الأصول الثابتة للمصانع والشركات والمؤسسات، وإلغاء الجمارك وتخفيض التصاعد الضريبي بقصد تجفيف موارد الخزينة العامة. وإفلاس المصانع والشركات والمؤسسات العامة والخاصة برفع الحماية الجمركية بكل أشكالها، في وقت لم يشتد ساعدها بعد لكي تقوى على المنافسة، ناهيك عن إضعاف دور الدولة التدخلي وإضعافها بشكل عام، وإلغاء الدعم للإنتاج في الزراعة والصناعة وللاستهلاك بقصد تدمير البنى الاقتصادية والاجتماعية وتجويع الشعب ومفاقمة الصراعات الداخلية.
تضعف قدرة الجائع (العربي) على الإنتاج وعلى الذود عن حياض الوطن. في الوقت الذي يحافظ فيه الغرب على نظام كثيف للدعم بأشكال شتى.
لم تتوقف المقاومة في فلسطين على الرغم من المجازر الكثيرة التي اقترفها الكيان الصهيوني، واستعرت الانتفاضة بقوة وضراوة، وواجه أطفال الحجارة الدبابات ودفع الشعب الفلسطيني تضحيات جسام ولا يزال، وأوقعت الانتفاضة خسائر جسيمة بالعدو الصهيوني أجبرته على الجلاء عن غزة، كما مني بالهزيمة في لبنان في حرب تموز 2006، والمقاومة الباسلة في العراق مرغت أنف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الوحل. قدم الشعب العربي ولا يزال التضحيات الجسام. إن القرن الواحد والعشرين هو القرن العربي حيث يندحر الاستعمار على شتى الجبهات وتنتصر المقاومة العربية والإسلامية، وتنهض الأمة العربية ومعها العالم الإسلامي.
يمتلك العرب أسلحة اقتصادية كثيرة، أحدها النفط وهو أمضاها، لكن يفرض الغرب الاستعماري علينا وعلى باقي الدول النامية بيع منتجاتها بأبخس الأثمان. النفط وهو عصب الصناعة والنقل وآلة الحرب، يفرض بيعه بأقل من سعر المياه الغازية! فيما يصل سعر برميل «كوكاكولا» إلى أكثر من 150 دولار. تم فرض بيع النفط لعدة عقود خلت بأقل من عشرة دولارات للبرميل، والمفروض أن يباع بـ1000 يورو!
لا بديل اقتصادي للنفط حتى الآن، وهو سلعة نادرة ناضبة، وعندما نخفّض إنتاجه سيرتفع سعره على الفور! إنه سلاح ماض لرفع الحصار عن غزة، ولتخفيض النهب الاستعماري شيئا فشيئاً.. على الحكومات أن تفعل ذلك، ويستطيع الشعب العربي والشعوب الإسلامية وغيرها أن تجبر الحكومات على خفض الإنتاج، وللجميع مصلحة في ذلك.
يريد «مشروع إسرائيل» بحصاره البربري لغزة وترويع سكانها بالمداهمات والحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر، أن يجبر المقاومة على الاستسلام. التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في غزة، هي دفاع عن الأمة العربية كلها وعن العالم الإسلامي برمته. ورفع الحصار عن غزة برفع أسعار النفط، أي بالقوة، يصب في مصلحتنا، لنخفض إنتاج النفط على الفور، وسيرضخ العدو الغاشم. لا حل إلا بالمواجهة ودعم المقاومة..