إصرار أمريكي على استعداء إيران وأصدقائها

لم تمض ساعات قليلة على الإعلان في طهران عن توقيع اتفاق إيراني- تركي- برازيلي لمبادلة اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بوقود نووي على الأراضي التركية، بوساطة برازيلية، وبإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى سارعت واشنطن إلى وضع «العصي بالعجلات» والتلويح بتشديد العقوبات على طهران للمرة الرابعة رغم الاعتراض التركي- البرازيلي، من بلدين يشغلان حالياً مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن الدولي ولكن مع موافقة مبدئية، صريحة أو ضمنية، على مسودة مشروع العقوبات الأمريكية الجديد من كل الأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن بمن فيهم روسيا والصين، حسبما تفيد الأنباء..!

مشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن وصفته طهران بأنه غير مشروع، في حين قالت تركيا إنها ستنسحب من اتفاق التبادل في حال إقراره، كما أعربت البرازيل عن استيائها من الطرح الأمريكي  المناهض للانفراجة التي توسطت لإحداثها في الملف النووي الإيراني والمواجهة المفتوحة بين الغرب وطهران.

ويتضمن مشروع القرار الأميركي حظرا على تزويد إيران بثمانية أنواع من الأسلحة التقليدية منها الدبابات والطائرات، وتوسيع قائمة الشركات الإيرانية والأفراد الذين سيتم تجميد أرصدتهم وفرض حظر على سفرهم.

وينص المشروع على إنشاء نظام لتفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى إيران «في حال الشك في حملها مواد لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني» ويدعو إلى حظر مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجها للصواريخ البعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، ويحض باقي الدول على الحذر عند القيام بمعاملات مصرفية أو مالية مع إيران.

وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى أنه تم التوصل لاتفاق مع روسيا والصين بشأن تلك المسودة التي وصفتها بالقوية، وأكدت أن بلادها ستواصل حشد الدعم الدولي لفرض عقوبات على إيران، علماً بأنه سبق للصين وروسيا أن رحبتا بالاتفاق الموقع مع إيران، باعتباره خطوة أولى على طريق حل «الأزمة النووية» معها.