من الداخل الأمريكي.. وبلا تعليق..خصخصة حرب العراق وتمويل فساد أفغانستان
رداً على بيان الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بمستقبل الأوضاع في العراق والذي تلاه من مكتبه البيضاوي في 31 آب 2010، أصدر عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية أوهايو دينيس كوسينتش بياناً قال في مقدمته «إني أشاطر الرئيس احتفاله على نحو محق بأن عدداً أقل من القوات الأمريكية بقي على طريق التعرض للأذى»
وتابع: «لكننا بحاجة لأن ننأى بأنفسنا عن الخيال ونقر بأن هذا الإعلان يقلل من حجم التزامنا بالأموال والموارد تجاه العراق، على اعتبار أننا سنبقي على خمسين ألفاً من القوات «غير المقاتلة» من دون أن يتضمن هذا الرقم ما هو وارد في خطة وزارة الخارجية لجهة مضاعفة عديد المرتزقة على امتداد السنة المقبلة، والذين يبقى ولاؤهم الأحد لمن يدفع لهم أكثر في نهاية المطاف، ولجهة تحصين «مواقع الانتشار الدائم» العديدة في طول العراق وعرضها. وسوف يتضمن هذا التحصين، الطلب الذي تقدمت به وزارة الخارجية مؤخراً للحصول على حوامات «بلاك هوك» وعربات مضادة للدروع ومحمية من الكمائن MRAP وأنظمة استطلاع متطورة. غير أن هذا الاعتماد الجوهري على المرتزقة والمأجورين يرقى لمصاف خصخصة الحرب(!!).
(بمعنى أخر) «أننا سنواصل إنفاق المليارات في العراق مقابل إظهار لاشيء بالمطلق في المقابل. قبل أسبوعين ذهب أحد أبرز الأساقفة في العراق، المعاون البطريركي للكنيسة الكلدانية في بغداد، شليمون وردوني، إلى حد القول إن القوات الأمريكية المقاتلة تترك البلد على حال أسوأ مما كانت عليه عندما دخلته. وبالفعل فقد شهد الأسبوع الماضي حدوث سلسلة من الهجمات المنسقة في 13 مدينة عراقية تسببت بمقتل وإصابة العشرات».
وأردف كوسينيتش: «ينبغي علينا أن نقر أن مجرد وجودنا في العراق يقوض أي أمل تجاه قيام عراق آمن ومستقر. وينبغي علينا أن نزيل كل القوات الأمريكية العسكرية وغيرها وأن نلتزم بالعمل الدبلوماسي للتوصل إلى حكومة قابلة للعيش».
«غير أن ما يشجعني هو أن الرئيس يعترف بأن اقتصادنا لايزال يبدد ما يعادل 15 مليون دولار بينما الأمريكيون في أمس الحاجة إليها بحثاً عن عمل. إنني والمقيمون في دائرتي الانتخابية متلهفون لأن تصلنا الأخبار عما لدى الرئيس من خطط لإعادة تدوير عجلة قطاعنا الصناعي وخلق فرص عمل للأمريكيين».
وفي الخامس والعشرين من آب الماضي وعطفاً على ما ورد في صحيفة «نيويورك تايمز» من أن أحد كبار مساعدي الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، والخاضع لتحقيقات عدة بالفساد، كان على جداول تلقي الأموال من وكالة الاستخبارات الأمريكية طيلة سنوات، أكد كوسينيتش: «نحن ندفع لكل الأطراف لكي تتقاتل فيما بينها وتخون بعضها بعضاً، لنصنع من ذلك كرنفالاً للفساد يقف فيه الجاسوس ضد ثان ضد ثالث. وإن هذا لدليل آخر على ضرورة أن تسحب الولايات المتحدة كل قواتها وموجوداتها من أفغانستان لأن المأساة تتحول سريعاً إلى مسرحية هزلية. هم يسمونها عملاً استخبارياً ولكنها في الواقع طريقة مبتكرة لسرقة عشرات المليارات من الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين»..