سورية وبركان أيسلندة بين الـ«لن» والـ«لم»
قبل أن تتحدث الأخبار عن شبه انحسار في السحابة القاتلة لبركان أيسلندة، جاءت أخرى حول وصولها إلى شمال تركيا، في حين سارعت الأرصاد الجوية السورية في 20/4/2010 إلى إطلاق خبر يقيني لافت في غرابته أوردته «سانا موبايل» وهو يقول: «سورية لــــن تتأثر بالسحب البركانية الناتجة عن بركان أيسلندا»..!
بالطبع الجميع يتمنى ويتطلع لأن لا تتأثر سورية، لا بشمالها القريب جغرافياً من تركيا، ولابجنوبها البعيد نسبياً، ولكن الغريب هو اعتماد الخبر للـ«لن» المفرطة في تطميناتها إلى حد الفزع من حدة المفارقة، والنافية الجازمة للمستقبل ومجاهيل الطبيعة واحتمالات أية انفجارات أخرى أو حتى تقلبات اتجاه الريح وسرعاتها فيما يتعلق بالسحابة الحالية وعمر جزيئاتها في الجو، وليس الـ«لم» المتعلقة بـ«منذ ارتفاع السحابة وحتى الآن، والحمد لله، مثلاً»..!
الخطير في الأمر أن الغبار البركاني يحتوي على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها، ولكن من الممكن لها أيضاً أن تفاقم حالة المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي وحتى الأشخاص الأصحاء لأن باستطاعتها اختراق الأجزاء العميقة من الرئتين، خاصة إذا كان حجمها أقل من 10 ميكرونات (واحد بالألف من الميلليمتر).
غير أن حركة الملاحة الجوية الأوربية ذكرت أن حركة الطيران تعود لوضعها شبه طبيعي الخميس الثاني والعشرين من الجاري في أعقاب تعطيلها شبه الكلي بسبب سحابة البركان التي ألحقت بقطاع الطيران العالمي خسائر معلنة قدرت بـ1.7 مليار دولار في حين سبق لأرقام أخرى أن تحدثت عن 200 مليون دولار يومياً.
وبينما توقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى تشيكيا والنمسا والمجر وشمال غرب رومانيا وبولونيا واسكتلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وايرلندة وهولندا وبلجيكا وفنلندا وألمانيا والسويد وسويسرا وإيطاليا والنقل عبر ضفتي الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة وباتجاه آسيا وأفريقيا، يقول علماء البراكين إن الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان، في حين حذرت العالمة الجيولوجية الأيسلندية راينسدوتير سيغرون من أن حدوث انفجارات أخرى ممكن جداً في مستقبل قريب معربة عن اعتقادها بأن ما نراه الآن هو تنفيس لبركان «أيافيول»، وهو الثاني خلال أقل من شهر، وأننا نرى حالياً حمماً تسقط في البركان أكثر من تلك التي تخرج منه، ولم تستبعد حدوث انفجار أو أكثر بعد ذلك «على الأرجح» حتى إذا انتهى الانفجار الحالي.