«سباق التسلح» لم ينته..

على الرغم من الأزمة الاقتصادية الرأسمالية التي تعصف بالولايات المتحدة،  في محاولة لتفادي وصولها إلى قلب المجمع الصناعي-العسكري، كثّف صقور اليمين والمحافظون الجدد ومنتجو السلاح ضغوطهم على الكونغرس الأمريكي لزيادة الإنفاق العسكري، ومنح النفقات العسكرية حصة من خطة إنقاذ الاقتصاد الأمريكي التي يقارب حجمها تريليون دولار، التي يسعى الرئيس باراك أوباما للحصول على موافقة الكونغرس عليها في منتصف شباط، معتبرين أن زيادة الإنفاق العسكري سيساهم في خلق فرص عمل جديدة، ما يساعد على مواجهة أزمة البطالة المتصاعدة.

مقابل هذا الاستغباء للعالم، واستعداداً لاحتمالات المواجهات العسكرية التي قد تلجأ لها واشنطن تصديراً للأزمة وتعمية عنها كالعادة، وفي ضوء مجمل التطورات الإقليمية والدولية أعلنت إيران أنها تمكنت- محلياً مئة بالمئة- من صنع صاروخ بعيد المدى بإمکانه إصابة العديد من الأهداف بشکل متزامن، مكررة القول إن قدرة إيران العسکرية هي قدرة دفاعية ورادعة.

بموازاة ذلك، ذكرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن كوريا الديمقراطية تعتزم إجراء تجربة على صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رؤوس نووية، من طراز (تايبودونغ2) يصل مداه إلى 6700 كيلومتر، أي إلى قلب الأراضي الأمريكية، حيث ابتعدت سفن الصيد الصينية عن المياه الواقعة قرب منطقة متنازع عليها بين الكوريتين في إشارة إلى أن التجربة وشيكة الإطلاق.

وفي هذه الأثناء تقوم موسكو بإدخال تغييرات على القوات الجوية الروسية، حيث سيتم، حسب المصادر الروسية، إصلاح قيادات سلاح الجو لتكون على أهبة الاستعداد للقتال في وقت السلم. وقال قائد القوات الجوية الروسية إن الهدف من الإصلاح هو إنشاء سلاح جديد يشكل عصب الدفاع الجوي ـ الفضائي. وتتأهب القوات الجوية الروسية لصد هجمات تجريها التقنيات القتالية الجوية والفضائية الأسرع من الصوت، «في الوقت الذي يتم فيه إنشاء نظام جيوسياسي وجيوستراتيجي عالمي جديد، وإنشاء نظام أمني عالمي وإقليمي جديد». وسيستمر العمل على تصنيع طائرة جديدة تنتمي إلى الجيل الخامس من الطائرات القتالية، في حين يجري تزويد القوات المسلحة الروسية بأسلحة عالية الدقة مثل صواريخ «اسكندر» المحدثة.