ليبرمان... «بيضة قبان» حكومة الإجرام المقبلة..
أظهر فرز 99% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية داخل الكيان الصهيوني فوز حزب كاديما (تسيبي ليفني) بـ28 مقعداً مقابل 27 لليكود (بنيامين نتنياهو)، في حين ظهر حزب «إسرائيل بيتنا» العنصري المتطرف (افيغدور ليبرمان) كثالث أقوى حزب مع حصده 15 مقعداً بينما مني حزب العمل بزعامة وزير الحرب إيهود باراك بهزيمة نكراء متراجعاً إلى المركز الرابع لأول مرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي وحصل على 13 مقعدا فقط. كما فاز حزب شاس بأحد عشر مقعداً بينما حازت قائمة الأحزاب العربية بأحد عشر مقعدا، وحركة «ميرتس» بثلاثة مقاعد، و«الاتحاد القومي اليهودي» بسبعة مقاعد.
وفيما يعود الأمر لرئيس الكيان شيمون بيريز باتخاذ قرار بخصوص تكليف إما ليفني أو نتنياهو بتشكيل حكومة ائتلافية شريطة الاستماع لتوصيات بقية الأحزاب السياسية، تشهد الأيام والأسابيع المقبلة تسابقاً محموماً بين ليفني ونتنياهو للاتصال بهذه الأحزاب لخطب ودها وتشكيل حكومة ائتلافية يقودها أحد الطرفين، حيث يظهر ليبرمان بما يمثله من إمعان في التطرف والإرهاب والعنصرية بحق العرب والفلسطينيين «بيضة القبان» في ذلك.
رئيس الليكود الذي حل ثانياً بفارق مقعد يؤكد أنه سيقود الحكومة في ظل تقديراته لمن سيحالفه من الأحزاب بمقابل استناد رئيسة كاديما، تسيبي ليفني، على فوزها وإن كان الفارق مقعداً واحداً لتقول إنها هي من سيقود الحكومة، التي يواجه تشكيلها مخاضاً عسيراً حيث تشير الإحصاءات إلى أن حزب كاديما والأحزاب «اليسارية» تجمع 56 مقعداً فقط من مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعداً في حين تجمع الكتلة اليمينية 64 مقعداً، وهو عدد كاف للحكم، ولذلك سيكون على ليفني التحالف مع حزب «اسرائيل بيتنا» الذي سيكون قادراً على إسقاط أي ائتلاف هش.
وقد اجتمع نتنياهو مع ليبرمان في مبنى «الكنيست» لبحث التعاون في تشكيل ائتلاف مستقبلي. واجتمع نتنياهو قبل ذلك ورئيس حزب «شاس» إيلي يشاي، للمرة الأولى بعد الانتخابات حيث اتفق الاثنان على وجوب تشكيل حكومة «يمين» بقيادة نتانياهو، تكون «مستقرة ووطنية وواسعة قدر الإمكان».
بالمقابل صرحت مصادر في «كاديما» بأن «شاس»، لا ينفي إمكانية مشاركته في حكومة برئاسة ليفني، موضحة أن يشاي لم يستبعد مشاركته في حكومة برئاستها، علماً بأنها قالت بعد اجتماعها بليبرمان إن «هناك فرصة لدفع بمواضيع مهمة لليبرمان أيضاً، حيث اتفق الطرفان «على مواصلة المفاوضات»، في حين طالب المسؤول في حزب كاديما حاييم رامون بتشكيل «حكومة وحدة» برئاسة ليفني، يشارك فيها الأحزاب الكبرى الثلاثة، أي بمن فيها الليكود.
وبينما تبدو سيناريوهات الخارطة السياسية داخل الكيان الصهيوني مفتوحة على جميع الاحتمالات، ضمن المهل الممنوحة لتشكيل الحكومة (حيث يمنح بيريز أحد الفائزين 28 يوماً تمدد إلى 14 يوماً آخر قبل أن يعهد المهمة إلى الآخر في حال فشل الأول)، فمن الواضح أن انتهازية ليبرمان ستحسم القضية وهو الذي أبقى الباب مفتوحاً لجميع هذه الاحتمالات، قائلاً إنه «ليس في جيب أحد» ولكنه «ميال قلبياً» إلى تشكيل حكومة «قومية» مع الليكود «بحكم التقارب الأيديولوجي والسياسي»، مستدركاً في الوقت ذاته أنه مستعد للعمل مع حزب كاديما.
وفي قراءات المشهد السياسي الإسرائيلي عشية الانتخابات أكد المفكر العربي د. عزمي بشارة أن «ظاهرة ليبرمان» هي ظاهرة فاشية تلعب على غرائز التطرف والعنصرية بعد العدوان على غزة.
وتوقع بشارة حسب موقع «عرب 48»، أن تشكل حكومة يمين برئاسة الليكود، مذكراً بأن كافة حروب إسرائيل خاضها حزب العمل والوسط، باستثناء حرب لبنان الأولى عام 1982. وأشار إلى أن اليمين سيكون لديه هامش للمناورة أقل من اليسار- وسط ، وخاصة على مستوى العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن من شأن ضم حزب العمل للحكومة أن يزيد من هذا الهامش.
من جانبه وصف المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أهرون برنياع، ثلاثية ليفني نتياهو ليبرمان بأنها «مثلث برمودا». ويقول إن ليبرمان وصل إلى الساحة السياسية بوصاية نتنياهو، بينما وصلت ليفني إلى الساحة السياسية بوصاية ليبرمان حينما كان مديراً لمكتب نتنياهو. ويقول إن هذا المثلث هو الذي سيحدد «صورة إسرائيل» بعد يوم الانتخابات.
وأشار برنياع إلى أنه في حال تقارب نتائج الحزبين الرئيسيين تصبح حكومة وحدة مع تناوب الحكم خياراً وارداً، متوقعاً أن يكون مصير الحزبين بيد ليبرمان، الذي بدأ حياته السياسية في حركة «كاخ» برئاسة مئير كاهانا (حركة إرهابية حسب القانون الإسرائيلي).
ومهما كان شكل التركيبة القادمة فإن الثابت هو أن مثلث برمودا أو كل أشكال الهندسة الصهيونية تقوم على منهج واحد يبدأ من الاحتلال ولاينتهي بالتوسع والإجرام والإرهاب..!