«غاز روسي لإسرائيل»
تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «البيان» الإماراتية بتاريخ 2/5/2009 مادة بقلم جانا بوريسوفنا أكدت فيها الكاتبة الروسية
أنه «بعد ثلاث سنوات من المباحثات والمد والجزر بين إلحاح إسرائيلي ورفض روسي تدخلت تركيا مؤخراً لإقناع روسيا بتصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل، وكانت شركة غاز بروم الروسية ترفض منذ البداية هذا الأمر لأسباب فنية وتجارية بحتة، حيث يستلزم الأمر مد خط أنابيب مخصص من تركيا لإسرائيل، وهناك خط أنابيب يأتي من روسيا عبر قاع البحر الأسود لتركيا، ويسمى خط «التيار الأزرق» وهو خط قديم منذ بداية التسعينات، وطاقة هذا الخط محدودة لتغطية السوق التركية فقط، وعندما اقترحت إسرائيل على الشركة الروسية مد فرع من خط التيار الأزرق إلى إسرائيل رأت الشركة الروسية أن هذا الأمر غير مجد ومكلف للغاية، خاصة وأن الأنبوب الذي سيصل لإسرائيل سوف ينتهي عندها ولن يمتد منها إلى أي مكان في العالم نظراً للظروف السياسية والأمنية بين إسرائيل وجيرانها من العرب، ولهذا فإن عائد الغاز الذي ستستلمه إسرائيل لن يغطي تكلفة هذا الخط الجديد إلا بعد سنوات طويلة»، في إشارة إلى السلام المفترض.
وقالت الكاتبة إنه «في الثالث من نيسان الماضي أعلن رئيس شركة غاز بروم الروسية أليكسي ميللر أثناء زيارته لتركيا أن الشركة وافقت على مد خط التيار الأزرق من تركيا إلى إسرائيل، وذلك بعد تدخل أنقرة بالوساطة في المسألة وطرحها مستجدات جعلت الجانب الروسي يوافق على المشروع».
وأوضحت أنه «ومن أهم هذه المستجدات أن تركيا وافقت من جانبها على تجميد مشاركتها في مشروع خط أنابيب الغاز المسمى «نابوكو» والذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية لنقل غاز بحر قزوين إلى أوروبا عبر خطوط لا تمر في الأراضي الروسية، وذلك بهدف كسر احتكار روسيا لتصدير الغاز للأسواق الأوروبية التي بشغل فيها الغاز الروسي نسبة تفوق 60% من واردات أوروبا من الغاز، وهو الأمر الذي يزعج واشنطن كثيراً لأنه يفتح المجال أمام روسيا لفرض نفوذها في أوروبا، وهذا الخط «نابوكو» منفذه الوحيد لأوروبا هو تركيا».
ورأت بوريسوفنا أن «الاتفاق على توصيل الغاز الروسي لإسرائيل يعتبر إنجازاً كبيراً للحكومة الجديدة في تل أبيب، خاصة وأن حاجة إسرائيل من الطاقة تتزايد باستمرار، ومواردها من الغاز تأتيها من جارتها مصر بكميات قليلة، وأيضا تعاني إسرائيل من رفع الجانب المصري لأسعار الغاز بحجة تعرض النظام في مصر لضغوط شعبية من المعارضة المصرية التي ترفض تصدير الغاز لإسرائيل، ولهذا تعتبر إسرائيل الغاز الروسي أكثر ضماناً واستقراراً بالنسبة لها».
ومن ضمن ما يعنيه كل ذلك ضمن لعبة المصالح الدولية والإقليمية ليس فقط تسليط الضوء على جوانب يسعى البعض للتغاضي عنها بخصوص الأدوار التي تلعبها أنقرة في المنطقة والعالم وتحالفاتها الثابتة، وإنما أيضاً أن مبارك بإصراره على صفقة الغاز قد يخرج «بخفي حنين».