فرانز تشافيز فرانز تشافيز

المؤتمر العالمي للشعوب الأصلية حركة «عابرة القارات» ضد «مفترسي الأرض»

حث رئيس بوليفيا ايفو موراليس شعوب الأرض الأصلية في مؤتمرها العالمي في مدينة كوتشابامبا البوليفية، على شن حملة عابرة للقارات ضد الرأسمالية بوصفها «أكبر عدو مدّمر للأرض»، ومن أجل الدفاع عن «حقوق الأرض الأم».

وشارك في مؤتمر السكان للشعوب الأصلية أكثر 10.000 مندوباً من 240 منظمة غير حكومية وحركات شعبية وشخصيات بارزة، إلى جانب وفود السكان الأصليين من مختلف أنحاء العالم. ونُظّم المؤتمر، الذي انعقد في20 إلى 22 الجاري، كبديل لقمة التغيير المناخي في كوبنهاغن في ديسمبر الماضي.

وأجمع المشاركون على حتمية الدفاع عن «الأرض الأم» وإدانة أزمة الرأسمالية و«منطقها المفترس والعنصري» الذي يتبلور على صورة «زيادة الوجود والقواعد العسكرية في مختلف أرجاء العالم، والغزو، والاحتلال».

وأشاروا للحروب واحتلال الأسواق والأراضي والعسكرة للتحكم بمصادر الطاقة والمياه والتنوع الحيوي، باعتبارها الوسائل التي تعتمد عليها الرأسمالية لحل أزمتها الذاتية.

وتصدرت جدول أعمال المؤتمر سلسلة من القضايا منها تنظيم «استفتاء عالمي» بين الشعوب بشأن قضايا الاحتباس الحراري، وصياغة خطة عمل لتأسيس «محكمة عدل مناخية» واعتماد التزامات جديدة للتفاوض عليها في إطار الأمم المتحدة.

كما تناول المشاركون ضمن قائمة الأولويات مسألة الديون المناخية الواقعة على الدول الصناعية والمستحقة لشعوب البلدان النامية، ومهاجري التغيير المناخي ولاجئيه، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس، ونقل التكنولوجيات، والتمويل، والغابات، والرؤية المشتركة لشعوب الأرض الأصلية في مختلف أنحاء العالم.

وصرحت خبيرة البيئة كارمن كابريليس من حملة 350.org العالمية أن «الشعوب الأصلية والمنظمات الاجتماعية كانت خامدة الصوت لفترة طويلة من الزمن. إنها حركة نمت في شبه صمت في المناطق الريفية والحضرية».

وشرحت أن «معرفة» الشعوب كمزارعين أو مربي ماشية قد قادتها إلى التعرف على تغيير الظواهر المناخية التي تعتمد عليها في العيش.

أما العالم الاقتصادي البوليفي المتخصص في القضايا البيئية ستانيسلاو زالبيكي فقد أكد أن مؤتمر شعوب الأرض الأصلية يتميز بأنه ينعقد بمبادرة منها وفي خدمتها، على عكس المؤتمرات الدولية الأخرى.

وذكر زالبيكي أن هناك في أوربا حركات سياسية ترفض نمط التنمية المضر بالبيئة، لكنها لا تعبر عن التوجه المضاد للرأسمالية ولا تنأى بنفسها عن المؤسسات المالية العالمية. أما في بوليفيا على سبيل المثال، فتقف السياسات في وجه الرأسمالية والتصنيع الملوث.

أما عن الرئيس ايفو موراليس، فقد حاز شعاره «الأرض أو الموت» على إجماع واسع بين المشاركين في المؤتمر، وهو الشعار الذي حث بموجبه على تأسيس «حركة عابرة للقارات» للدفاع عن «الأرض الأم».

وأكد موراليس أن «الرأسمالية تعتبرنا (نحن الشعوب) مجرد مستهلكين وأيدي عاملة، ومن حقنا أن نجزم بأن الرأسمالية هي عدوة الأرض». وأضاف أن «الرأسمالية هي أكبر عدو للبشرية، ورمز لعدم المساواة وتدمير الأرض»، مشدداً على حتمية «التضامن والإنصاف واحترام حقوق الأرض الأم».

أما الناشطة الأمريكية ليندا فيلاردي من ولاية نيو مكسيكو جنوب الولايات المتحدة التي خصصت 40 عاماً من حياتها للدفاع عن شعوب الأرض الأصلية، فقد شددت على ضرورة العمل السريع ومقاطعة المنتجات الملوثة. وشاطرت الدعوة إلى إلغاء الرأسمالية، مؤكدة أنه ليس جميع الأمريكيين من أنصار النمط الاستهلاكي.

بدورها اتهمت الناشطة الأمريكية المكسيكية كاتيا ايسكيفيل الرأسمالية بالانتهاكات والخروقات لأن المال قد استخدم لاستغلال البشر وجرح كرامتهم.

نشرة «آي بي إس»